أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-9-2016
97
التاريخ: 9-9-2016
222
التاريخ: 9-9-2016
158
التاريخ: 9-9-2016
158
|
ولد الزجل في الأندلس في أواخر القرن الرابع للهجرة، ونشأ فيها، وتطور على أيدي زجالة مشهورين، ولعل من أبرز من أسهم في افرازه من التوشيح في القرن الخامس الزجال المشهور أخطل بن نمارة، حتى إذا جاء القرن السادس للهجرة، بلغ الزجل عصره الذهبي على يد أبي بكر بن قزمان (ت 554هـ) شيخ صناعته وامام فنه، ثم استمر تطوره في القرن السابع للهجرة، خاصة فيما يتعلق بجنوحه نحو التصوف والزهد بسبب ما حاق بالأندلس من المحن والمصائب والنكبات والنوائب.
وانتقل الزجل الى الشرق، ودخل مصر قبل غيرها بحكم قربها من المغرب، ثم انتقل الى الأقطار العربية الأخرى، لا سيما الشام والعراق. وأول من عني به من المشارق الشاعر المشهور صفي الدين الحلي (ت 750هـ) اذ جعله في مقدمة الفنون الشعرية غير المعربة في كتابه (العاطل الحالي، والمرخص الغالي) وتابعه في هذا المجال تقي الدين أبو بكر بن حجة الحموي (ت 837هـ) في كتابه (بلوغ الأمل في فن الزجل).
قال صفي الدين الحلي في مكانة الزجل بالنسبة الى الفنون الأخرى (1). (وهو أرفعها رتبة، وأشرفها نسبة، وأكثرها أوزاناً، وأرجحها ميزاناً، ولم تزل الى عصرنا هذا أوزانه متجددة، وقوافيه متعددة، ومخترعوه أهل المغرب، ثم تداوله الناس بعدهم، والزجل في اللغة (الصوت) يقال سحاب زجل اذا كان فيه الرعد، ويقال لصوت الأحجار والحديد والجماد أيضاً زجل.
وهذا الفن بعيد عن الاعراب، يغلب عليه التسكين، ويصلح للغناء، وينظم على بحور الشعر المعروفة الى جانب بحور أخرى ابتدعها الزجالة والشائع فيه أن يكون البيت من أربعة أشطر أو مصاريع الثلاثة الأولى من روي معين والرابع من روي مغاير له. ولكنه ملتزم في كل شطر رابع في القصيدة ويشيع الجناس عادة في القوافي الثلاث الأولى، وقد ينظم الزجل أقفالاً، ولا يزيد القفل الواحد عن بيتين في الغالب، وربما يكون للبيت رويان، أحدهما للصدر والآخر للعجز، وقد تسوده قافية واحدة (2)
راج سوق الزجل في مصر، وكثر الاقبال عليه، ومن المشهورين فيه شرف الدين بن أسد (ت738هـ)، التقى به صلاح الدين الصفدي بالقاهرة فقال عنه (3): (رأيته غير مرة بالقاهرة، وأنشدني له شعراً كثيراً من البلاليق (4)، والازجال والموشحات، وغير ذلك، وكان عامياً مطبوعاً، قليل اللحن يمتدح الأكابر، ويستعطي الجوائز). ومن أزجاله اللطيفة قوله:
يا مالك الحسن أرفق بالمستهام العليل
حياته قربك ولكن ما يلتقي له سبيل
خدام حسنك كثير هم سبحان من صورك
وصفك جميل ووهجك صبيح ما ازهرك
يا قوت وجوهر بثغر، ريحان عذارك شرك
كافور خدك وعنبر خالك أهاجوا الغليل
بمهجتي يا معيشق وصيروني ذليل
سعيد مسرور مرشد رشيد من قدرآك
مقبل عليه بعد هجرك محسن اليه بلقاك
مختص بالوصل منك فايز بمفتاح رضاك
يا نصر قلب المعنى مغيث كربي قليل
مالي شفيع عند حسنك غير البكا والعويل
سرور قلبي إذا ما أتى بشير الرضا
والقاك في إقبال يا فاتن واترك جميع ما مضى
وأركب المسرة وأسلك وسيع القضا
وأصبح بقربك مفلح، وبافتخاري أميل
نجاح أمري في شربة من ريقك السلسبيل
صواب رأي في عشقك يا أحسن العالمين
دينار منقوش حسنك ظهير، عزيز عن يقين
مثقال من بعض عشقي يرجح على العاشقين
فاخر بحسنك يا محفوظ، أي ما مليح لك مثيل
فرقك منير، وشعرك سنبل وخدك أسيل
قدك رشيق، وحبك مختار دون الأنام
نشرك عبير وصندل، والوجه بدر التمام
بلال أذن بخدك: استيقضوا يا نيام
فالراح في الكأس تجلى مع ظبي أغيد كحيل
واستغنموا لذة العيش فالعمر ما هو طويل (5)
وممن برع في نظم الزجل أيضاً في الديار المصرية ابن النبيه المصري (ت 619هـ)، والوزير محمد بن محمد بن علي (ت 707هـ)، وعبد الملك ابن الأعز الثقفي (ت 707هـ)، ومحمد بن عمر المعروف بابن المرحل (ت 716هـ)، وابراهيم الحائك المعمار (ت 748هـ).
وسرعان ما انتقل الزجل الى الشام، واستساغه العامة والخاصة، وعبروا به عن مشاعرهم وأحاسيسهم، وكثر عدد الزجالة، ومن أشهرهم شهاب الدين أحمد بن عثمان الأمشاطي (ت 725هـ)، وعلي بن مقاتل الحموي (ت761هـ)، وابن حجة الحموي (ت 837هـ).
لقد نظم الأدباء الزجل الى جوار القصيد واستشهدوا به في تأليفهم، حتى أن الشيخ شمس الدين بن الصائغ (ت 776هـ) أورد في شرحه لبردة البوصيري الذي سماه (رقم البردة) شيئاً من محاسن أزجال عصره، قال ابن حجة الحموي (6): (ورأيت الشيخ شمس الدين بن الصائغ – رحمه الله – قد استشهد في شرح البردة الذي سماه بـ (الرقم) بغالب أهل عصره فيما عرض من أنواع البديع حتى أورد لهم شيئاً من محاسن الزجل).
ووصل الزجل الى العراق، وأقبل عليه الشعراء، ونظموا فيه، قال صفي الدين الحلي (7): (ولأهل بغداد دون المشارقة أزجال رقيقة بألفاظ لطيفة على اصطلاح لغتهم، وجري ألسنتهم على قاعدة اللحن المختص بهم كالإمالة والإدغام وتبديل حرف بآخر للتحسين، وغير ذلك، لا يشاركهم فيها مشارك).
وأشهر عدد من الشعراء العراقيين في نظم الزجل، ولم يتورع بعضهم من الاغراق في المجون والخلاعة والتهتك، مثل تقي الدين علي بن عبد العزيز البغدادي (ت 684هـ)، قال عنه ابن شاكر الكتبي (8): كان من أظرف خلق الله تعالى، وأخفهم روحاً.
ولصفي الدين الحلي أزجال لطيفة حاكى في بعضها أزجال المصريين والشاميين، من ذلك قوله في مدح الملك الصالح شمس الدين بن غازي بن أرتق صاحب ماردين (9):
أنت يا قبلة الكرام زينة المال والبنين الله يعطيك
فوق ذا المقام
ويعيدك على السنين
انت شامه بين الأنام الله يحرس شمائلك
ويؤيدك بالدوام تانعيش في فواضلك
وتا نطوي ذكر الكرام لما تنشر فضائلك
ونهنيك بكل عام
والخلائق تقول آمين
وفي الخاتمة يقول:
لاعدمنا في كل صوم ذا السحور فيك وذا الهنا
كل ليلة وكل يوم تنشر الشكر والثنا
الله يحييك بين خير قوم بالغ القصد والمنى
حتى تقضي فرض الصيام
بين ولدان وحور وعين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)العاطل الحالي ص9.
(2)ينظر علم القافية للدكتور صفاء خلوصي ص84.
(3)فوات الوفيات 2: 100
(4)البلاليق: مفردها بليقة، وهي منظومة زجلية، لكنها اختلفت عند المصريين عن الزجل في موضوعها إذ اقتصرت على الموضوعات الخفيفة السائرة، الفكاهية، أو الساخرة، وغالباً ما تكون أوزانها خفيفة على السمع واللسان (الأدب في العصر المملوكي 1: 316).
(5)كنز الدرر وجامع الغرر 8: 393.
(6)خزانة الأدب لابن حجة الحموي ص5.
(7)العاطل الحالي والمرخص الغالي ص 12.
(8)فوات الوفيات 3: 32.
(9)العاطل الحالي والمرخص الغالي ص 113، المستظرف في كل فن مستطرف 2: 238، وينظر الفنون العشرية غير المعربة، الزجل في المشرق ص87.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|