المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



مناظرة أبي قرة للإمام  
  
3937   10:21 صباحاً   التاريخ: 31-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص131-135.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-8-2016 3138
التاريخ: 4-8-2016 3331
التاريخ: 1-8-2016 3334
التاريخ: 19-05-2015 5834

تصدى الامام الرضا (عليه السّلام) لتزييف الشبه و إبطالها التي أثيرت حول العقيدة الاسلامية و قد قصد أبو قرة خرسان لامتحان الامام (عليه السّلام) و طلب من صفوان بن يحيى و هو من خواص الامام أن يستأذن منه للدخول عليه فأذن الامام له فلما تشرف بالمثول أمامه سأله عن أشياء من الحلال و الحرام و الفرائض و الأحكام فأجابه عنها ثم سأله عن بعض قضايا التوحيد و هي:

س 1- أخبرني جعلني اللّه فداك عن كلام اللّه لموسى؟ ...

ج 1- اللّه أعلم بأي لسان كلمه بالسريانية أم بالعبرانية ...

و أخرج أبو قرة لسانه و قال: إنما اسألك عن هذا اللسان و معنى ذلك أنه هل كلّمه بلسان كلسان الانسان؟ فردّ الامام عليه ذلك بقوله: سبحان اللّه عما تقول و معاذ اللّه أن يشبه خلقه أو يتكلم بمثل ما هم متكلمون و لكنه تبارك و تعالى ليس كمثله شي‏ء و لا كمثله قائل و لا فاعل ...

و انبرى أبو قرة قائلا: كيف ذلك؟ ...

فقال (عليه السّلام): كلام الخالق لمخلوق ليس ككلام المخلوق لمخلوق و لا يلفظ بشق فم و لسان و لكن يقول: كن فكان بمشيئته ما خاطب به موسى من الامر و النهي من غير تردد في نفس .

ان كلام اللّه تعالى ليس بواسطة الجارحة كما في كلام الانسان فانه تعالى يستحيل عليه ذلك إذ ليس كمثله شي‏ء و لا قائل.

س 2- ما تقول في الكتب؟ ...

ج 2- التوراة و الانجيل و الزبور و الفرقان و كل كتاب انزل كان كلام اللّه أنزله للعالمين نورا و هدى و هي كلها محدثة و هي غير اللّه حيث يقول: {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [طه: 113] و قال: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأنبياء: 2] ‏ و اللّه أحدث الكتب كلها التي انزلها ...

س 3- هل تفنى؟ - أي الكتب-.

ج 3- أجمع المسلمون على أن ما سوى اللّه فان و ما سوى اللّه فعل اللّه و التوراة و الانجيل و الزبور و الفرقان فعل اللّه أ لم تسمع الناس يقولون: رب القرآن و ان القرآن يقول يوم القيامة: يا رب هذا فلان - و هي أعرف به منه - قد أظمأت نهاره و اسهرت ليله فشفعني فيه و كذلك التوراة و الانجيل و الزبور و هي كلها محدثة مربوبة أحدثها من ليس كمثله شي‏ء هدى لقوم يعقلون فمن زعم أنهن لم يزلن معه فقد أظهر: أن اللّه ليس بأول قديم و لا واحد و ان الكلام لم يزل معه و ليس له بدو و ليس بإله ...

س 4- إنا روينا: إن الكتب كلها تجي‏ء يوم القيامة و الناس في صعيد واحد قيام لرب العالمين ينظرون حتى ترجع فيه لانها منه و هي جزء منه فاليه تصير ....

ج 4- هكذا قالت النصارى في المسيح انه روحه جزء منه و يرجع فيه و كذلك قالت المجوس: في النار و الشمس أنهما جزء منه ترجع فيه . تعالى ربنا أن يكون متجزيا أو مختلفا و إنما يختلف و يأتلف المتجزي لان كل متجزي متوهم‏ و الكثرة و القلة مخلوقة دالة على خالق خلقها ...

س 5- إنا روينا: إن اللّه قسم الرؤية و الكلام بين نبيين فقسم لموسى الكلام و لمحمد (صلّى اللّه عليه و آله) الرؤية؟ ...

ج 5- فمن المبلغ عن اللّه الثقلين: الجن و الانس إنه لا تدركه الابصار و لا يحيطون به علما و ليس كمثله شي‏ء أ ليس محمد (صلّى اللّه عليه و آله)؟ ...

- بلى ...

و أوضح الامام (عليه السّلام) له الأمر و كشف ما التبس عليه قائلا: كيف يجيء رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم: أنه جاء من عند اللّه و انه يدعوهم الى اللّه بأمر اللّه و يقول: إنه لا تدركه الأبصار و لا يحيطون به علما و ليس كمثله شي‏ء ثم يقول: أنا رأيته بعيني و احطت به علما و هو على صورة البشر أ ما تستحيون؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا؟ أن يكون أتى عن اللّه بأمر ثم يأتي بخلافه من وجه آخر ....

س 6- إنه يقول: وَ لَقَدْ {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] ‏ ..

ج 6- ان بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى حيث قال: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] ما ‏ يقول: ما كذب فؤاد محمد (صلّى اللّه عليه و آله) ما رأت عيناه فقال: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } [النجم: 18] فآيات اللّه غير اللّه و قال: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: 110] فاذا رأته الابصار فقد أحاط به العلم و وقعت المعرفة ...

س 7- فنكذب بالرواية؟ ...

ج 7- إذا كانت الرواية مخالفة للقرآن كذبتها و ما أجمع المسلمون عليه أنه - أي اللّه تعالى- لا يحاط به علما و لا تدركه الابصار و ليس كمثله شي‏ء ....

لقد وضع الامام (عليه السّلام) لصفة الخبر و زيفه مقياسا و هو أن الخبر ان اتفق مع القرآن الكريم فهو صحيح و إلّا فهو باطل.

س 8- ما معنى قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] ؟

 ص: 133

ج 8- لقد أخبر اللّه تعالى أنه أسرى به ثم أخبر- أي اللّه- أنه لم أسري به- أي أخبر اللّه عن العلة في هذا الاسراء فقال: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} [الإسراء: 1] فآيات اللّه غير اللّه فقد اعذر و بين لم فعل به ذلك و ما رآه و قال: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [الجاثية: 6].

س 9- أين اللّه؟ .

ج 9- الأين مكان و هذه مسألة شاهد عن غائب فاللّه تعالى ليس بغائب و لا يقدمه قادم و هو بكل مكان موجود مدبر صانع حافظ ممسك السماوات و الأرض .

س 10- أ ليس هو فوق السماء دون ما سواها؟.

ج 10- هو اللّه في السماوات و في الأرض و هو الذي في السماء إله و في الأرض إله و هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء و هو معكم أينما كنتم و هو الذي استوى الى السّماء و هي دخان و هو الذي استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات و هو الذي استوى على العرش قد كان و لا خلق و هو كما كان اذ لا خلق لم ينتقل مع المنتقلين ...

س 11- فما بالكم إذا دعوتم رفعتم أيديكم الى السماء؟ ...

ج 11- ان اللّه استبعد خلقه بضروب من العبادة و للّه مفازع يفزعون إليه و مستعبد فاستعبد عباده بالقول و العلم و العمل و التوجه و نحو ذلك استعبدهم بتوجيه الصلاة الى الكعبة و وجه إليها الحج و العمرة و استعبد خلقه عند الدعاء و الطلب و التضرع ببسط الأيدي و رفعها الى السماء حال الاستكانة و علامة العبودية و التذلل له ...

س 12- من أقرب الى اللّه الملائكة أو أهل الأرض؟ ...

ج 12- ان كنت تقول بالشبر و الذراع فان الأشياء كلها باب واحد هي فعله لا يشتغل ببعضها عن بعض يدبر أعلى الخلق من حيث يدبر أسفله و يدبر أوله من حيث يدبر آخره من غير عناء و لا كلفة و لا مئونة و لا مشاورة و لا نصب و ان كنت تقول: من أقرب إليه في الوسيلة فأطوعهم له و أنتم ترون أن أقرب ما يكون العبد الى اللّه و هو ساجد و رويتم أن اربعة أملاك التقوا أحدهم من أعلى الخلق و أحدهم من أسفل الخلق و أحدهم من شرق الخلق و أحدهم من غرب الخلق فسأل بعضهم بعضا فكلهم قال: من عند اللّه ارسلني بكذا و كذا ففي هذا دليل على أن ذلك في المنزلة دون التشبيه و التمثيل ...

س 13- أ تقرّ أن اللّه محمول؟ ...

ج 13- كل محمول مفعول و مضاف الى غيره محتاج فالمحمول اسم نقص في اللفظ و الحامل فاعل و هو في اللفظ ممدوح و كذلك قول القائل: فوق و تحت و اعلى و اسفل و قد قال اللّه تعالى: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ فَادْعُوهُ بِها و لم يقل في شي‏ء من كتبه انه محمول بل هو الحامل في البر و البحر و الممسك للسماوات و الأرض و المحمول ما سوى اللّه و لم نسمع أحدا آمن باللّه و عظمه قط قال في دعائه: يا محمول ....

س 14- أ فنكذب بالرواية؟ ان اللّه إذا غضب يعرف غضبه الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله في كواهلهم فيخرون سجدا فاذا ذهب الغضب خف فرجعوا الى مواقفهم ....

ج 14- اخبرني عن اللّه تبارك و تعالى منذ لعن إبليس الى يومك هذا و الى يوم القيامة فهو غضبان على ابليس و أوليائه أو عنهم راض؟ ...

و أيّد أبو قرة كلام الامام قائلا: نعم هو غضبان عليه ...

و انبرى الامام قائلا: ويحك كيف تجترئ ان تصف ربك بالتغير من حال الى حال و انه يجري عليه ما يجري على المخلوقين؟ سبحانه لم يزل مع الزائلين و لم يتغير مع المتغيرين ...

و استولى الذهول على أبي قرة و حار في الجواب و انهزم من المجلس و هو مندحر قد أترعت نفسه بالغيظ و الحقد على الامام.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.