المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الظاهرات الجيومورفولوجية في المناطق الجيرية الرطبة (مناطق الكارست)- المجاري المائية الباطنية
14/9/2022
Cardinal vowel 8, [u]
20-6-2022
APPLICATIONS
7-3-2016
Large Prime
3-8-2020
مفهوم إدارة البيئة الحضرية
4-6-2020
فضل سورة الزلزلة وخواصها
1-05-2015


علم الامام الرضا (عليه السلام)  
  
5758   04:10 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص183-185.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

عن محمد بن عيسى اليقطيني انه جمع من مسائله (عليه السلام) مما سأل عنه واجاب عنه خمسة عشر الف مسألة .

 وفي رواية اخرى ثمانية عشر الف مسألة .

الشيخ الطبرسي عن ابي الصلت قال : ما رأيت اعلم من عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) ولا رآه عالم الا شهد له بمثل شهادتي، ولقد جمع المأمون في مجالس له ذوات عدد علماء الاديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقي احد منهم الا اقر له بالفضل واقر على نفسه بالقصور، ولقد سمعت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول : كنت اجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون فاذا اعيى الواحد منهم عن مسألة اشاروا اليّ باجمعهم وبعثوا الي بالمسائل فأجيب عنها .

قال ابو الصلت : ولقد حدثني محمد بن اسحاق بن موسى بن جعفر عن ابيه ان موسى بن جعفر (عليه السلام) كان يقول لبنيه : هذا اخوكم عليّ بن موسى عالم آل محمد (عليهم السلام) فاسألوه عن اديانكم واحفظوا ما يقول لكم، فانّي سمعت ابي جعفر بن محمد (عليه السلام) غير مرة يقول لي : ان عالم آل محمد (عليه السلام) لفي صلبك وليتني ادركته فانه سميُّ امير المؤمنين عليّ (عليه السلام) .

قال شيخنا الصدوق (رحمه اللّه) كان المأمون يجلب إلى الرضا (عليه السلام) من متكلمي الفرق واهل الاهواء المضلّة كل من سمع به، حرصاً على انقطاع الرضا (عليه السلام) عن الحجة مع واحد منهم وذلك حسداً منه له ولمنزلته من العلم فكان لا يكلمه احد الا اقر له بالفضل وألزم الحجة له عليه .

وروي عن علي بن محمد بن الجهم، قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى (عليه السلام)، فقال له المأمون : يا ابن رسول اللّه اليس من قولك ان الانبياء معصومون، قال : بلى قال : فما معنى قول اللّه عز وجل { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } [طه: 121] فأجابه (عليه السلام) ثم سأله عن آية اخرى فأجابه فلم يزل يسأله ويجيبه (عليه السلام) الى ان قال عليّ بن محمد بن الجهم، فقام المأمون الى الصلاة واخذ بيد محمد بن جعفر بن محمد (عليه السلام) وكان حاضراً المجلس وتبعتهما قال له المأمون كيف رأيت ابن اخيك، فقال : عالم ولم نره يختلف الى أحد من اهل العلم، فقال المأمون : ان ابن اخيك من اهل بيت النبي (صلى الله عليه واله)الذين قال فيهم : الا ان ابرار عترتي واطايب ارومتي احلم الناس صغاراً وأعلم الناس كباراً لا تعلّموهم فانهم اعلم منكم، لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلال وانصرف الرضا (عليه السلام) الى منزله، فلما كان من الغد غدوت عليه واعلمته ما كان من قول المأمون وجواب عمه محمد بن جعفر له فضحك ثم قال : يا ابن الجهم لا يغرنك ما سمعته منه فانه سيغتالني واللّه ينتقم لي منه.

وفي الدر النظيم عن يحيى بن اكثم قال كنت يوماً عند المأمون وعنده عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) ودخل الفضل بن سهل ذو الرياستين فقال للمأمون : قد وليت الثغر الفلاني فلاناً التركي فسكت المأمون، فقال الرضا (عليه السلام) : ما جعل اللّه تعالى لإِمام المسلمين وخليفة رب العالمين القائم بأمور الدين ان يولي شيئاً من ثغور المسلمين احداً من سبي ذلك الثغر، لأن الانفس تحن الى اوطانها، وتشفق على اجناسها، وتحب مصالحها وان كانت مخالفة لأديانها، فقال المأمون : اكتبوا هذا الكلام بماء الذهب .

اقول : من أراد أن يقف على بعض ما يخبر عن علمه (عليه السلام) فعليه بان يراجع الخطب المروية عنه (عليه السلام) واحتجاجه (عليه السلام) مع الجاثليق ورأس الجالوت ورؤساء الصابئين والهربذ الأكبر واصحاب الزردشت ونسطاس الرومي والمتكلمين في مجلس المأمون وجوابه (عليه السلام) لاسئلة عمران الصابيء واسلام عمران ببركته، وكان عمران جدلاً لم يقطعه عن حجته احد قط واحتجاجه (عليه السلام) على سليمان المروزي واحد خراسان وغير ذلك .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.