أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-8-2016
5691
التاريخ: 4-8-2016
3154
التاريخ: 1-8-2016
9880
التاريخ: 30-7-2016
4165
|
عرض المأمون على الامام الرضا (عليه السّلام) كوكبة من المسائل و اكبر الظن أنه اراد امتحانه بها فأجابه الامام عنها و فيما يلي ذلك:
س 1- يا ابن رسول اللّه أ ليس قولك ان الأنبياء معصومون؟ ...
- بلى .
- ما معنى قول اللّه عزّ و جلّ: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121] ؟ ...
ج 1- إن اللّه تبارك و تعالى قال لآدم: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} [البقرة: 35] و أشار لهما الى شجرة الحنطة {فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} و لم يقل لهما: لا تأكلا من هذه الشجرة و لا مما كان من جنسها فلم يقربا تلك الشجرة و لم يأكلا منها و انما أكلا من غيرها و لما أن وسوس الشيطان لهما و قال: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 20، 21] و لم يكن آدم و حوا شاهدا قبل ذلك من يحلف باللّه كاذبا فدلاهما بغروره فأكلا منها ثقة بيمينه باللّه و كان ذلك من آدم قبل النبوة و لم يكن ذلك بذنب كبير أستحق به دخول النار و انما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم فلما اجتباه اللّه تعالى و جعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة و لا كبيرة قال اللّه عزّ و جلّ: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: 121، 122] و قال عزّ و جلّ: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 33] .
س 2- ما معنى قول اللّه عزّ و جلّ: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} [الأعراف: 190].
ج 2- إن حواء ولدت لآدم خمس مائة بطن ذكرا و أنثى و ان آدم و حواء عاهدا اللّه عزّ و جلّ و دعواه و قالا: {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا} [الأعراف: 189، 190] من النسل خلقا سويا بريئا من الزمانة و العاهة و كان ما آتاهما صنفين: صنفا ذكرانا و صنفا أناثا فجعل الصنفين للّه تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما و لم يشكراه كشكر أبويهما له عزّ و جلّ قال اللّه تبارك و تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف: 190] .
س 3- أشهد أنك ابن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ في حق ابراهيم: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قالَ هذا رَبِّي} [الأنعام: 76]...
ج 3- إن ابراهيم (عليه السّلام) وقع الى ثلاثة أصناف: صنف يعبد الزهرة و صنف يعبد القمر و صنف يعبد الشمس و ذلك حين خرج من السرب الذي اخفى فيه فلما جن عليه الليل فرأى الزهرة قال: هذا ربي على الإنكار و الاستخبار {فَلَمَّا أَفَلَ} الكواكب قالَ: {لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} لان الافول من صفات المحدث لا من صفات القدم { فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي}[الأنعام: 77] على الانكار و الاستخبار {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ } فلما اصبح و رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر من الزهرة و القمر على الانكار و الاستخبار لا على الاخبار و الاقرار فلما أفلت قال للاصناف الثلاثة من عبدة الزهرة و القمر و الشمس {يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 78، 79] و انما اراد ابراهيم بما قال: ان يبين لهم بطلان دينهم و يثبت عندهم ان العبادة لا لمن كان بصفة الزهرة و القمر و الشمس و انما تحق العبادة لخالقها و خالق السموات و الأرض و كل ما احتج به على قومه مما الهمه اللّه تعالى و آتاه كما قال عزّ و جلّ: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} [الأنعام: 83].
س 4- للّه درك يا ابن رسول اللّه اخبرني عن قول ابراهيم: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ} [البقرة: 260].
ج 4- إن اللّه تبارك و تعالى كان أوحى الى ابراهيم (عليه السّلام) إني متخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء الموتى أجبته فوقع في نفس ابراهيم انه ذلك الخليل فقال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ} على الخلة , قال{فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 260] فأخذ ابراهيم نسرا و طاوسا و بطا و ديكا فقطعهن و خلطهن ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله و كانت عشرة منهن جزء و جعل مناقيرهن بين اصابعه ثم دعاهن بأسمائهن و وضع عنده حبا و ماء فتطايرت تلك الأجزاء بعضها الى بعض حتى استوت الأبدان و جاء كل بدن حتى انضم الى رقبته و رأسه فخلى ابراهيم (عليه السّلام) عن مناقيرهن فطرن ثم وقعن فشربن من ذلك الماء و التقطن من ذلك الحب و قلن: يا نبي اللّه أحييتنا أحياك اللّه فقال ابراهيم: بل اللّه يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير.
س 5- بارك اللّه فيك يا أبا الحسن اخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [القصص: 15] .
ج 5- إن موسى دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها و ذلك بين المغرب و العشاء {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص: 15] فقضى موسى على العدو و بحكم اللّه تعالى ذكر فوكزه فمات {قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ} يعني الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين لا ما فعله موسى من قتله أنّه يعني الشيطان عدو مضل مبين.
س 6- ما معنى قول موسى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} [القصص: 16] .
ج 6- يعني: اني وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينة {فَاغْفِرْ لِي} اي استرني من اعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني {فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16] قال موسى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ} [القصص: 17] من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} [القصص: 17] بل أجاهد في سبيلك بهذه القوة حتى ترضى فاصبح موسى في المدينة {خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ} [القصص: 18] على آخر {قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} [القصص: 18] قاتلت رجلا بالأمس و تقاتل هذا اليوم لأوذينك و اراد أن يبطش به {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ} [القصص: 19] .
س 7- جزاك اللّه عن انبيائه خيرا يا أبا الحسن ما معنى قول موسى لفرعون: {فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} [الشعراء: 20].
ج 7- ان فرعون قال لموسى لما أتاه: {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الشعراء: 19] بي قال موسى: فعلتها إذا و أنا من الضالين عن الطريق بوقوعي الى مدينة من مدائنك ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي رب حكما و جعلني من المرسلين و قد قال اللّه عزّ و جلّ لنبيه محمد (صلى الله عليه واله): {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} [الضحى: 6] يقول: أ لم يجدك وحيدا فآوى إليك الناس {وَوَجَدَكَ ضَالًّا} [الضحى: 7] يعني عند قومك {فَهَدى} اي هداهم الى معرفتك {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} [الضحى: 8] يقول: أغناك بأن جعل دعاءك مستجابا.
س 8- بارك اللّه فيك يا ابن رسول اللّه ما معنى قول اللّه عزّ و جلّ: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143] كيف يجوز أن يكون كليم اللّه موسى بن عمران (عليه السّلام) لا يعلم أن اللّه تبارك و تعالى ذكره لا يجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال؟.
ج 8- ان كليم اللّه موسى بن عمران علم أن اللّه تعالى اعز أن يرى بالأبصار و لكنه لما كلمه اللّه عزّ و جلّ و قربه نجيا رجع الى قومه فأخبرهم ان اللّه عزّ و جلّ كلمه و قربه و ناجاه فقالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ} [البقرة: 55] حتى نستمع كلامه كما سمعت و كان القوم سبعمائة الف رجل فاختار منهم سبعين رجلا لميقات ربهم فخرج بهم الى طور سيناء فأقامهم في سفح الجبل و صعد موسى الى الطور و سأل اللّه تعالى أن يكلمه و يسمعهم كلامه فكلمه اللّه تعالى ذكره و سمعوا كلامه من فوق و أسفل و يمين و شمال و وراء و أمام لأن اللّه عزّ و جلّ أحدثه في الشجرة و جعله منبعثا منها حتى سمعوه من جميع الوجوه فقالوا: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55] فلما قالوا: هذا القول العظيم و استكبروا و عتوا بعث اللّه عزّ و جلّ عليهم صاعقة فأخذتهم بظلمهم فماتوا فقال موسى: يا رب ما اقول لبني اسرائيل إذا رجعت إليهم و قالوا: إنك ذهبت بهم فقتلتهم لأنك لم تكن صادقا فيما ادعيت من مناجاة اللّه عزّ و جلّ إياك فأحياهم اللّه و بعثهم معه فقالوا إنك لو سألت اللّه أن يريك تنظر إليه لأجابك و كنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حق معرفته فقال موسى: يا قوم إن اللّه لا يرى بالأبصار و لا كيفية له و انما يعرف بآياته و يعلم بأعلامه فقالوا: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حتى تسأله فقال موسى: يا رب إنك قد سمعت مقالة بني اسرائيل و أنت أعلم بصلاحهم فأوحى اللّه جلّ جلاله يا موسى سلني ما سألوك فلن أؤاخذك بجهلهم فعند ذلك قال موسى: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ} - و هو يهوي- {فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} بآية من آياته {جَعَلَهُ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ} يقول: رجعت الى معرفتي بك عن جهل قومي {وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} منهم بأنك لا ترى .
و طفق المأمون يبدي اعجابه بمواهب الامام و سعة معارفه و علومه قائلا: للّه درك يا أبا الحسن.
س 9- اخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: {لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24].
ج 9- لقد همت به و لو لا أن رأى برهان ربه لهمّ بها كما همت به لكنه كان معصوما و المعصوم لا يهم بذنب و لا يأتيه و لقد حدثني أبي عن أبيه الصادق أنه قال: همت بأن تفعل و همّ بأن لا يفعل.
س 10- للّه درك يا أبا الحسن!! اخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: 87].
ج 10- ذلك يونس بن متى ذهب مغاضبا لقومه فظن بمعنى استيقن {أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} رزقه أين لن نضيق عليه رزقه و منه قوله عزّ و جلّ {وَ أَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} [الفجر: 16] أو ضيق و قدر {فَنادى فِي الظُّلُماتِ} أي ظلمة البحر و ظلمة بطن الحوت {أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} بتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت فاستجاب اللّه له و قال عزّ و جلّ: {فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} .
س 11- للّه درك يا أبا الحسن! اخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} [يوسف: 110].
ج 11- يقول اللّه عزّ و جلّ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} من قومهم و ظن قومهم ان الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا.
س 12- للّه درك يا أبا الحسن!! اخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2] ؟
ج 12- لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لأنهم كانوا يعبدون من دون اللّه ثلاث مائة و ستين صنما فلما جاءهم (صلّى اللّه عليه و آله) بالدعوة الى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم و عظم و قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص: 5 - 7] .
فلما فتح اللّه عزّ و جلّ على نبيه مكة قال له: يا محمد: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 1، 2] عند مشركي أهل مكة بدعائك الى توحيد اللّه فيما تقدم و ما تأخر لأن مشركي مكة أسلم بعضهم و خرج بعضهم عن مكة و من بقي منهم لم يقدر على انكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه فصار ذنبه عند ذلك مغفورا بظهوره عليهم .
س 13- للّه درك يا أبا الحسن!! اخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة: 43].
ج 13- هذا- مما نزل بإياك أعني و اسمعي يا جارة- خاطب اللّه عزّ و جلّ بذلك نبيه و أراد به أمته و كذلك قوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65] و قوله عزّ و جلّ: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74].
س 14- إن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال لها: سبحان الذي خلقك و انما أراد بذلك تنزيه الباري عزّ و جلّ عن قول: من زعم أن الملائكة بنات اللّه فقال اللّه عزّ و جلّ: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا} [الإسراء: 40] , فلما عاد زيد الى منزله أخبرته امرأته بمجيء رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و قوله لها: سبحان الذي خلقك فلم يعلم زيد ما أراد بذلك و ظن أنّه قال ذلك لما اعجبته من حسنها فجاء الى النبي (صلى الله عليه واله) و قال له: يا رسول اللّه إن امرأتي في خلقها و إني اريد طلاقها فقال له النبي: امسك عليك زوجك و اتق اللّه و قد كان اللّه عرفه عدد أزواجه و ان تلك المرأة منهن فأخفى ذلك في نفسه و لم يبده لزيد و خشي الناس أن يقولوا: إنّ محمدا يقول لمولاه: إن امرأتك ستكون لي زوجة يعيبونه بذلك فأنزل اللّه عزّ و جلّ : {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} - يعني بالاسلام- {وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} - يعني بالعتق- {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ} [الأحزاب: 37] .
ثم ان زيد بن حارثة طلقها و اعتدت منه فزوجها اللّه عزّ و جلّ من نبيه محمد (صلى الله عليه واله) و أنزل بذلك قرآنا فقال عزّ و جلّ: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [الأحزاب: 37] , ثم علم اللّه عزّ و جلّ ان المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل اللّه تعالى {مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ } [الأحزاب: 38].
و انتهت بذلك هذه المناظرة التي دللت على مدى ثروات الامام العلمية و احاطته الشاملة بكتاب اللّه العظيم فقد نزه الامام انبياء اللّه العظام عن اقتراف المعصية و أثبت لهم العصمة بهذا البيان المدعم بالأدلة و البراهين الحاسمة.. .
و اشاد المأمون بمواهب الامام و راح يقول: شفيت صدري يا ابن رسول اللّه و أوضحت ما كان ملتبسا علي فجزاك اللّه عن انبيائه و عن الاسلام خيرا.
و انصرف المأمون عن المجلس و أخذ بيد عم الامام محمد بن جعفر فقال له: كيف رأيت ابن أخيك؟.
و انبرى محمد يبدي اعجابه البالغ بالامام قائلا: إنه عالم و لم نره يختلف الى أحد من أهل العلم!!.
و أوقفه المأمون على حقيقة الأمر قائلا: إن ابن أخيك من أهل بيت النبي (صلى الله عليه واله) الذين قال فيهم النبي: الا إنّ أبرار عترتي و أطائب أرومتي أحلم الناس صغارا و أعلم الناس كبار فلا تعلموهم فانهم اعلم منكم لا يخرجونكم عن هدى و لا يدخلونكم في باب ضلالة ؛ و نقل علي بن الجهم ثناء المأمون و اطرائه على الامام و ما قاله فيه محمد بن جعفر فتبسم الامام و قال: لا يغرنك ما سمعته منه فانه سيغتالني و اللّه تعالى ينتقم لي منه .
و تحقق تنبؤ الامام (عليه السّلام) فقد أترعت نفس المأمون بالكراهية و الحسد للامام على ما وهبه اللّه من الفضل و العلم فقدم على اقتراف افظع جريمة في الاسلام فدس السم له و اغتاله و بذلك فقد قضى على سليل النبوة و معدن العلم و الحكمة في الأرض.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|