أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-02-2015
2804
التاريخ: 2024-10-09
192
التاريخ: 2-06-2015
3394
التاريخ: 6-4-2016
2857
|
قال تعالى : {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} [ص : 17 - 20] .
ذكر بعض المفسّرين من الآيات محلّ البحث عشر مواهب إلهيّة عظيمة كانت لداود (عليه السلام) تعكس مقام هذا النّبي ومنزلته العظيمة من جهة ، وتعكس خصائص الإنسان الكامل من جهة اُخرى :
1 ـ الله سبحانه وتعالى يأمر نبي الإسلام والرحمة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) رغم مكانته العالية بأن يتّخذ من داود اُسوة له في تحمّل الصبر {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ}
2 ـ القرآن وصف داود بالعبد ، وفي الحقيقة أنّ أهمّ خصوصية لداود هي عبوديته لله ، قال تعالى : {عَبْدَنَا دَاوُودَ} ونقرأ شبيه هذا المعنى بشأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسألة المعراج {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ } (الإسراء ـ 1).
3 ـ إمتلاكه للقدرة والقوّة (في طاعة الباري عزّوجلّ والإحتراز عن إرتكاب المعاصي وحسن تدبيره لشؤون مملكته) (ذا الأيد) وجاءت أيضاً بشأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ } [الأنفال : 62].
4- وصفه بالأوّاب ، وتعني رجوعه المتكرّر والمستمر إلى الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : (إِنَّهُ أَوَّابٌ)
5 ـ تسخير الجبال معه لتسبّح في الصباح والمساء ، وهذا الأمر يعدّ من مفاخره ، قال تعالى : (إنّا سخّرنا الجبال معه يسبّحن بالعشيّ والإشراق).
6 ـ مناجاة الطيور وتسبيحها الله مع داود ، وهذه من النعم التي أنعمها الله على داود ، قال تعالى : (والطير محشورة).
7 ـ إستمرار الجبال والطيور في التسبيح مع داود ، وكلّ مرّة يسبّح فيها تعود وتسبّح معه ، قال تعالى : (كلّ له أوّاب).
8 ـ أعطاه الله الملك والحكومة التي اُحكمت اُسسها ، إضافةً إلى وضع كلّ الوسائل الماديّة والمعنوية التي يحتاجها تحت تصرّفه (وشددنا ملكه).
9 ـ منحه ثروة مهمّة اُخرى ، وهي العلم والمعرفة التي تفوق الحدّ الطبيعي ، العلم والمعرفة التي هي منبع خير كثير ومصدر كلّ بركة وإحسان أينما كانت ، قال تعالى : (وآتيناه الحكمة).
10 ـ وأخيراً فقد منّ الله عليه بمنطق قوي وحديث مؤثّر ونافذ ، وقدرة كبيرة على القضاء والتحكيم بصورة حازمة وعادلة ، قال تعالى : (وَفَصْلَ الْخِطَابِ) (1)
حقّاً إنّ اُسس أي حكومة لا يمكن أن تصبح محكمة بدون هذه الصفات ، العلم والمنطق وتقوى الله ، والقدرة على ضبط النفس ، ونيل مقام العبودية لله.
_______________________
1. التفسير الكبير ، ج26 ، ص184 ، ذيل الاية مورد البحث .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|