أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2019
2721
التاريخ: 7-2-2019
2960
التاريخ: 13-12-2014
3351
التاريخ: 10-12-2014
3394
|
قبل أن ينتقل النبيّ إلى حضيرة القدس بثلاثة أيام أوصى الإمام (عليه السلام) برعاية سبطيه قائلا : يا أبا الرّيحانتين اوصيك بريحانتيّ من الدّنيا فعن قليل ينهدّ ركناك والله خليفتي عليك .
ولمّا قبض النبيّ قال الإمام : هذا أحد ركنيّ الّذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) ولمّا ماتت فاطمة قال : هذا الرّكن الثّاني الّذي قال لي رسول الله .
وآن لسيّد الكائنات أن يلتحق بالفردوس الأعلى مقرّ الأنبياء والأوصياء فقد وفد عليه ملك الموت فاستأذن بالدخول عليه فأخبرته زهراء الرسول بأنّه مشغول بنفسه عنه فانصرف وبعد قليل عاد طالبا الإذن فأفاق النبيّ وقال لبضعته : أتعرفينه؟.
قالت : لا يا رسول الله .
قال : إنّه معمّر القبور ومخرّب الدّور ومفرّق الجماعات وذهلت حبيبة الرسول وقدّ قلبها واندفعت تقول : وا أبتاه! لموت خاتم الأنبياء وا مصيبتاه! لممات خير الأتقياء ولانقطاع سيّد الأصفياء وا حسرتاه! لانقطاع الوحي من السّماء فقد حرمت اليوم كلامك .
وتصدّع قلب الرسول وذابت نفسه وراح يسلّي زهراء قائلا : لا تبكي فإنّك أوّل أهلي لحوقا بي .
وأذن النبيّ لملك الموت بالدخول عليه ولمّا مثل أمامه قال له : يا رسول الله إنّ الله أمرني أن أطيعك في كلّ ما تأمرني به إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها وإن تأمرني أن أتركها تركتها .
وبهر النبيّ (صلى الله عليه واله) وقال له : أتفعل يا ملك الموت ذلك؟.
بذلك امرت أن اطيعك في كلّ ما أمرتني .
ولم يحظ أحد من أنبياء الله ورسله بمثل ما حظي به خاتم الأنبياء فقد أمر الله تعالى ملك الموت بإطاعته والاستئذان بالدخول عليه.
وهبط جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال له : يا أحمد إنّ الله اشتاق إليك , واختار النبيّ جوار ربّه فإنّ الآخرة خير له وأبقى وأذن لملك الموت باستلام روحه المقدّسة ودعا وصيّه وباب مدينة علمه الامام (عليه السلام) فقال له : ضع رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله فإذا فاضت نفسي فتناولها وامسح بها وجهك ثمّ وجّهني إلى القبلة وتولّ أمري وصلّ عليّ أوّل النّاس ولا تفارقني حتّى تواريني في رمسي واستعن بالله عزّ وجلّ .
وأخذ الإمام رأس النبيّ فوضعه في حجره ومدّ يده اليمنى تحت حنكه وأخذ النبي يعاني آلام الموت وقسوته حتى فاضت روحه العظيمة فمسح بها الإمام وجهه , لقد مادت الأرض وخبا نور العدل وانطفأت تلك الشعلة المشرقة التي أضاءت سماء الدنيا بالعلم والإيمان ... يا لمدينة الرسول وآل الرسول يا لهم من يوم خالد في دنيا الأحزان يوم ليس كمثله في الأيام الحالكات ووجم المسلمون وطاشت أحلامهم وهرعت السيّدات صوب دار الرسول وهن يلد من الوجوه قد علت أصواتهنّ بالبكاء أمّا امّهات المؤمنين فقد وضعن الجلابيب عن رؤوسهن وهن يلد من صدورهنّ وأمّا نساء الأنصار فقد ذبحت حلوقهنّ من الصياح .
وكان أعظم أهل البيت حزنا بضعة الرسول وريحانته فقد وقعت على الجثمان المقدّس وهي تبكي أمرّ البكاء وتقول بذوب روحها : وأبتاه! وا نبيّ رحمتاه , الآن لا يأتي الوحي ؛ الآن ينقطع عنّا جبرئيل اللهمّ ألحق روحي بروحه واشفعني بالنّظر إلى وجهه ولا تحرمني أجره وشفاعته يوم القيامة .
وأخذت تجول حول الجثمان العظيم وهي ولهى قد أخرسها الخطب قائلة : وا أبتاه! إلى جبرئيل أنعاه .
وا أبتاه! جنّة الفردوس مأواه .
وا أبتاه! أجاب ربّا دعاه ؛ ومادت الأرض بالمسلمين وذهلوا حتى عن نفوسهم لعظم الكارثة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|