المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله)  
  
2719   03:21 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 540-541.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

          لما رجع رسول الله (صلى الله عليه واله) الى المدينة من حجّ الوداع، دعا اُسامة بن زيد وأمره ان يقصد حيث قتل أبوه، وقال (صلى الله عليه واله) له : (اوطىء الخيل اواخر الشام من اوائل الروم)، وجعل (صلى الله عليه واله) في جيش اسامة وتحت رايته اعيان المهاجرين ووجوه الانصار، وفيهم ابو بكر وعمر وابو عبيدة.

          وعسكر اُسامة بالجرف، فاشتكى رسول الله (صلى الله عليه واله) شكواه التي توفي فيها، وكان (صلى الله عليه واله) يقول في مرضه : (نفّذوا جيش اُسامة) ويكرر ذلك، وانما فعل (صلى الله عليه واله) ذلك لئلا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الامامة، ويطمح في الامارة، ويستوسق الأمر لاهله.

          ذكر الفضل بن الحسن الطبرسي (من اعلام القرن السادس الهجري) ان النبي (صلى الله عليه واله) لما أحسّ بالمرض الذي اعتراه - وذلك يوم السبت او يوم الاحد ليال بقين من صفر- أخذ بيد علي (عليه السلام)، وتبعه جماعة من اصحابه، وتوجّه الى البقيع ثم قال : (السلام عليكم أهل القبور، ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها، ثم قال : ان جبرئيل (عليه السلام) كان يعرض عليّ القرآن كل سنة مرة، وقد عرضه عليّ العام مرتين، ولا أراه الا لحضور أجلي).

          ثم قال : (يا علي، اني خُيِّرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها او الجنة، فاخترت لقاء ربي والجنة، فإذا انا متُ فغسّلني واستر عورتي...).

          ثم عاد الى منـزله، فمكث ثلاثة ايام موعوكاً، ثم خرج الى المسجد يوم الاربعاء معصوب الرأس متكئاً على عليّ (عليه السلام) بيمنى يديه وعلى الفضل بن عباس باليد الأخرى، فجلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : (اما بعد : ايها الناس، إنه قد حان مني خفوق من بين أظهركم، فمن كانت له عندي عدّة فليأتني اُعطه اياها، ومن كان له عليّ دين فليخبرني به)، فقام رجلٌ فقال: يارسول الله لي عندك عدّة، إني تزوجت فوعدتني ثلاثة أواق، فقال عليه السلام : (أنحلها ايّاه يافضل).

          ثم نزل فلبث الاربعاء والخميس، ولما كان يوم الجمعة جلس على المنبر فخطب ثم قال : (ايها الناس انه ليس بين الله وبين احد شيء يعطيه به خيراً او يصرف به عنه شرّاً الا العمل الصالح، ايها الناس لا يدّع مدّع، ولا يتمنّ متمنّ، والذي بعثني بالحقّ لا ينجي إلا عمل مع رحمة الله، ولو عصيت لهويت، اللهم هل بلّغت ؟ - ثلاثاً -).

 الايام الاخيرة :

          ثم نزل فصلّى بالناس، ثم دخل بيته، وكان إذ ذاك في بيت ام سلمة، فأقام به يوماً او يومين، فجاءت عائشة فسألته ان يُنقَلَ الى بيتها لتتولى تعليله فأذن لها، فانتقل الى البيت الذي أسكنته عائشة فاستمر المرض به فيه أياماً وثقل عليه السلام، فجاء بلال عند صلاة الصبح ورسول الله (صلى الله عليه واله) مغمور بالمرض فنادى الصلاة رحمكم الله، فقال (صلى الله عليه واله) : «يصلي بالناس بعضهم»، فقالت عائشة : مروا أبا بكر فليصلّ بالناس، وقالت حفصة : مروا عمر.

          فقال (صلى الله عليه واله) : «أكففن، فإنّكنّ صويحبات يوسف»، ثم قام وهو لا يستقلّ على الارض من الضعف، وقد كان عنده أنهما خرجا الى اُسامة، فأخذ بيد علي بن ابي طالب (عليه السلام) والفضل بن عباس فاعتمدهما ورجلاه تخطّان الأرض من الضعف، فلما خرج الى المسجد وجد أبا بكر قد سبق الى المحراب، فأومأ اليه بيده، فتأخر ابو بكر، وقام رسول الله (صلى الله عليه واله) وكبّر وابتدأ بالصلاة، فلما سلّم وانصرف الى منزله استدعى أبا بكر وعمر وجماعة من حضر المسجد ثم قال : «ألم آمركم ان تنفذوا جيش اُسامة ؟» فقال ابو بكر : إني كنتُ خرجت ثم عدت لأحدث بك عهداً، وقال عمر : إني لم أخرج لاني لم أحبّ أن أسال عنك الركب.

          فقال (صلى الله عليه واله) : «نفّذوا جيش  اُسامة» - يكرّرها ثلاث مرات- ثم اُغمي عليه صلوات الله عليه وآله من التعب الذي لحقه، فمكث هنيئة وبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وولده ومن حضر، فأفاق (صلى الله عليه واله) وقال : «ائتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده ابداً»  ثم اُغمي عليه.

          فقام بعض من حضر من أصحابه يلتمس دواة وكتفاً، فقال له عمر : ارجع فإنه يهجر !! فرجع.

          فلما أفاق (صلى الله عليه واله) قال بعضهم : ألا نأتيك يارسول الله بكتف ودواة ؟ فقال : «أبعد الذي قلتم !! لا، ولكن احفظوني في اهل بيتي، واستوصوا باهل الذمة خيراً، واطعموا المساكين وما ملكت ايمانكم».

          ذكر ابن سعد : «ان الرسول (صلى الله عليه واله) عندما حضرته الوفاة وكان معه في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال : هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده، فقال عمر : ان رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ! فاختلف اهل البيت واختصموا، فلما كثر اللغط والاختلاف..، قال النبي (صلى الله عليه واله) : قوموا عني».

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.