المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الكون والمجموعة الشمسية
2024-12-18
المراوح الفيضية Alluvial Fans
2024-12-18
الشمس
2024-12-18
خسوف القمر Lunar Eclipse
2024-12-18
تشنج الحجاب الحاجز او الفواق ( Diaphragm Spasm )
2024-12-18
Low-Level Lengthening
2024-12-18

اسلام أبو بكر
23-11-2019
عوامل تقدم السياحة - البنية الأساسية
9-1-2018
موقف الفقه من القانون الواجب التطبيق على النسب غير الشرعي
15-5-2022
يحيى بن الجَزّار ( الجرّار )
20-8-2016
أنواع مقدمات التحقيق الصحفي
7-1-2023
مضار كثرة الطعام‏
2023-10-09


اهل العروسين صمام الامان  
  
2324   01:00 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص43-45
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

 اذا كان من العدل حب الابناء والدفاع المستميت عنهم والشعور معهم بوحدة الكيان كما ورد عن امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام):(ووجدتك بعضي بل ووجدتك كلي حتى كأن شيئا لو اصابك اصابني وكأن الموت لو اتاك اتاني )(1) , فإن من التقوى ان لا نستسلم لعواطفنا في التصديق بكل ما يطرحه بنونا رغم ثقتنا العمياء بهم حيث خبرناهم في رحابنا وجوارنا وغدونا اعرف بهم من انفسهم , وذلك لان ظرف الشقاق تختلف تماما عن ظروف الوفاق ففي الوفاق ينقل ما يراه ويحصل معه بدقة وامانة ولكنه لن يكون كذلك في عاصفة الشقاق , الغضب من طبائع البشر ويفسر في بعض الاقوال بانه الدافع نحو الانتقام المباشر او غير المباشر لإسقاط الخصم والاستنصار بكل ما يتاح من اساليب .

فاذا كان بنونا لا يكذبون كما عودونا ولكنهم لن يتورعوا عن فصل ملابسات الحدث والمشكل ليوحوا لنا بمظلوميتهم مع اننا لو درسنا جوانب الحدث كله فنستنتج غير ما اوحوه لنا , وكم سمعت رواية لمشكلات يغاير ظاهر الرواية الواقع تماما , تحصل مشاكل كثيرة في الحياة وخلال العمر المديد بين كل افراد البشر وخصوصاً بين الشريكين في الحياة الزوجية وكل واحد منهم يروي ما هو مناسب عنه وكل واحد يعرض المشكلة على طريقته فلو تأملنا قليلا لوجدنا تفاوتا بين كلام الطرفين لوجدنا هذا يكذب ذاك ، فليس من الضروري ان يكذب احد الطرفين مباشرة, ولكنه يستطيع ان يفصل ظرف الحدث مع كون ما يرويه ربما كان صحيحا فيوحي بالنتيجة التي يريد ... على اهل العروسين الذين هم صمام الامان .. يجب ان يكون قولهم فصل في اي خلاف عائلي وعليهم ان يدرسوا أن كيان الاسرة ككيان الدولة هو بحاجة الى القاضي الامين والحاكم العادل , وهم مسؤولون قبل غيرهم ... قبل قاضي الشرع ... وقبل المصلح ... وقبل المعالج ... هم المرشحون الحقيقيون للقيام بهذا الدور العادل الانقاذي والاطفائي لإنهاء اي مشكلة , ان قيمة تقوى المرء تعرف من قوله فيما له وفيما عليه , روي عن الصادق (عليه السلام) :( ... الا اخبركم بأشد ما فرض الله على خلقه فذكر ثلاثة اشياء اولها انصاف الناس من نفسك )(2) , وروي عن الصادق (عليه السلام):(ثلاثة هم اقرب الخلق الى الله عز وجل يوم القيامة: رجل قال بالحق فيما له وعليه)(3), على الاهل ان يمارسوا السلطة العادلة بين ابنائهم لحل مشاكلهم كما امر الباري عز وجل ... انها الممارسة العادلة لسلطة عادلة تملك اجبار اي من ابنائهم على اختيار القرار السليم والعادل.

_____________

1ـ نهج البلاغة في وصيته لولده الحسن عليهما السلام : رقم الخطبة 31 .

2ـ اصول الكافي ج 2 ص 145 .

3ـ اصول الكافي ج2 ص 145 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.