أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-7-2022
1565
التاريخ: 27-6-2018
1902
التاريخ: 14/12/2022
1047
التاريخ: 12-2-2020
3318
|
من المشاكل التي تواجه عملية التربية السليمة هو تمييز بعض الأولاد عن بعضهم الآخر والتي تنعكس على الاولاد بشكل خطير فتراهم أولاً يكرهون آبائهم للتمييز الذي يمارسونه معهم، وثانيا يكرهون أخاهم المميز مع أنه لا دخل له في تصرف أهله , وهذا التصرف سيؤدي حتما الى خلل اسري ونفسي ليس مطلوبا في عملية التربية السليمة , وهو موضوع نشر الكراهية في الأسرة والتي لن يستقيم معها أمرها , بل هو أمر تسعى الى تجنبه .
وقد ورد في هذا الموضوع قول رسول الله (صلى الله عليه واله):
(اعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف)(1) .
إن طلب الرسول (صلى الله عليه واله) منا العدل بين أولادنا ناتج عن خطر التمييز بين الأولاد من دون حق , وتأثير هذا الموضوع سلبا على التنشئة السليمة على أسس إسلامية صحيحة .
نعم في بعض الموارد قد يكون هناك مبرر للتمييز , إلا أنه يكون محدودا بحالة معينة في الولد أو ظرف يمر فيه استثناء , فإنه من الطبيعي أن يُراعى الولد المريض رعاية خاصة أثناء مرضه وهذا لا إشكال فيه فله ما يبرره موضوعيا , وكذلك فإن الأهل يميزون ابنهم الغائب بذكره بشكل عاطفي أكثر من غيره من الاولاد الحاضرين مع أهلهم وقد روي أن غيلان ابن سلمة الثقفي وفد على كسرى قبل الإسلام الذي سأله:
(اي ولدك أحب إليك ؟ قال : الصغير حتى يكبر والمريض حتى يبرأ والغائب حتى يقدم)(2) .
وقد قال له كسرى عندما سمع منه هذا الجواب من أين لك هذا الكلام إنه لا يصدر إلا عن الحكماء ؟ ذلك أنه استشف منه فهما لواقع الأسرة وكيفية التعامل مع الأولاد لا يتوافر عادة عند الناس العاديين , بل هو من مختصات الحكماء .
وقد حث رسول الله (صلى الله عليه واله) على العدالة بين أولادنا في كل شيء حتى في القبل فقال: (إن الله يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القُبَل)(3).
فلو قبلت أحد أولادك فاحرص على أن تقبل الاخر كي لا يخامره شعور لا تقصده أنت بأنك تحب أخاه أكثر منه , ويمكن لك إن كان لديك طفلان , أو مراهقان أن تجرب ذلك بأن تقبل أحدهما وتنظر الى الآخر بطرف خفي فإنك ستلاحظ بشكل واضح إشارات انتظار القبلة , أو استدعائها إن لم نقل تمنيها . وهذا ما يؤكد أنك لو لم تفعل ذلك فإن ابنك سيخالجه شعور ينعكس سلبا عليه .
يقول بعض الأهل عندما تعترض على تمييز بعض الأولاد عن بعضهم الآخر بأنهم يفعلون ذلك كي يحثوا الولد المتأخر على أن يبادر لبذل الجهد من أجل أن يتقدم , فلو كان أحد الأولاد من المتفوقين دراسيا والآخر متراجع أو ناجح غير متفوق من هذه الناحية فلا يجوز أن تقرعه بتفوق أخيه , بل عليك أن تطلب منه التقدم من دون أية مقارنة مع أخيه ,ذلك أن الولد غير المتفوق لن يحفزه هذا الكلام , بل التجربة العملية تدل على أنه سيكون له أثر سلبي بحيث يكون له مفعولا سلبيا يؤدي الى إحباط الولد , بل وتراجعه أكثر مما هو متراجع فضلا عن الكراهية التي سينشرها في العائلة وما لذلك من آثار مدمرة في العائلة .
__________
1ـ بحار الأنوار الجزء 101 ص 92 .
2- البداية والنهاية الجزء 7 ص 161 .
3- كنز العمال الجزء 16 ص 445 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|