المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



تمييز الأولاد عن بعضهم  
  
2427   01:14 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص150-152
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

من المشاكل التي تواجه عملية التربية السليمة هو تمييز بعض الأولاد عن بعضهم الآخر والتي تنعكس على الاولاد بشكل خطير فتراهم أولاً يكرهون آبائهم للتمييز الذي يمارسونه معهم، وثانيا يكرهون أخاهم المميز مع أنه لا دخل له في تصرف أهله , وهذا التصرف سيؤدي حتما الى خلل اسري ونفسي ليس مطلوبا في عملية التربية السليمة , وهو موضوع نشر الكراهية في الأسرة والتي لن يستقيم معها أمرها , بل هو أمر تسعى الى تجنبه .

وقد ورد في هذا الموضوع قول رسول الله (صلى الله عليه واله):

(اعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف)(1) .

إن طلب الرسول (صلى الله عليه واله) منا العدل بين أولادنا ناتج عن خطر التمييز بين الأولاد من دون حق , وتأثير هذا الموضوع سلبا على التنشئة السليمة على أسس إسلامية صحيحة .

نعم في بعض الموارد قد يكون هناك مبرر للتمييز , إلا أنه يكون محدودا بحالة معينة في الولد  أو ظرف يمر فيه استثناء , فإنه من الطبيعي أن يُراعى الولد المريض رعاية خاصة أثناء مرضه وهذا لا إشكال فيه فله ما يبرره موضوعيا , وكذلك فإن الأهل يميزون ابنهم الغائب بذكره بشكل عاطفي أكثر من غيره من الاولاد الحاضرين مع أهلهم وقد روي أن غيلان ابن سلمة الثقفي وفد على كسرى قبل الإسلام الذي سأله:

(اي ولدك أحب إليك ؟ قال : الصغير حتى يكبر والمريض حتى يبرأ والغائب حتى يقدم)(2) .

وقد قال له كسرى عندما سمع منه هذا الجواب من أين لك هذا الكلام إنه لا يصدر إلا عن الحكماء ؟ ذلك أنه استشف منه فهما لواقع الأسرة وكيفية التعامل مع الأولاد لا يتوافر عادة عند الناس العاديين , بل هو من مختصات الحكماء .

وقد حث رسول الله (صلى الله عليه واله) على العدالة بين أولادنا في كل شيء حتى في القبل فقال: (إن الله يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القُبَل)(3).

فلو قبلت أحد أولادك فاحرص على أن تقبل الاخر كي لا يخامره شعور لا تقصده أنت بأنك تحب أخاه أكثر منه , ويمكن لك إن كان لديك طفلان , أو مراهقان أن تجرب ذلك بأن تقبل أحدهما وتنظر الى الآخر بطرف خفي فإنك ستلاحظ بشكل واضح إشارات انتظار القبلة , أو استدعائها إن لم نقل تمنيها . وهذا ما يؤكد أنك لو لم تفعل ذلك فإن ابنك سيخالجه شعور ينعكس سلبا عليه .

يقول بعض الأهل عندما تعترض على تمييز بعض الأولاد عن بعضهم الآخر بأنهم يفعلون ذلك كي يحثوا الولد المتأخر على أن يبادر لبذل الجهد من أجل أن يتقدم , فلو كان أحد الأولاد من المتفوقين دراسيا والآخر متراجع أو ناجح غير متفوق من هذه الناحية فلا يجوز أن تقرعه بتفوق أخيه , بل عليك أن تطلب منه التقدم من دون أية مقارنة مع أخيه ,ذلك أن الولد غير المتفوق لن يحفزه هذا الكلام , بل التجربة العملية تدل على أنه سيكون له أثر سلبي بحيث يكون له مفعولا سلبيا يؤدي الى إحباط الولد , بل وتراجعه أكثر مما هو متراجع فضلا عن الكراهية التي سينشرها في العائلة وما لذلك من آثار مدمرة في العائلة .

__________

1ـ بحار الأنوار الجزء 101 ص 92 .

2- البداية والنهاية الجزء 7 ص 161 .

3- كنز العمال الجزء 16 ص 445 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.