المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

نبات الألومنيوم (بيليا كادييري)
2024-07-17
أسباب وضع النحو
24-02-2015
مشروعية القضاء في الفقه الإسلامي
23-6-2016
الحسن بن جعفر بن حجة الله بن عبد الله
11-2-2017
الندم قبل الخطيئة
11-6-2022
فضل الصلوات اليومية
31-10-2016


أسباب المرض الروحي (الغيبة) وعلاجه  
  
1902   01:44 صباحاً   التاريخ: 20-7-2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص69 ـ 71
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-28 851
التاريخ: 2024-07-18 509
التاريخ: 2023-02-22 1289
التاريخ: 2023-09-28 1099

إن الغيبة وإن كانت من الذنوب العملية ولكنها ترتبط بروح الانسان ارتباطاً مباشراً، فهي علامة على اضطراب نفسي خطير، يجب أن نفتش عن منشئه في زوايا الرّوح والنفس.

وقد ذكر علماء الأخلاق للغيبة أسباباً أهمها الحسد، والغضب، والعجب، والكبر، وسوء الظن. ولا شك أن جميع الأعمال التي تصدر من الإنسان كأثر من آثار وجوده هي مسببة عن حالات مختلفة متحققة في باطن الإنسان ودخيلة نفسه، وعلى أثر تحقق إحدى هذه الأوصاف المذكورة التي تكمن في النفس الإنسانية كالجمر تحت الرماد، ينطلق اللسان بالغيبة، فإن اللسان ترجمان الإنسان.

وإذا ترسخت صفة في النفس الإنسانية أعمت عينيه وحكمت على أفكاره وان شيوع مرض الغيبة بين الناس إنما هو على أثر تكرر هذا الفعل من دون التفات إلى ما يترتب عليه من العقوبة، فإنا نرى كثيرا من الناس يحترزون عن سائر المعاصي ولا يبالون أن يرتكبوا هذا الذنب العظيم، وإن تكرار العمل بلا تعقل لعواقبه يصل بالإنسان إلى حالة لا يستطيع معها ان يغض بصره عما يشتهي حتى ولو كان ملتفتاً إلى حقيقة العمل عالماً بآثاره، وحتى لو كان بفطرته في طلب الكمال ولكنه مع ذلك يبتعد عن العمل في سبيل الكمال، إذ لا يرضى أن يتحمل في سبيل نيل السعادة أدنى تعب أو الم، ومن هنا فهو يقع فريسة تحت حكم الشهوة الدنيئة.

 إن الذين لا يلتزمون بشرفهم وبحفظ شرف الآخرين لا يتقيدون بشريعة الأخلاق، ومن جعل الحياة ساحة شهواته متجاوزاً على حقوق الآخرين لخليق بالشقاء.

وإن ضعف الأخلاق من ضعف الإيمان، فإن ظهور الخلق وبقاءه من آثار العقائد، فإنه ما لم يستند الإنسان إلى الإيمان لا يجد باعثاً على الفضيلة ولا ملزماً بالتقيد بالأخلاق.

ولكل إنسان رأيه - حسب سليقته واستعداده - في طريقة إنقاذ الناس من الضلال والمفاسد الأخلاقية، وبنظري أن أكثر الطرق تأثيراً هو إيجاد موجبات الصلاح في الناس أنفسهم بإيقاظ الإحساسات الخيرة وتنبيههم إلى استجابة نداء فطرتهم، وأن يصرفوا ذخائرهم الفكرية في سبيل سعادتهم. فإننا بالالتفات إلى العواقب السيئة للصفات الذميمة وبتقوية الإرادة نستطيع أن ننتصر على الرذائل الأخلاقية، وأن نرفع عن أنفسنا أغشية الظلمات ونستبدل عنها الصفات العالية.

يقول الدكتور زاكَو في كتابه (قدرة الإرادة): (إننا حينما نريد أن نحارب عادة سيئة يجب أن نجسد في أنفسنا عواقبها الوخيمة، ثم نتصور المنافع والمصالح التي تعود إلينا على إثر ترك تلك العادة، ثم نجسد في أذهاننا مسارح الحياة والمواقع المختلفة التي أصبحنا نحن فيها ضحية لتلك العادة. فإذا شاهدنا في أنفسنا هذه المسارح انتصرنا على الوسوسة لتلك العادة الضارة بإحساسنا للذة في تركها وطردها).

وبوجود بذور التكامل في النفس الإنسانية وتجهيزها بوسائل الدفاع، نستطيع أن ندرك منشأ الضلال والضياع، ثم ندفعها عن ألواح أرواحنا ونفوسنا، ونوجد سداً منيعاً امام ميولنا وأهوائنا غير المتناهية.

إن أعمال الناس مظاهر شرفهم وواقعّيتهم، فإنها هي التي تبدي لنا الشخصية الواقعية لكل إنسان، فإذا كان الإنسان مريداً لسعادته كان عليه أن يزكي أعماله كي تصبح منشأ لآثار ثمينة ونفيسة، كان عليه أن يرى الله مراقباً لأعماله وكان عليه أن يكون خائفاً من جزائه الاخروي، مطمئناً إلى أن كتابه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها.

كان أحد الفلاسفة يقول: (لا تقولوا أن العالم غير عاقل ولا شاعر، فإنكم بقولكم هذا تسندون إلى أنفسكم اللاشعور واللامعقول، ولو لم يكن في العالم شعور ولا عقل لما كنتم عقلاء ولا شاعرين).

كما أن المجتمع بحاجة إلى أدوات العيش لإدامة الحياة، كذلك وبنفس المقدار بحاجة إلى الصفاء لدوام الروابط الروحية بين المجتمع، ولو كان المجتمع يعمل بوظائفه الاجتماعية الثقيلة لاستفاد من المعنويات في سبيل التكامل فائدة كبرى، إننا يجب علينا أمام الأفكار الضارة أن ننمي في أنفسنا الأفكار السامية كي نخرج أرواحنا من الظلمات إلى النور، وبصيانة ألسنتنا عن الغيبة نخطو أولى الخطوات في سبيل السعادة. ويجب علينا أمام انتشار المفاسد في المجتمع أن نوجد في الناس نهضة نفسية، نحيي بها روح رعاية حقوق الآخرين وبذلك نبسط فيهم أصول الإنسانية والمعنوية، وأن نخطو في سبيل تحكيم الأسس الأخلاقية التي هي رمز بقاء المجتمع خطوات أساسية حسب المستطاع. وإذا نحن أوجدنا في الأفراد نهضة نفسية تأكدت لديهم روح المطاوعة، وبهذه الروح التزموا بجميع المقررات الإجتماعية والأخلاقية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.