أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2016
3373
التاريخ: 10-4-2016
3265
التاريخ: 9-4-2016
3380
التاريخ: 9-4-2016
3292
|
جهد معاوية على خداع الوجوه والأعيان وإفسادهم وقد منّى بعضهم بالخلافة والبيعة له كما منّى آخرين بالوظائف المهمّة والثراء العريض و من أضاليل معاوية ومكره أنّه كتب إلى الزبير قبل حرب الجمل يمنّيه بالخلافة ومن بعده تكون إلى طلحة فطار الزبير فرحا وكذلك طلحة وأعلنا التمرّد والعصيان على حكومة الإمام .
وعرف معاوية امتناع عبد الله بن عمر عن بيعة الإمام واعتزاله عنها فراح يخطب ودّه ويمنّيه بالإمارة ويطلب منه الانضمام إليه وكتب إليه هذه الرسالة : أمّا بعد , فإنّه لم يكن أحد من قريش أحبّ إليّ من أن يجتمع الناس عليه منك بعد عثمان فذكرت خذلك إيّاه وطعنك على أنصاره فتغيّرت لك وقد هوّن عليّ ذلك خلافك على عليّ وطعنك عليه وردّني إليك بعض ما كان منك فأعنّا يرحمك الله على حقّ هذا الخليفة المظلوم فإنّي لست اريد الإمارة عليك ولكنّي اريدها لك فإن أبيت كانت شورى بين المسلمين .
وحكت هذه الرسالة خداع معاوية لابن عمر فقد منّاه بالخلافة والحكم على المسلمين وعلّق عبد الكريم الخطيب على هذه الرسالة بقوله : والكتاب جدير بأن يكون من معاوية فما أحد يحسن هذا النمط من الحديث إلى الناس مثل معاوية يلقى كلّ إنسان بما يناسبه ويجيء إليه من حيث يجد الطريق إلى قلبه وعقله جميعا.
وأضاف يقول : بل هو ذا يعود إلى ابن عمر راضيا غاية الرضا حين يذكر له خلافه على عليّ وطعنه عليه وتلك من ابن عمر تثلج صدر معاوية وتعطفه عليه.
وختم الخطيب قوله : سياسة ودهاء وبصر نافذ لا يكون إلاّ من معاوية .
ورفض ابن عمر طلب معاوية وأجابه عن رسالته بهذه الرسالة : أمّا بعد : فإنّ الرأي الذي أطمعك فيّ هذا هو الذي صيّرك إلى ما صيّرك تركت عليّا في المهاجرين والأنصار واتّبعتك فيمن اتّبعك.
وأمّا قولك : إنّي طعنت على عليّ فلعمري ما أنا كعليّ في الإسلام والهجرة ومكانه من رسول الله (صلى الله عليه واله) ولكن حدث أمر لم يكن إلينا فيه من رسول الله (صلى الله عليه واله) عهد ، ففزعت إلى الوقوف وقلت : إن كان هذا فضلا تركته وإن كان ضلالة فشرّ منه نجوت فاغن عنّي نفسك .
وحفلت هذه الرسالة ببعض المغالطات السياسية وهو تركه لمبايعة الإمام (عليه السلام) لأنّه لم يكن فيها عهد من رسول الله (صلى الله عليه واله) أصحيح منه ذلك؟ فهل خفيت عليه النصوص الواردة من النبيّ في حقّ عليّ؟ وأنّه منه بمنزلة هارون من موسى؟ وأنّه وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة من بعده؟ وأنّه مع الحقّ والحقّ معه؟ وهل خفيت البيعة العامّة للإمام يوم غدير خم؟ وهل كانت ولاية أبي بكر بنصّ من النبيّ (صلى الله عليه واله) ؟ ولكنّ الله تعالى هو الذي يحكم بين عباده في حشرهم ونشرهم وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وعلى أي حال فقد قنع معاوية برسالة ابن عمر وعرف أنّه لا يناصر الإمام ولا يكون من حزبه وذلك ربح ونصر له.
وممّن تخلّف عن بيعة الإمام سعد بن أبي وقّاص فكتب إليه معاوية يمنّيه ويغريه ليجلبه إليه وكتب إليه هذه الرسالة : أمّا بعد , فإنّ أحقّ الناس بنصرة عثمان أهل الشورى من قريش الذين أثبتوا حقّه واختاروه على غيره , وقد نصره طلحة والزبير وهما شريكاك في الأمر والشورى ونظيراك في الإسلام , وخفّت لذلك أي للطلب بدم عثمان أمّ المؤمنين فلا تكرهن ما رضوا ولا تردّنّ ما قبلوا فإنّما نردّها شورى بين المسلمين .
وفي هذا الكتاب الدعوة إلى الأخذ بثار عثمان الذي هبّ إلى المطالبة بدمه كلّ من طلحة والزبير وعائشة ولم يخف على سعد زيف ذلك فأجابه بهذه الرسالة : أمّا بعد , فإنّ أهل الشورى ليس أحد منهم أحقّ بها أي بالخلافة من صاحبه غير أنّ عليّا كان من السابقة ولم يكن فينا ما فيه فشاركنا في محاسننا ولم نشاركه في محاسنه وكان أحقّنا كلّنا بالخلافة ولكن مقادير الله تعالى التي صرفتها عنه حيث شاء لعلمه وقدره وقد علمنا أنّه أحقّ بها منّا ولكن لم يكن بدّ من الكلام في ذلك , وأمّا التشاجر فدع ذا وأمّا أمرك يا معاوية فإنّه أمر كرهنا أوّله وآخره , وأمّا طلحة والزبير فلو لزما بيعتهما لكان خيرا لهما والله تعالى يغفر لعائشة أمّ المؤمنين .
وحكت هذه الرسالة اعتراف سعد بأنّ الإمام (عليه السلام) أحقّ بالخلافة وأولى بها من غيره ولكنّ المقادير قد حالت بينه وبينها ؛ إنّ الذي حال بين الإمام والخلافة هي الضغائن والأحقاد القرشية التي تمثّلت في مؤتمر السقيفة والشورى وهتاف بعض الصحابة أنّه لا تجتمع النبوّة والخلافة في بيت واحد , ومع اعتراف سعد بأنّ الإمام أولى بالخلافة فلم لم يبايعه في الشورى وفي هذه البيعة التي أجمع عليها المسلمون.
رأى معاوية أنّه لا يستطيع الوقوف أمام الإمام (عليه السلام) إلاّ إذا انضمّ إلى جهازه داهية العرب عمرو بن العاص فراسله ومنّاه طالبا منه الحضور إلى دمشق فلمّا انتهت إليه رسالة معاوية استشار ولديه عبد الله ومحمّدا أمّا عبد الله فأشار عليه أن يعتزل الناس ويقيم في بيته ولا يجيب معاوية إلى شيء حتى تجتمع الكلمة ويدخل فيما دخل فيه المسلمون وأمّا ابنه محمّد فقط طمع فيما يطمع فيه فتيان قريش من الثراء وذيوع الاسم فأشار عليه بالالتحاق بمعاوية لينال من دنياه , والتفت ابن العاص إلى ولده عبد الله فقال له : أمّا أنت فأمرتني بما هو خير لي في ديني ثمّ قال لولده محمّد أمّا أنت فأمرتني بما هو خير لي في دنياي , وأنفق ابن العاص ليله ساهرا يفكّر في الأمر هل يلتحق بالإمام فيكون رجلا كسائر المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم من دون أن ينال من الدنيا شيئا ولكنّه يضمن بذلك آخرته أو يكون مع معاوية فيظفر بدنيا رخيّة وثراء عريض وكان فيما يقول المؤرّخون يحنّ حنينا متّصلة إلى ولاية مصر فإذا صار في سلك معاوية نال ولايتها وقد اثر عنه في تلك الليلة من الكلام ما يدلّ على مدى الصراع النفسي الذي خامره , ولم يسفر الصبح حتّى آثر الدنيا على الآخرة فصمّم على الالتحاق بمعاوية فارتحل إلى دمشق ومعه ابناه فلمّا بلغها جعل يبكي أمرّ البكاء أمام أهل الشام وقد رفع صوته عاليا , وا عثماناه! أنعى الحياء والدين .
فعل ذلك لينقل إلى معاوية ؛ لقد امتحن المسلمون كأشدّ ما يكون الامتحان بابن العاص وأمثاله من أبناء الأسر القرشية العاتية التي بقيت على جاهليّتها الاولى ولم ينفذ الإسلام إلى دخائل نفوسهم وأعماق قلوبهم.
ابن العاص يبكي على عثمان وهو الذي أوغر عليه الصدور وأثار عليه الأحقاد وهو ممّن أطاح بحكومته وأجهز عليه فكان فيما يقول المؤرّخون يلقى كلّ أحد حتى الراعي فيحرّضه على سفك دم عثمان وهو الآن ينعاه ويبكي عليه ؛ لقد بلغ التهالك على السلطة في ذلك العصر وما قبله مبلغا مؤسفا وأليما أنسى معظم الوجوه والأعيان ذكر الله تعالى فاقترفوا كلّ إثم وحرام.
والتقى ابن العاص بمثله وشريكه معاوية بن هند ففتح معه الحديث طالبا منه الانضمام إلى جهازه حتى يستعين به على حرب وصيّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وباب مدينة علمه وعرض ابن العاص رأيه بصراحة قائلا : يا معاوية أمّا عليّ فو الله! لا تساوي العرب بينك وبينه في شيء من الأشياء وإنّ له في الحرب لحظّا ما هو لأحد من قريش إلاّ أنّ تظلمه وسارع معاوية قائلا : صدقت ولكنّا نقاتله على ما في أيدينا ونلزمه قتله عثمان .
إنّ مناجزة معاوية للإمام من أجل الحفاظ على ما عنده من الأموال الحرام التي نهبها من بيت مال المسلمين ..وسخر ابن العاص من اتّخاذ دم عثمان وسيلة لاتّهام الإمام قائلا : وا سوءتاه! إنّ أحقّ الناس أن لا يذكر عثمان أنت .
ولم ويحك؟ , وصارحه ابن العاص بالواقع قائلا : أمّا أنت فخذلته ومعك أهل الشام حتى استغاث بيزيد بن أسد البجليّ فسار إليه وأمّا أنا فتركته عيانا وهربت إلى فلسطين .
وأيقن معاوية أنّ ابن العاص لا يستجيب له حتّى يجعل له أجرا كبيرا فقال له : أتحبّني يا عمرو؟ وسخر منه ابن العاص فقال له : ولما ذا احبّك؟ للآخرة؟ فو الله! ما معك آخرة أم للدنيا؟ فو الله! لا كان حتّى أكون شريكك فيها , واستجاب معاوية له فبادر قائلا : أنت شريكي فيها , اكتب لي مصرا وكورها , لك ما تريد , إنّها مساومة مفضوحة على الملك ولم يكن لدم ابن عفّان نصيب وسجّل معاوية لابن العاص ولاية مصر وجعلها ثمنا لانضمامه إليه على محاربة الإمام (عليه السلام) الذي هو أفضل إنسان خلقه الله بعد نبيّه وكتب ابن العاص في أسفل الكتاب ولا تنقص طاعته شرطا .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|