أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-3-2016
3685
التاريخ: 10-4-2016
3332
التاريخ: 9-4-2016
3669
التاريخ: 10-4-2016
2982
|
كان الامام امير المؤمنين (عليه السلام) دقيقاً مع ولاته فهو (عليه السلام) وإن عيّنهم بناءً على حسن ظاهرهم، وظاهر تقواهم وكفائتهم في الامور الادارية، الا ان عينه الشريفة بقيت تراقبهم مراقبة قريبة، وما ان رأى من احدهم خيانةً واغتراراً بالدنيا حتى عنّفه واستدعاه كي يلقى جزاءه، وفيما يلي مجموعة من النصوص:
1 _ من كتابٍ له (عليه السلام) الى زياد بن ابيه، وهو احد عماله: «وانّي اُقسمُ باللهِ قَسماً صادقاً، لئنْ بلغَني أنّك خُنتَ من فيءِ المسلمينَ شيئاً صغيراً أو كبيراً، لأشدنَّ عليكَ شدّةً تدعُكَ قليلَ الوفرِ، ثقيلَ الظهرِ، ضئيلَ الامرِ، والسلام».
2 _ والى زياد بن ابيه ايضاً: «فدعِ الاسرافَ مُقتصداً ، واذكُر في اليومِ غَداً، وأمسِك من المالِ بقدرِ ضرورَتِكَ، وقدِّمِ الفضلَ ليومِ حاجتكَ، أترجو أن يُعطيكَ اللهُ أجرَ المتواضعينَ وأنتَ عندهُ مِنَ المتكبرينَ، وتطمعُ _ وأنتَ متمرّغٌ في النعيمِ تمنعُهُ الضعيفَ والأرمَلَةَ _ أن يوجبَ لَكَ ثوابَ المُتصدّقينَ؟ وإنَّما المرءُ مجزيٌ بما أسلَفَ، وقادمٌ على ما قدّمَ، والسلامُ».
3_ ومن كتابٍ لهُ (عليه السلام) الى بعض عماله: «اما بعدُ، فقد بلغني عنكَ أمرٌ، إن كُنتَ فعلتَهُ فقد أسخطتَ ربّكَ، وعصيتَ إمامكَ، وأخزيتَ أمانتكَ، بلغني أنَّكَ جردّت الارضَ، فأخذتَ ما تحتَ قَدَميكَ، وأكلتَ ما تحتَ يَديكَ، فارفع اليَّ حسابَكَ، واعلم أنّ حسابَ اللهِ أعظمُ من حسابِ الناسِ، والسلامُ».
4 _ ومن كتابٍ له (عليه السلام) الى بعض عماله يحاسبه فيها: «... فسبحانَ اللهِ! اما تؤمنُ بالمعاد؟ أو ما تخافُ نقاشَ الحسابِ؟ أيُّها المعدودُ _ كان _ عندنا من اولي الالبابِ، كيفَ تُسيغُ شراباً وطعاماً، وأنت تعلمُ أنّك تأكُلُ حراماً، وتشربُ حراماً، وتبتاعُ الإماءَ، وتنكِحُ النساءَ من أموالِ اليتامى والمساكينِ والمؤمنينَ والمجاهدينَ، الذينَ افاءَ اللهُ عليهم هذهِ الاموالَ، وأحرز بهم هذهِ البلادَ! فاتقِّ اللهَ واردُد الى هؤلاءِ القومِ أموالهم، فانّك إن لم تفعَل، ثمّ أمكنني اللهُ منكَ لأعذَرنّ الى اللهِ فيكَ، ولأضربنكَ بسيفي الذي ما ضربتُ بهِ أحداً إلاّ دخلَ النار! وواللهِ لو أنّ الحسنَ والحسينَ فعلا مِثلَ الذي فعلتَ، ما كانت لهما عندي هوادةٌ، ولا ظَفِرا منّي بإرادةٍ حتى آخُذَ الحقَّ منهما، وأزيحَ الباطلَ عن مظلمتهما، واُقسِمُ باللهِ ربِّ العالَمينَ ما يسُرني أن ما أخذته من اموالهم حلالٌ لي، أترُكُه ميراثاً لمَن بعدي...» .
5_ ومن كتابٍ له (عليه السلام) الى عثمان بن حنيف الانصاري وكان عامله على البصرة، وقد بلغه انه دعي الى وليمةِ قومٍ من اهلها فمضى اليها: «امّا بعدُ، يا ابن حنيفٍ فقد بلغني أنّ رجُلاً من فتيةِ أهلِ البصرةِ دعاكَ الى مأدُبَةٍ فأسرعتَ اليها، تُستطابُ لَكَ الالوانُوتُنقلُ اليكَ الجَفانُ، وما ظننتُ أنّكَ تُجيبُ الى طعامِ قومٍ، عائلهُم مجفوٌّ، وغنيّهم مدعوٌّ، فانظُر الى ما تقضمهُ من هذا المقضمِ، فما اشتبه عليكَ علمُهُ فالفظهُ، وما أيقنتَ بطيبِ وجوههِ فنَل منهُ».
6_ ومن كتاب له (عليه السلام) الى المنذر بن الجارود العبدي، وقد خان في بعض ما ولاه من اعماله: «أما بعدُ، فإنّ صلاح أبيكَ ما غرّني منكَ، وظننتُ أنَّكَ تتبعُ هديَهُ، وتسلُكُ سبيلَهُ، فإذا انتَ فيما رُقيَّ اليَّ عنك، لا تدعُ لهواكَ انقياداً، ولا تُبقي لآخرتكَ عناداً، تعمُرُ دنياكَ بخرابِ آخِرَتِك، وتصلُ عشيرتَك بقطيعةِ دينكَ، ولئن كان ما بلغني عنك حقّاً، لجملُ أهلِكَ وشِسعُ نعلِكَ (أي جلدتها) خيرٌ منكَ، ومن كانَ بصفتكَ فليسَ بأهلٍ أن يُسدّ به ثغرٌ، أو يُنفذ به أمرٌ، أو يُعلى لهُ قدرٌ، أو يُشرَكَ في أمانةٍ، أو يؤمَنَ على خيانةٍ، فأقبِل اليَّ حينَ يصلُ اليكَ كتابي هذا، ان شاء اللهُ».
وفي تلك النصوص الواردة عن الامام (عليه السلام) دلالات نعرض لها كالتالي:
اولاً: ان الامام (عليه السلام) كان يراقب عمل ولاته وموظفيه مراقبة دقيقة، وكانت التقارير حول عملهم وتصرفاتهم تصله باستمرار، وهذا يعني انه لم يكن يعينهم ويتركهم يتصرفون كما توحي اليهم رغباتهم، بل كان يشعرهم ان هناك رقيباً ظاهراً وهو الامام (عليه السلام)، ورقيباً باطناً وهو الضمير الذي يحاسب الانسان ايضاً امام مولاه.
ثانياً: ان الخيانة، والاسراف، والتمرغ في النعيم، ونهب مال المسلمين، واكل الحرام، كلها صفات للظالمين والطغاة، وهذا لا يليق بولاة الامر في حكومة أمير المؤمنين (عليه السلام)، فكان (عليه السلام) يحاسب عمّاله ويحذرهم من الانحطاط الى ذلك المستوى الذي لا يليق بادارة العدل ولا بالمؤمن النـزيه الهبوط اليه.
ثالثاً: ان الامام (عليه السلام) عندما يتثبت من وجود خيانة ارتكبها احد عماله، فانه كان يستدعيه على عجل، ويعجّل له العقوبة ايضاً، وتلك الرسائل تثبت ان العقوبة كانت تطال المذنب فعلاً، اما المخطىء _ مثل عثمان بن حنيف الذي اسرع الى وليمة اهل البصرة _ فانه كان يرشد بالنصيحة: «... فانظُر الى ما تقضمُهُ من هذا المقضَمٍ، فما اشتبَهَ عليكَ علمُهُ فالفظِهُ، وما أيقنتَ بطيبِ وجُوهِهِ فنل منهُ...».
رابعاً: ان اوامر الامام (عليه السلام) المتعلقة بمراقبة الموظفين، كانت أوامر اخلاقية يستنشق منها عبير التقوى والتجرد والاخلاص لله سبحانه، فأغلب المخالفات التي ارتكبت كانت مخالفات مالية، وكان ينبغي _ اخلاقياً _ ان يتنـزهوا عنها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|