المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

مدد الحبس للمدين في قانون التنفيذ.
30-11-2016
الأساليب المتبعة في الإدارة المتكاملة للموارد المائية
2-1-2016
رواة الشعر
22-03-2015
رؤيا أبكت فاطمة (عليها السلام)
16-12-2014
التضخم الأبدي
2023-03-12
 تسمية الآيات القرآنية 
2023-12-07


المؤتمر الحسيني للوقوف بوجه الطغيان  
  
2971   02:56 مساءاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص421-422
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016 3081
التاريخ: 6-4-2016 3089
التاريخ: 6-4-2016 4691
التاريخ: 4-03-2015 3089

لما رأى سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) الإجرءات الحاسمة التي اتخذها معاوية ضد العترة الطاهرة عقد (عليه السلام) مؤتمرا في مكة دعا فيه جمهورا غفيرا ممن شهد موسم الحج من المهاجرين والأنصار والتابعين وغيرهم من سائر المسلمين وعرض عليهم ما ألمّ بأهل البيت وبشيعتهم من المحن والخطوب من جراء الحكم القائم الذي عمد الى اتخاذ جميع الوسائل للكيد لآل النبي (صلى الله عليه واله) واخفاء فضائلهم وستر ما أثر عن الرسول فى حقهم وقد ألزم حضار مؤتمره بإذاعة ذلك بين المسلمين ونسوق ما رواه سليم ابن قيس فى ذلك قال : ولما كان قبل موت معاوية بسنة حج الحسين بن علي وعبد الله ابن عباس وعبد الله بن جعفر فجمع الحسين بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم ومن حج منهم من الأنصار ممن يعرفه الحسين (عليه السلام) وأهل بيته ثم أرسل رسلا وقال لهم : لا تدعوا أحدا حج العام من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) المعروفين بالصلاح والنسك إلا اجمعوهم لي فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم فى سرادقه عامتهم من التابعين ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه واله) فقام فيهم خطيبا :  فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فان هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم. وإني أريد أن أسألكم عن شيء فان صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ثم ارجعوا الى أمصاركم وقبائلكم فمن أمنتم من الناس ووثقتم به فادعوهم الى ما تعلمون من حقنا ؛ فاني أتخوف أن يدرس هذا الأمر ويغلب والله متم نوره ولو كره الكافرون .

 وما ترك شيئا مما أنزله الله فيهم من القرآن إلا تلاه وفسره ولا شيئا مما قاله رسول الله (صلى الله عليه واله) فى أبيه وأخيه وأمه وفى نفسه وأهل بيته إلا رواه وكل ذلك يقول أصحابه اللهم نعم وقد سمعنا وشهدنا ويقول التابعي : اللهم قد حدثني به من أصدقه وائتمنه من الصحابة فقال : أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به وبدينه .

وكان هذا المؤتمر الذي عقده الإمام أول مؤتمر عرفه العالم الإسلامى في ذلك الوقت فقد شجب فيه الإمام سياسة معاوية ودعا المسلمين الى مناهضة حكمه والى الإطاحة بسلطانه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.