المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مسائل حول زكاة مال التجارة
22-9-2016
أنـواع الرقابـة فـي المؤسـسات
2024-08-05
ولاية المرأة
25-12-2020
نشاط سيبويه العلمي
27-02-2015
تسمية وتقسيم الأنزيمات
27-6-2016
كيف يحصل النبات على العناصر المغذية من المحاليل؟
18-4-2017


اجماع المسلمين على امامته (عليه السلام)  
  
3130   09:10 صباحاً   التاريخ: 4-03-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص323-325.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

الكلام في الحسن بن علي (عليه السلام) في باب الإمامة لا يخالفنا فيه أحد من المسلمين فأما غيره من الأئمة (عليه السلام) فالمخالفة فيهم و نحن نقرر في هذا قاعدة تطرد في الجميع فإن القائلين بإمامة الجماعة بعد النبي (صلى الله عليه واله) قائلون بإمامة الحسن (عليه السلام) بما رووه أن الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تعود ملكا و بأن عليا (عليه السلام) أوصى بها إليه وأفاض رداءها عليه فهو (عليه السلام) مسألة إجماع وقد سلم مدعي إمامته عن النزاع.

وأما أصحابنا فإنهم يقولون بوجوب الإمامة في كل وقت و قد ثبت ذلك من طريق العقل في كتب الأصول و إن الإمام لا بد أن يكون معصوما منصوصا عليه وإن الحق لا يخرج عن أمة محمد (صلى الله عليه واله).

فإذا ثبت ذلك فالناس بعد علي (عليه السلام) إما قائل بأن لا حاجة إلى إمام و قوله باطل بما ثبت من وجوب وجود الإمام في كل وقت وإما قائل بإمام ولا يشترط العصمة و قوله باطل أيضا بما ثبت من وجوب العصمة و إما قائل بوجوب إمامة الحسن بن علي (عليه السلام) لوجود الشروط المأخوذة في حد الإمام فيه فيجب الرجوع إلى قوله و العمل به و إلا خرج الحق عن أقوال الأمة.

وفي تواتر الشيعة و نقلهم خلفا عن سلف أن أمير المؤمنين (عليه السلام) نص على ابنه الحسن وحضر شيعته واستخلفه عليهم بصريح القول وليس لأحد أن يدعي كذبهم فيما تواتر عندهم لأن ذلك يقدح في كل ما ادعي أنه علم بالتواتر و في هذا الموضع بحوث طويلة مذكورة في كتب الكلام ليس ذكرها في هذا الكتاب من شرطه وقد اشتهر عند الناس قاطبة وصية علي (عليه السلام) إلى ابنه الحسن (عليه السلام) وتخصيصه بذلك من بين ولده ورواه المخالف والمؤالف والوصية من الإمام الحق توجب استخلافه لمن أوصى إليه و كذا وقعت الحال وهي مشهورة و قد أجمع عليها آل محمد (صلى الله عليه واله).

ومن الأخبار الواردة في ذلك مما رواه محمد بن يعقوب الكلينى و هو من أجل رواة الشيعة و ثقاتها عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي قال شهدت أمير المؤمنين (عليه السلام) حين أوصى إلى ابنه الحسن و أشهد على وصيته الحسين ومحمدا وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ثم رفع إليه الكتاب و السلاح .

وقال له يا بني أمرني رسول الله (صلى الله عليه واله) أن أوصي إليك وأدفع إليك كتبي و سلاحي كما أوصى إلي ودفع إلي كتبه وسلاحه وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين ثم أقبل على الحسين فقال و أمرك رسول الله (صلى الله عليه واله) أن تدفعها إلى ابنك هذا ثم أخذ بيد علي بن الحسين و قال و أمرك رسول الله (صلى الله عليه واله) أن تدفعها إلى ابنك محمد فأقرئه من رسول الله و مني السلام.

وعنه عن عدة من أصحابه يرفعه إلى أبي الجارود عن أبي جعفر قال إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما حضرته الوفاة قال لابنه الحسن ادن مني حتى أسر إليك ما أسر إلي رسول الله (صلى الله عليه واله) و آتمنك على ما ائتمنني عليه ففعل.

وبإسناده يرفعه إلى شهر بن حوشب أن عليا (عليه السلام) لما سار إلى الكوفة استودع أم سلمة (رضي الله عنها) كتبه و الوصية فلما رجع الحسن (عليه السلام) دفعتها إليه.

وقد ثبت عند فرق الإسلام كافة أن عليا (عليه السلام) لما مات دعا الحسن (عليه السلام) إلى الأمر بعد أبيه فبايعه الناس على أنه الخليفة والإمام.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.