المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Edna Ernestine Kramer Lassar
14-9-2017
معنى العهن المنفوش
2024-09-08
حكم ما لو تسلّف الساعي الزكاة‌.
6-1-2016
مروان يَخطب بنت السيدة زينب عليها السلام ليزيد بن معاوية
4-12-2017
آداب لبس السراويل.
1-2-2023
الاختصاص النوعي للمحاكم الإدارية في الجزائر
1-9-2020


رؤيا أبكت فاطمة (عليها السلام)  
  
3369   11:04 صباحاً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص123-124.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

روى علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه، عن ابن ابي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ، والسند صحيح او حسن، في تفسير قوله تعالى : {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [المجادلة: 10] ، قال (عليه السلام) : كان سبب نزول هذه الاية ان فاطمة (عليها السلام) رأت في منامها ان رسول الله (صلى الله عليه واله) هم أن يخرج هو وفاطمة وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) من المدينة، فخرجوا حتى جاوزوا من حيطان المدينة، فعرض لهم طريقان، فاخذ رسول الله (صلى الله عليه واله) بذات اليمين، حتى انتهى بهم الى موضع فيه نخل وماء، فاشترى رسول الله (صلى الله عليه واله) شاة كبراء، وهي التي في احدى اذنيها نقط بيض، فأمر بذبحها، فلما أكلوا ماتوا في مكانهم، فانتبهت فاطمة (عليها السلام) باكية ذعرة، فلم تخبر رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك.

 فلما أصبحت جاء رسول الله (صلى الله عليه واله) بحمار معه فاركب عليه فاطمة (عليها السلام) ، وأمر ان يخرج امير المؤمنين والحسن والحسين من المدينة، كما رأت فاطمة في نومها، فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم طريقان، فاخذ رسول الله (صلى الله عليه واله) ذات اليمين، كما رأت فاطمة (عليها السلام) ، حتى انتهوا الى موضع فيه نخل وماء، فاشترى رسول الله (صلى الله عليه واله) شاة، كما رأت فاطمة، فامر بذبحها، فذبحت وشويت، فلما ارادوا أكلها قامت فاطمة (عليها السلام) تنحت ناحية منهم تبكي مخافة ان يموتوا، فطلبها رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى وقع عليها وهي تبكي، فقال : ما شأنك يا بنية؟, قالت : يا رسول الله، رأيت كذا وكذا في نومي، وقد فعلت انت كما رأيته، فتنحيت عنكم فلا أراكم تموتون، فقام رسول الله (صلى الله عليه واله) فصلى ركعتين، ثم انجى ربه، فنزل جبرئيل فقال : يا محمد، هذا شيطان فاذا شيطان يقال له الدهار، وهو الذي أرى فاطمة (عليها السلام) هذه الرؤيا، ويري المؤمنين في نومهم ما يغتمون به، فأمر جبرئيل (عليه السلام) فجاء به الى رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقال له : انت أريت فاطمة هذه الرؤيا؟ فقال : نعم، يا محمد، فبصق عليه ثلاث بصقات فشجه في ثلاث مواضع.

ثم قال جبرئيل لمحمد (صلى الله عليه واله) : قل يا محمد، اذا رأيت في منامك شيئا تكرهه، أو راى احد من المؤمنين، فليقل : اعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون، وأنبياء الله المرسلون، وعباده الصالحون من شر ما رأيت من رؤياي، ويقرأ الحمد والمعوذتين وقل هو الله، ويتفل عن يساره ثلاث تفلات، فانه لا يضره ما رأى، وأنزل الله على رسوله : {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [المجادلة: 10].




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.