أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
3135
التاريخ: 6-4-2016
3187
التاريخ: 5-4-2016
2970
التاريخ: 7-6-2022
1675
|
بعث الامام ولده الحسن ومعه عمار بن ياسر وارسل معه رسالة فيها عزل أبي موسى عن منصبه وتعيين قرضة بن كعب في وظيفته وهذا نص رسالته : أما بعد : فقد كنت أرى أن تعزب عن هذا الأمر الذي لم يجعل الله لك نصيبا منه بمنعك عن رد أمري وقد بعثت الحسن بن علي وعمار بن ياسر يستفزان الناس وبعثت قرضة بن كعب واليا على المصر فاعتزل عملنا مذموما مدحورا فان لم تفعل فاني قد أمرته أن ينابذك .
ووصل الامام الحسن إلى الكوفة فالتأم حوله الناس زمرا وهم يعربون له الانقياد والطاعة ويظهرون له الولاء والاخلاص واعلن الامام الحسن بالوقت عزل الوالي المتمرد عن منصبه وتعيين قرضة في محله ولكن أبا موسى بقي مصمما على مكره وغيه فقد اقبل على عمار ابن ياسر يحدثه فى أمر عثمان عله أن يجد في حديثه فرجة فيتهمه بدم عثمان ليتخذ من ذلك وسيلة إلى خذلان الناس عن الامام فقال له : يا أبا اليقظان أعدوت فيمن عدا على أمير المؤمنين فأحللت نفسك مع الفجار.؟ .
فاجابه عمار : لم أفعل ولم تسؤني؟.
وعرف الحسن غايته فقطع حبل الجدال وقال له : يا أبا موسى لم تثبط عنا الناس؟
وأقبل الامام الحسن يحدثه برفق ولين ليقلع روح الشر والعناد من نفسه قائلا : يا أبا موسى .. والله ما أردنا الا الاصلاح وليس مثل أمير المؤمنين يخاف على شيء , فبهت أبو موسى وضاقت به مكابرته وطغيانه فقال للامام : صدقت بأبي أنت وأمي! ولكن المستشار مؤتمن .
قال : نعم
قال : سمعت رسول الله يقول : إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الراكب!. وقد جعلنا الله عز وجل اخوانا وحرم علينا أموالنا ودماءنا فقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29] وقال عز وجل : {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93] , فانبرى إليه عمار فرد عليه أباطيله وخداعه قائلا : أنت سمعت هذا من رسول الله؟ .
قال : نعم وهذه يدى بما قلت .
فالتفت عمار الى الناس قائلا : إنما عنى رسول الله بذلك أبا موسى فهو قاعد خير منه قائم ؟ .
ولم يجد كلام عمار ولا ترفق الحسن وطول صبره وعظيم حلمه مع هذا الجلف المتمرد الذي لا يخضع لغير الشدة والقسر فقد بقي شديد الاصرار على ما هو عليه من تثبيط عزائم الناس وخذلانهم من الخروج مع الامام.
واخذ سبط النبي يوقظ الهمم ويبعث النشاط في النفوس ويحفزها للجهاد وخطب فيهم قائلا : أيها الناس قد كان في مسير أمير المؤمنين علي بن أبى طالب ما قد بلغكم وقد أتيناكم مستنصرين لأنكم جبهة الانصار ورؤوس العرب وقد كان من طلحة والزبير بعد بيعتهما وخروجهما بعائشة ما قد بلغكم وتعلمون أن وهن النساء وضعف رأيهن الى التلاشي ومن أجل ذلك جعل الله الرجال قوامين على النساء وأيم الله لو لم ينصره منكم أحد لرجوت أن يكون فيمن أقبل معه من المهاجرين والانصار كفاية فانصروا الله ينصركم .
وقام عمار فاخذ يحفز الناس للجهاد ويبين لهم حقيقة الحال في شأن عثمان قائلا : يا أهل الكوفة إن غابت عنكم انباؤنا فقد انتهت إليكم امورنا إن قتلة عثمان لا يعتذرون من قتله الى الناس ولا ينكرون ذلك وقد جعلوا كتاب الله بينهم وبين محاججتهم فيه أحيا الله من أحيى وأمات من أمات وان طلحة والزبير كانا أول من طعن وآخر من أمر وكانا أول من بايع فلما اخطأهما ما أملا نكثا بيعتهما من غير حدث! .. وهذا ابن بنت رسول الله قد عرفتموه وقد جاء يستنصركم وقد دلكم علي في المهاجرين والبدريين والانصار الذين تبؤوا الدار والايمان , وقام على أثرهما قيس بن سعد فجعل يدعوهم الى القيام بالواجب ونصرة أمير المؤمنين قائلا : إن الأمر لو استقبلنا به أهل الشورى لكان علي أحق الناس به وكان قتال من أبى حلالا فكيف والحجة على طلحة والزبير وقد بايعاه طوعا وخالفاه حسدا وقد جاءكم علي في المهاجرين والانصار ؛ ثم أنشأ يقول :
رضينا بقسم الله إذ كان قسمنا عليا وأبناء الرسول محمد
وقلنا لهم أهلا وسهلا ومرحبا نمد يدينا من هوى وتودد
فما للزبير الناقض العهد حرمة ولا لأخيه طلحة اليوم من يد
وقد بقى أبو موسى مصرا على طغيانه يثبط عزائم الناس ويدعوهم إلى التخاذل وعدم الاجابة لنصرة الامام وقد جعل كلما سمعه من الحسن ومن الخطباء دبر أذنيه حتى اعيى الامام الحسن حلمه فاندفع يصيح به في ثورة وعنف قائلا له : اعتزل عملنا أيها الرجل وتنح عن منبرنا لا أم لك .
وأخذ الحسن يجد في تحفيز الناس للجهاد ويحثهم على الخروج لنصرة أبيه وقد قام فيهم خطيبا فقال لهم : أيها الناس أجيبوا دعوة أميركم وسيروا إلى إخوانكم فانه سيوجد الى هذا الامر من ينفر إليه والله لئن يليه أولو النهي أمثل في العاجل والآجل وخير في العاقبة فأجيبوا دعوتنا واعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم وان أمير المؤمنين يقول : قد خرجت مخرجي هذا ظالما او مظلوما واني اذكر الله رجلا رعى حق الله إلا نفر فان كنت مظلوما اعانني وان كنت ظالما أخذ. والله ان طلحة والزبير لأول من بايعني وأول من غدر فهل استأثرت بمال او بدلت حكما فانفروا وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر , فاجابه الناس بالسمع والطاعة والامتثال والانقياد لأمره والاجابة لدعوته ولكن الزعيم مالك الاشتر رأى ان الامر لا يتم الا بإخراج أبي موسى مهان الجانب محطم الكيان فاقبل مع جماعة من قومه فأحاطوا بالقصر فلما نظر إليهم غلمانه اقبلوا يشتدون الى أبي موسى وقد خيم عليهم الخوف والذعر فقالوا له : يا أبا موسى , هذا الاشتر قد دخل القصر فضربنا واخرجنا , فنزل الوغد من القصر وقد استولى عليه الذهول فصاح به الاشتر : أخرج من قصرنا لا أم لك , وتردد الأشعري برهة فصاح به مالك ثانيا : اخرج , اخرج الله نفسك! فو الله إنك لمن المنافقين!.
ونطق الأشعري بصوت واهن ضعيف : أجلني هذه العشية.
قال :هي لك ولا تبيتن فى القصر الليلة , ودخلت الجماهير تنهب امتعته وأمواله ولكن الاشتر لم يتنكر لعدوه المهزوم فقد وقف معه موقف الكريم النبيل فحال وبين الجماهير وبين ما ابتغوه من نهبه والتنكيل به فقال لهم : إني أجلته الليلة وقد أخرجته فكفوا عنه .
فكف الناس عنه وفى الصباح خرج الباغي الأثيم وهو يجر سرابيل الخزي والخيانة وقد صفا الجو للامام الحسن واقبل يتحدث الى الناس بالخروج قائلا : أيها الناس , إني غاد فمن شاء منكم أن يخرج معي على الظهر ومن شاء فليخرج في الماء , واستجابت الجماهير لدعوة الامام فلما رأى ذلك قيس بن سعد غمرته الافراح والمسرات وأنشأ يقول :
جزى الله اهل الكوفة اليوم نصرة أجابوا ولم يأبوا بخذلان من خذل
وقالوا! علي خير حاف وناعل رضينا من ناقضي العهد من بدل
هما أبرزا زوج النبي تعمدا يسوق بها الحادى المنيخ على جمل
وعجت الكوفة بالنفار فقد نزحت منها آلاف كثيرة فريق منها ركب السفن وفريق آخر ركب المطي وقد بدا عليهم الرضا والقبول وقد ساروا وهم تحت قيادة الحسن فانتهوا الى ذي قار , قد التقوا بالامام أمير المؤمنين حيث كان مقيما هناك فسر بنجاح ولده وشكر له جهوده ومساعيه النبيلة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|