المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

تعرية الرش
7/9/2022
تنظيم أحكام التبني وفقا للتشريعات
18-5-2022
القصور الذاتي
30-7-2017
Car down Ramp up Loop
25-7-2016
Baillie-PSW Primality Test
23-1-2021
الضغط الفقاعي bubble pressure
21-2-2018


ايفاد الحسن الى الكوفة  
  
3376   12:56 صباحاً   التاريخ: 5-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1، ص387-392
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

بعث الامام ولده الحسن ومعه عمار بن ياسر وارسل معه رسالة فيها عزل أبي موسى عن منصبه وتعيين قرضة بن كعب في وظيفته وهذا نص رسالته : أما بعد : فقد كنت أرى أن تعزب عن هذا الأمر الذي لم يجعل الله لك نصيبا منه بمنعك عن رد أمري وقد بعثت الحسن بن علي وعمار بن ياسر يستفزان الناس وبعثت قرضة بن كعب واليا على المصر فاعتزل عملنا مذموما مدحورا فان لم تفعل فاني قد أمرته أن ينابذك .

ووصل الامام الحسن إلى الكوفة فالتأم حوله الناس زمرا وهم يعربون له الانقياد والطاعة ويظهرون له الولاء والاخلاص واعلن الامام الحسن بالوقت عزل الوالي المتمرد عن منصبه وتعيين قرضة في محله ولكن أبا موسى بقي مصمما على مكره وغيه فقد اقبل على عمار ابن ياسر يحدثه فى أمر عثمان عله أن يجد في حديثه فرجة فيتهمه بدم عثمان ليتخذ من ذلك وسيلة إلى خذلان الناس عن الامام فقال له : يا أبا اليقظان أعدوت فيمن عدا على أمير المؤمنين فأحللت نفسك مع الفجار.؟ .

فاجابه عمار : لم أفعل ولم تسؤني؟.

وعرف الحسن غايته فقطع حبل الجدال وقال له : يا أبا موسى لم تثبط عنا الناس؟

وأقبل الامام الحسن يحدثه برفق ولين ليقلع روح الشر والعناد من نفسه قائلا : يا أبا موسى .. والله ما أردنا الا الاصلاح وليس مثل أمير المؤمنين يخاف على شيء , فبهت أبو موسى وضاقت به مكابرته وطغيانه فقال للامام : صدقت بأبي أنت وأمي! ولكن المستشار مؤتمن .

قال : نعم

قال : سمعت رسول الله يقول : إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الراكب!. وقد جعلنا الله عز وجل اخوانا وحرم علينا أموالنا ودماءنا فقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29] وقال عز وجل : {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93] , فانبرى إليه عمار فرد عليه أباطيله وخداعه قائلا : أنت سمعت هذا من رسول الله؟ .

قال : نعم وهذه يدى بما قلت .

فالتفت عمار الى الناس قائلا : إنما عنى رسول الله بذلك أبا موسى فهو قاعد خير منه قائم ؟ .

ولم يجد كلام عمار ولا ترفق الحسن وطول صبره وعظيم حلمه مع هذا الجلف المتمرد الذي لا يخضع لغير الشدة والقسر فقد بقي شديد الاصرار على ما هو عليه من تثبيط عزائم الناس وخذلانهم من الخروج مع الامام.

واخذ سبط النبي يوقظ الهمم ويبعث النشاط في النفوس ويحفزها للجهاد وخطب فيهم قائلا : أيها الناس قد كان في مسير أمير المؤمنين علي بن أبى طالب ما قد بلغكم وقد أتيناكم مستنصرين لأنكم جبهة الانصار ورؤوس العرب وقد كان من طلحة والزبير بعد بيعتهما وخروجهما بعائشة ما قد بلغكم وتعلمون أن وهن النساء وضعف رأيهن الى التلاشي ومن أجل ذلك جعل الله الرجال قوامين على النساء وأيم الله لو لم ينصره منكم أحد لرجوت أن يكون فيمن أقبل معه من المهاجرين والانصار كفاية فانصروا الله ينصركم .

وقام عمار فاخذ يحفز الناس للجهاد ويبين لهم حقيقة الحال في شأن عثمان قائلا :  يا أهل الكوفة  إن غابت عنكم انباؤنا فقد انتهت إليكم امورنا إن قتلة عثمان لا يعتذرون من قتله الى الناس ولا ينكرون ذلك وقد جعلوا كتاب الله بينهم وبين محاججتهم فيه أحيا الله من أحيى وأمات من أمات وان طلحة والزبير كانا أول من طعن وآخر من أمر وكانا أول من بايع فلما اخطأهما ما أملا نكثا بيعتهما من غير حدث! .. وهذا ابن بنت رسول الله قد عرفتموه وقد جاء يستنصركم وقد دلكم علي في المهاجرين والبدريين والانصار الذين تبؤوا الدار والايمان , وقام على أثرهما قيس بن سعد فجعل يدعوهم الى القيام بالواجب ونصرة أمير المؤمنين قائلا : إن الأمر لو استقبلنا به أهل الشورى لكان علي أحق الناس به وكان قتال من أبى حلالا فكيف والحجة على طلحة والزبير وقد بايعاه طوعا وخالفاه حسدا وقد جاءكم علي في المهاجرين والانصار ؛ ثم أنشأ يقول :

رضينا بقسم الله إذ كان قسمنا             عليا وأبناء الرسول محمد

وقلنا لهم أهلا وسهلا ومرحبا              نمد يدينا من هوى وتودد

فما للزبير الناقض العهد حرمة         ولا لأخيه طلحة اليوم من يد

وقد بقى أبو موسى مصرا على طغيانه يثبط عزائم الناس ويدعوهم إلى التخاذل وعدم الاجابة لنصرة الامام وقد جعل كلما سمعه من الحسن ومن الخطباء دبر أذنيه حتى اعيى الامام الحسن حلمه فاندفع يصيح به في ثورة وعنف قائلا له : اعتزل عملنا أيها الرجل وتنح عن منبرنا لا أم لك .

وأخذ الحسن يجد في تحفيز الناس للجهاد ويحثهم على الخروج لنصرة أبيه وقد قام فيهم خطيبا فقال لهم : أيها الناس أجيبوا دعوة أميركم وسيروا إلى إخوانكم فانه سيوجد الى هذا الامر من ينفر إليه والله لئن يليه أولو النهي أمثل في العاجل والآجل وخير في العاقبة فأجيبوا دعوتنا واعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم وان أمير المؤمنين يقول : قد خرجت مخرجي هذا ظالما او مظلوما واني اذكر الله رجلا رعى حق الله إلا نفر فان كنت مظلوما اعانني وان كنت ظالما أخذ. والله ان طلحة والزبير لأول من بايعني وأول من غدر فهل استأثرت بمال او بدلت حكما فانفروا وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر , فاجابه الناس بالسمع والطاعة والامتثال والانقياد لأمره والاجابة لدعوته ولكن الزعيم مالك الاشتر رأى ان الامر لا يتم الا بإخراج أبي موسى مهان الجانب محطم الكيان فاقبل مع جماعة من قومه فأحاطوا بالقصر فلما نظر إليهم غلمانه اقبلوا يشتدون الى أبي موسى وقد خيم عليهم الخوف والذعر فقالوا له : يا أبا موسى , هذا الاشتر قد دخل القصر فضربنا واخرجنا , فنزل الوغد من القصر وقد استولى عليه الذهول فصاح به الاشتر : أخرج من قصرنا لا أم لك , وتردد الأشعري برهة فصاح به مالك ثانيا : اخرج , اخرج الله نفسك! فو الله إنك لمن المنافقين!.

ونطق الأشعري بصوت واهن ضعيف : أجلني هذه العشية.

قال :هي لك ولا تبيتن فى القصر الليلة , ودخلت الجماهير تنهب امتعته وأمواله ولكن الاشتر لم يتنكر لعدوه المهزوم فقد وقف معه موقف الكريم النبيل فحال وبين الجماهير وبين ما ابتغوه من نهبه والتنكيل به فقال لهم : إني أجلته الليلة وقد أخرجته فكفوا عنه .

فكف الناس عنه وفى الصباح خرج الباغي الأثيم وهو يجر سرابيل الخزي والخيانة وقد صفا الجو للامام الحسن واقبل يتحدث الى الناس بالخروج قائلا : أيها الناس , إني غاد فمن شاء منكم أن يخرج معي على الظهر ومن شاء فليخرج في الماء , واستجابت الجماهير لدعوة الامام فلما رأى ذلك قيس بن سعد غمرته الافراح والمسرات وأنشأ يقول :

جزى الله اهل الكوفة اليوم نصرة         أجابوا ولم يأبوا بخذلان من خذل

وقالوا! علي خير حاف وناعل             رضينا من ناقضي العهد من بدل

هما أبرزا زوج النبي تعمدا             يسوق بها الحادى المنيخ على جمل

وعجت الكوفة بالنفار فقد نزحت منها آلاف كثيرة فريق منها ركب السفن وفريق آخر ركب المطي وقد بدا عليهم الرضا والقبول وقد ساروا وهم تحت قيادة الحسن فانتهوا الى ذي قار , قد التقوا بالامام أمير المؤمنين حيث كان مقيما هناك فسر بنجاح ولده وشكر له جهوده ومساعيه النبيلة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.