أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-03-2015
3345
التاريخ: 7-4-2016
3337
التاريخ: 5-03-2015
3335
التاريخ: 6-4-2016
3444
|
من أخطر ولاة معاوية وأكثرهم جورا وظلما زياد بن أبيه فقد ذكر الرواة أنه أول من شدد السلطة وأكد الملك لمعاوية فجرد سيفه وأخذ بالظنة وعاقب على الشبهة وهو أول من مشى بين يديه بالأعمدة الحديدية وأول من جلس الناس بين يديه على الكراسي وأول من اتخذ العسس والحرس وقد زاد معاوية في ربقة سلطانه فولاه البصرة والكوفة وسجستان وفارس والسند والهند ؛ وقد ارتطمت هذه الأقطار الاسلامية الخاضعة لنفوذه بالبلاء والمحن والشقاء وعم فيها الهرج والمرج وانتزعت منها جميع الحريات واضطربت أفكار أهلها بالخوف والفزع من تلك السلطة الجائرة التي لم تعرف الرحمة والرأفة فقد أخذت بالظنة والتهمة وقطعت الأيدي والأرجل وسملت الأعين حتى خيم الموت على جميع الأحرار والنبلاء وبلغت الشدة والصرامة في الحكم إلى حد لا سبيل إلى تصويره وقد عبر زياد عن سياسته العمياء وخطته الارهابية في خطبته البتراء فقد جاء فيها : وإني اقسم بالله لآخذن الولى بالولى والمقيم بالظاعن والمقبل بالمدبر والصحيح منكم بالسقيم حتى يلقى الرجل منكم أخاه فيقول : أنج سعد فقد هلك سعيد ؛ ومنها : وقد أحدثنا لكل ذنب عقوبة فمن غرق قوما غرقناه ومن حرق على قوم حرقناه ومن نقب بيتا نقبت عن قلبه ومن نبش قبرا دفنته حيا ؛ ثم قال : وأيم الله إن لي فيكم لصرعى كثيرة فليحذر كل امرئ منكم أن يكون من صرعاي ؛ ومعنى هذا الخطاب أن ما بينه الله ورسوله للمسلمين من الحدود لم يكن في رأي زياد كافيا لحمل أهل البصرة والكوفة على الجادة والرجوع بهم إلى الصراط المستقيم فالإسلام لا يغرق من أغرق ولا يحرق من أحرق ولا ينقب عن قلب السارق وإن نقب عن البيوت والاسلام لا يدفن الناس في القبور أحياء وإن نبشوا عن الموتى في قبورهم والاسلام لا يقيم الحدود بالشبهة وإنما يدرؤها بها فهذا من التشريع في الدين وهو أقل ما قام به زياد من الموبقات إن هذه السياسة المنكرة التي أعلنها زياد لم يعرفها المسلمون ولم يألفوها وقد دلت على أن صاحبها طاغية يريد أن يحكم الناس بالبغي ويملأ قلوبهم رعبا ورهبا ويغتصب منهم الطاعة والخضوع للسلطان اغتصابا لقد قضت سياسة زياد الملتوية بأخذ الصحيح بذنب السقيم والمقبل بذنب المدبر وهو حكم كيفي يبرأ من العدل والرحمة وحينما القى خطابه القاسي قام إليه أبو بلال مرداس بن أدية وهو يهمس ويقول : أنبأنا الله بغير ما قلت قال الله عز وجل {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم: 37] {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [النجم: 38] {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39] فأوعدنا الله خيرا مما وعدت يا زياد.
فانبرى إليه زياد قائلا بنبرات تقطر غضبا وانتقاما : إنا لا نجد إلى ما تريد أنت وأصحابك سبيلا حتى تخوض إليها الدماء ؛ وسار زياد على هذه الخطة الارهابية الجائرة التي تحمل شارات الموت والاعدام لجميع الأحرار والمفكرين حتى ضرب الرقم القياسي للسلطة الجائرة وقد بلغ به الاجرام أنه كان يقتل بعض النفوس وهو يعلم ببراءتها وعدم تدخلها واشتراكها فى أي أمر من الأمور السياسية فقد قبضت شرطته على أعرابي فجيء به مخفورا إليه فقال له زياد : هل سمعت النداء؟.
قال : لا والله قدمت بحلوبة لي وغشيني الليل فاضطررتها إلى موضع فأقمت لأصبح ولا علم لي بما كان من الأمير.
فقال : أظنك والله صادقا ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة ؛ ثم أمر به فضربت عنقه صبرا من دون أن يقترف أي ذنب وهكذا كان زياد يلغ فى دماء المسلمين لا حرمة لها عنده ولا حريجة له في سفكها وقد بالغ هذا الوغد الأثيم فى سفك دماء شيعة آل محمد (صلى الله عليه واله) فقتلهم تحت كل كوكب وتحت كل حجر ومدر وقطع الأرجل والأيدي منهم وصلبهم على جذوع النخل وسمل أعينهم وطردهم وشردهم ففي ذمة الله تلك الدماء الزكية التي سفكت والنفوس الكريمة
التي روعت والنساء التي رملت والأطفال التي يتمت.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|