أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-04-2015
3655
التاريخ: 7-5-2019
4689
التاريخ: 28-3-2016
3790
التاريخ: 29-3-2016
3962
|
لما وردت رسالة ابن سعد إلى ابن مرجانة استصوب رأيه ورأى فيه حلا للمشكلة وجمعا للكلمة وانه قد جنبه الحرب فطفق يقول بأعجاب : هذا كتاب ناصح مشفق , وكان شمر بن ذي الجوشن الى جانبه فضاق ذرعا بالأمر فقد عرف الخبيث بوضاعة النسب والحقد على ذوي الاحساب العريفة وكان قد حسد ابن سعد على امرته للجيش فاندفع بإضرام نار الحرب فقال لابن مرجانة : أتقبل هذا منه؟ بعد ان نزل بأرضك واللّه لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة وتكون أولى بالضعف والوهن.
والهبت هذه الكلمات الموقف ونسفت كل امل في الصلح والوئام فقد تفطن ابن زياد إلى أمر خطير قد خفي عليه وهو ان الامام اذا خلص منه ولم يبايع ليزيد والتحق بقطر من الأقطار فسوف يتبلور الموقف وتهب الأمة لحمايته من العصابة المجرمة وسيكون الطاغية أولى بالوهن والضعف والحسين أولى بالمنعة والقوة لأنه ابن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وريحانته وغابت هذه النقاط الحساسة عن ابن مرجانة فرأى في كلمات الشمر الاخلاص والنصيحة.
ولما رأى الشمر أنه قد سيطر على الموقف وافسد مهمة ابن سعد اندفع ليوهن مكانته عنده لعله ان يتخذ من ذلك وسيلة لأقصائه عن منصبه ويكون بمحله فقال له : واللّه لقد بلغني أن حسينا وابن سعد يجلسان بين العسكرين فيتحدثان عامة الليل .
ومعنى هذا أن شمرا قد جعل له استخبارات خاصة على ابن سعد لعله أن يقصر في اداء مهمته فينقل ذلك إلى السلطة لتقصيه عن منصبه ويتولى هو قيادة الجيش.
رفض ابن مرجانة جميع الحلول السلمية التي كتب بها ابن سعد وسد جميع نوافذ السلم والوئام وقد كتب إليه : أما بعد : فاني لم ابعثك للحسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة ولا لتكون له عندي شفيعا , انظر فان نزل حسين وأصحابه على حكمي فابعث بهم إلي سلما وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فانهم لذلك مستحقون.
فان قتلت حسينا فأوطئ الخيل صدره وظهره ولست أرى انه يضر بعد الموت ولكن على قول قلته لو قتلته لفعلت هذا به فان أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر فانا قد أمرناه بذلك .
وكانت هذه الرسالة صارمة لا رحمة فيها ومحتوياتها ما يلي :
1 ـ انها قصرت صلاحية ابن سعد على عمليات الحرب والقتال ولم تمنحه أي صلاحية لأجراء الصلح او المفاوضة مع الامام.
2 ـ وعرضت ان الامام اذا استجاب للصلح فعليه أن ينزل ضارعا لحكم ابن مرجانة لينال نصيبه منه فان شاء عفا عنه وان شاء قتله وقد اراد أن يمثل الامام عنده كأسير او مذنب ليسترحمه.
3 ـ ان الامام إذا لم يستجب للنزول على حكمه فعلى ابن سعد أن يسارع الى قتله والتمثيل به.
4 ـ انه هدده بالعزل عن منصبه إذا تردد في تنفيذ ما عهد إليه وعليه أن يسلم جميع مهام الجيش إلى شمر بن ذي الجوشن ليقوم بتنفيذ ما عهد إليه.
ويقول المؤرخون : ان ابن زياد جعل يقول : الآن وقد علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولات حين مناص وأسرع الشمر وهو جذلان مسرور وجعل يجذ في السير ليصل لابن سعد لعله لا يستجيب لأوامر ابن مرجانة فيكون هو الأمير على الجيش ووصل الشمر إلى كربلاء وكان ابن سعد مستنقعا في الفرات فبادر إليه رجل فقال له : قد بعث إليك جويرة بن بدر التميمي وأمره إن أنت لم تقاتل ان يضرب عنقك.
ووثب ابن سعد الى ثيابه فلبسها والتفت الى شمر بن ذي الجوشن وقد عرف انها من مكيدته فقال له : ويلك لا قرب اللّه دارك وقبح اللّه ما جئت به واني لأظن أنك الذي نهيته وأفسدت علينا أمرا رجونا أن يصلح واللّه لا يستسلم حسين فان نفس أبيه بين جنبيه.
فأجابه الشمر : اخبرني ما أنت صانع أتمضي لأمر أميرك؟ والا فخل بيني وبين العسكر ؛ واستسلم ابن سعد لهواه واطماعه فرضى أن يبقى قائدا لجيش ظلوم فقال له : لا ولا كرامة ولكن أتولى الأمر .
وظل الشمر رقيبا على ابن سعد لعله أن يقصر في أوامر سيده ابن مرجانة ليتولى هو قيادة الجيش وبعث ابن سعد بجواب ابن زياد إلى الامام فقال (عليه السلام) : لا واللّه ما وضعت يدي في يد ابن مرجانة .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|