المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

السواحل الظاهرة (Emerged Coasts) - السواحل الظاهرة المنخفضة
15/9/2022
الفيزياء الجوية atmospheric physics
29-11-2017
Demonstrative Adjective
13-5-2021
عروة بن الورد
27-09-2015
السجلات الرقابية للمخزون وقواعد المخازن في النظام المحاسبي
2024-08-02
iteration (n.)
2023-09-28


[وجوم الامام من الخلافة]  
  
4005   09:31 صباحاً   التاريخ: 28-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص397-398.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

حقّقت الثورة على عثمان مكسباً عظيماً للمسلمين فقضت على الاستغلال والتلاعب بمقدّرات الاُمّة وقضت على الغبن والظلم الاجتماعي ودكّت عروش الطغيان وحقّقت للاُمّة أهمّ ما تصبو إليه من تحقيق العدل والرخاء والأمن.

لقد استهدفت الثورة القضايا المصيرية للاُمّة وكان من أهمّها ترشيح الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) لمنصب الحكم ويقول المؤرّخون : إنّ الثوار وسائر القوات المسلحة قد احتفّت بالإمام وهي تهتف بحياته وتناديه : لا إمام لنا غيرك.

لقد أيقنت الأوساط الشعبية أنّ الإمام هو الذي يحقّق آمالها وأهدافها ويعيد لها كرامتها وأنها ستنعم في ظلال حكمه بالحرية والمساواة والعدل فأصرّت على انتخابه وتقليده شؤون الخلافة.

استقبل الإمام الثوار بالوجوم وعدم الرضا بخلافتهم ؛ لعلمه بالأحداث الرهيبة التي سيواجهها إن قَبِل خلافتهم فإنّ الأحزاب النفعية التي خلقتها حكومة عثمان قد تطعّمت بالخيانة وتسربلت بالأطماع والمنافع الشخصية وأنها ستقف في وجهه وتعمل جاهدةً على مناجزته والحيلولة بينه وبين تحقيق مخططاته السياسية الهادفة إلى تحقيق العدل والقضاء على الجور , وهتف الإمام بجماهير الشعب التي احتفّت به معلناً رفضه الكامل لخلافتهم قائلاً لهم : لا حاجة لي في أمركم فمَن اخترتم رضيت به ؛ وأيّ حاجة للإمام في خلافتهم فهو لم ينشد مكسباً خاصّاً له أو لأسرته ، وإنما كان يبغي تحقيق أهداف الاُمّة وإعادة الحياة الإسلاميّة إلى مجراها الطبيعي , وأصرّت الجماهير على انتخابه قائلة : ما نختار غيرك , ولم يعنَ بهم الإمام وإنما أصرّ على الامتناع والرفض ولكن الثوار لم يجدوا أحداً خليقا بإدارة شؤون الاُمّة غير الإمام الذي توفّرت فيه جميع الصفات القيادية من الصلابة للحق والقدرة على تحمّل المسؤولية فأصرّت على فكرتها في ترشيحه للخلافة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.