المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

شروط إنشاء المناحل التجارية
11-8-2020
التوحيد في كلام الحسين (عليه السلام)
18-3-2016
معاوية وحربه مع الامام الحسن (عليه السلام)
7-4-2021
استحالة إعادة المعدوم
14-11-2016
‏الاستخدامات والاقتصاديات للغرافيت
14-8-2016
CpG Islands
15-12-2017


سريّة اُسامة  
  
4166   09:45 صباحاً   التاريخ: 22-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص205-206.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-5-2019 1948
التاريخ: 11-7-2022 2141
التاريخ: 19-3-2016 3457
التاريخ: 17-3-2016 3193

استبانت التيارات الحزبية للرسول (صلّى الله عليه وآله) وأيقن أنّها جادّة في مخططاتها الرامية لصرف الخلافة عن أهل البيت (عليهم السّلام) فرأى أنّ خير وسيلة يتدارك بها الموقف أن يبعث بجميع أصحابه لغزو الروم ؛ حتّى تخلو عاصمته منهم ليتمّ الأمر إلى ولي عهده الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) بسهولة ويسر فأمر أعلام المهاجرين والأنصار بذلك وكان منهم ـفيما يقول المؤرّخون ـ أبو بكر وعمر وأبو عبيدة الجراح وبشير بن سعد وأمّر عليهم اُسامة بن زيد وهو شاب حدث السّن وكانت هذه البعثة سنة إحدى عشرة للهجرة لأربع ليال بقين من صفر ؛ وقال (صلّى الله عليه وآله) لأسامة : سر إلى موضع قتل أبيك فاوطئهم الخيل فقد وليّتك هذا الجيش ؛ فاغز صباحاً على أهل اُبْنى وحرّق عليهم وأسرع السير لتسبق الأخبار فإن أظفرك الله عليهم فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاّء وقدّم العيون والطلائع معك ؛ وفي اليوم التاسع والعشرين من صفر رأى جيشه قد مُني بالتمرّد فلم يلتحق أعلام الصحابة بوحداتهم العسكرية فساءه ذلك وخرج مع ما به من المرض الشديد فحثّهم على المسير وعقد بنفسه اللواء لأسامة وقال له : اغزُ بسم الله وفي سبيل الله وقاتل مَن كفر بالله. فخرج اُسامة بلوائه معقوداً ودفعه إلى بريدة وعسكر بـ الجرف وتثاقل فريق من الصحابة من الالتحاق بالمعسكر وأظهر الطعن والاستخفاف بالقائد العام للجيش يقول له عمر : مات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأنت عليّ أمير؟!

وانتهت كلماته إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) وقد ازدادت به الحمّى وأخذ منه الصداع القاسي مبلغاً عظيماً فغضب (صلّى الله عليه وآله) وخرج وهو معصب الرأس قد دثّر بقطيفته وقد برح به الأسى والحزن فصعد المنبر وأظهر سخطه على عدم تنفيذ أوامره قائلاً : أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري اُسامة! ولئن طعنتم في تأميري اُسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله ؛ وايم الله إنه كان لخليقاً بالإمارة وإنّ ابنه من بعده لخليق بها ؛ ثمّ نزل عن المنبر ودخل بيته وجعل يوصي أصحابه بالالتحاق بأسامة وهو يقول لهم : جهّزوا جيش اُسامة ؛ نفذوا جيش اُسامة ؛ لعن الله مَن تخلّف عن جيش اُسامة.

ومن المؤسف أنّه لم تثِر هذه الأوامر المشددة حفائظ نفوسهم ولم يرهف عزائمهم هذا الاهتمام البالغ من النبي (صلّى الله عليه وآله) فقد تثاقلوا عن الالتحاق بالجيش واعتذروا للرسول (صلّى الله عليه وآله) بشتّى المعاذير وهو لم يمنحهم العذر وإنّما أظهر لهم السخط وعدم الرضى .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.