أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-27
1405
التاريخ: 11-3-2016
2060
التاريخ: 2024-11-19
162
التاريخ: 2023-05-29
1030
|
يقول تعالى: {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:52]
على الرغم من أن بني إسرائيل قد تورطوا في الإثم الكبير لعبادة العجل وابتلوا بالظلم العظيم للشرك، فقد عفا الله عنهم لعلهم يشكرون النعم: {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 52]
بطبيعة الحال إن السنة الإلهية تقضي بأن ينزل العذاب بعد العفو والإمهال لبضع مرات؛ كما هو الحال بالنسبة لآل فرعون عندما كان العذاب الإلهي موشكاً على النزول غير مرة ليضع خاتمة لحياتهم لكنهم كانوا يهرعون إلى موسى الكليم متوسلين وكان يسأل الله رفع العذاب فيُرفع عنهم، لكنهم يعودون إلى الطغيان مرة أخرى حتى أوصدوا في وجوههم أبواب النجاة كافة. فحل بهم حينئذ عذاب الاستئصال: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} [طه: 78].
قد يكون المقصود من العفو في الآية مدار البحث هو أننا بدلا من أن نهلككم بعذاب الاستئصال أمهلناكم حتى مجيء موسى الميقات فأخبركم ونبهكم بكفّارة خطاياكم (1) من خلال هذا البيان لا يبقى مجال للشبهة التي تقول : إذا كان الله قد عفا عن بني إسرائيل، إذن فلماذا يتحدث في الآية اللاحقة عن معاقبتهم بقتل بعضهم بعضاً؟
كما ويمكن القول إن المراد من العفو في هذه الآية هو مطلق العفو وقبول التوبة، وهذا لا يتنافى مع قضية أن للعفو مقدمات وهو يتطلب تمهيدات أيضاً. وبعبارة أخرى فإنه من المحتمل أن يكون الكلام في هذه الآية دائراً حول أصل العفو وقبول التوبة، وفي الآية التالية حول كيفيته وشروطه.
ملاحظة: إن في العفو عن الخطيئة العظيمة التي اقترفها بنو إسرائيل إشعاراً بإمكانية العفو عن الكبائر من الذنوب، وإن استنكف المعتزلة عن القبول بذلك. إذ إن للعفو مناشئ جمة أحدها هو حقارة المجرم وضآلة ناشئاً عن مقداره. فمن المحتمل أن يكون العفو عن بني إسرائيل حقارتهم وهوانهم؛ كما أن علو شأن العاصي هو من دواعي مضاعفة عقابه؛ نظير ما جاء بحق زوجات النبي الكريم (2) إذن ما ورد من أنه لا يُغفل حتى عن مقدار مثقال ذرة وأنه سيوضع في الحسبان، فهو قابل للتخصيص في موارد معيّنة (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. راجع تفسير روح البيان، ج 1، ص 134.
2. سورة الأحزاب، الآية 30: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضَعْفَيْن} .
3. راجع كشف الأسرار وعدة الأبرار، ج 1، ص196، (وهو بالفارسية).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|