أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017
3185
التاريخ: 2-4-2017
4364
التاريخ: 4-4-2017
2961
التاريخ: 5-4-2017
3607
|
رغم ان العرب الجاهليين كانوا غارقين في الفساد الأخلاقي فانهم كانوا يتحلون ببعض الصفات الحسنة والخصال المحبَّبة , وللمثال كان نقض العهود من أقبح الافعال في نظرهم فاذا عقدوا عهوداً مع القبائل العربية أو ثقوها بالأيمان المغلظة المؤكدة والتزموا بها إلى الاخير وربما نذروا النذور الثقيلة واجتهدوا في اداءها مهما كلف ذلك من مشقة وثمن.
ولقد أحسَّ عبد المطلب عند حفر بئر زمزم بالضعف في قريش لقلة اولاده ولهذا نذر إذا رزقه اللّه تعالى عشرة بنين أن يقدم أحدهم قرباناً للكعبة ولم يُطلِعْ احداً على نذره هذا.
ولم يمض زمان الاّ وبلغ عَدَدُ ابنائه عشرة وبذلك حان أوان وفائه بنذره الّذي نذر وهو ان يذبح احدهم قرباناً للكعبة.
ولا شك ان تصور مسألة كهذه فضلا عن تنفيذه كان امراً في غاية الصعوبة على عبد المطلب ولكنه كان في نفس الوقت يخشى ان يعجز عن تحقيق هذا الامر فيكون من الناقضين للعهد التاركين لاداء النذر ومن هنا قرر أن يشاور ابناءه في هذا الامر وبعد ان يكسب رضاهم وموافقتهم يختار احدهم للذبح بالقرعة .
وتمت عملية القرعة فأصابت عبدَ اللّه والد رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فاخذ عبد المطلب بيد ابنه وتوجَّه من فوره إلى حيث يذبحه فيه.
ولما علمت قريش رجالُها ونساؤها بقصة النذر المذكور وما آلت إليه عملية القرعة حَزِنَ الناس والشباب خاصة لذلك حزنا شديداً وبكوا وضجوا وقال أحدُهم ليتني ذبحت مكان هذا الشاب.
فاقترحت قريشٌ على عبد المطلب بان يفدي عبد اللّه واظهروا استعدادهم لدفع الفدية إذا جاز ذلك فتحيّر عبد المطلب تجاه تلك المشاعر الساخنة والاعتراضات القوية وراح يفكّر في عدم الوفاء بنذره ويفكر في نفس الوقت في الحصول على مخلص معقول من هذه المشكلة فقال له أحدهم : لا تفعل وانطلق إلى أحد كهنة العرب عسى أن يجد لك حلا.
فوافق عبد المطلب واكابر قريش على هذا الاقتراح وتوجهوا بأجمعهم نحو يثرب قاصدين ذلك الكاهن ولما قدموا عليه سألوه في ذلك فاستمهلهم يوماً واحداً ولما كان اليومُ الثاني دخلوا عليه فقال لهم : كم دية المرء عندكم؟ قالوا : عشرٌ من الابل.
فقال : إرجعوا إلى بلادكم وقَرّبوا عشراً من الإبل واضربوا عليها وعلى صاحبكم أي عبد اللّه القداح فان خرجت القرعة على صاحبكم فزيدوا عشراً حتّى يرضى ربُكم وإن خرجت على الإبل فانحروها فقد رضي ربُكم ونجا صاحبكم وكانت عنه فداء.
فهدَّأ اقتراحُ الكاهن لهيبَ المشاعر الملتهّبة لدى الناس لأن نحر مئات الابل كان أسهل عليهم من أن يشاهدوا شاباً مثل عبد اللّه يتشحط في دمه , ولهذا فانهم فور عودتهم إلى مكة بادروا إلى اجراء القرعة في مجمع كبير من الناس وزادوا عشراً عشراً حتّى إذا بلغ عدد الإبل مائة خرجت القداح على الإبل ونجا عبد اللّه من الذبح فأحدث ذلك فرحة كبيرة لدى الناس بيدَ أَن عبد المطلب طلب أن تُعاد عملية القرعة قائلا : لا واللّه حتّى أضربَ ثلاثاً و إنما أراد ذلك ليستيقن ان ربه قد رضي عنه ولكن في كل مرة كانت القداح تخرج على الإبل المائة فنحرت الابلُ ثم تركت لا يمنع عنها انسانٌ ولا سبع .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|