أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
2301
التاريخ: 27-04-2015
2585
التاريخ: 17-10-2014
1580
التاريخ: 17-10-2014
1659
|
سؤال :
قال تعالى {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } [البلد: 1، 2] ، والبَلد هو البَلد الأمين مكّة المكرّمة ، وقد أقسم به في سورة التين : {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين: 1 - 3] ، فكيف التوفيق ؟
جواب :
قالوا بزيادة ( لا ) هنا ليكون معنى الكلام إثباتاً لا نفياً ، وأن العرب قد تُدخل ( لا ) في أثناء كلامها وتُلغي معناها ، وأنشدوا في ذلك أبياتاً ، ونحن قد فنّدنا ذلك وذَكَرنا أنْ لا شاهد عليه في كلام العرب ، فراجع (1) .
والصحيح أنْ يُقال : إنّ مورد الآيتَين مُختلف ، فمرّة لا يُقسم ومرّة يُقسم باختلاف الموارد... إذ ليس المعنى في سورة البلد أنّه تعالى لا يُقسم أبداً بهذا البلد ، بل لا يُقسم في موردٍ خاصّ ـ لوضوحه ـ وهو أنّ الإنسان خُلق في كَبَد... أمّا المعنى في سورة البلد فهو على القسم حيث أهمّية المورد ( المُقسم عليه ) وهو أنّ الإنسان خُلق ؛ ليكون رفيعاً لكنّه بيديه حطّ من شأن نفسه فارتدّ أسفل سافلين بسوء تدبيره وسوء عمله .
وهنا جواب آخر لعلّه أدقّ وهو : أنْ ليس المراد ( في آية البلد ) نفي الإقسام على الإطلاق ، ليكون متنافياً مع الآية الأُخرى ( في سورة التين ) ، بل هو نوع من القسم على الشكل السلبي ، حيث عدم الحاجة إليه بعد وضوح الأمر وظهوره ، وهو آكد في إثبات المطلوب بشكلٍ أدبيّ رائع .
والمعنى : إنّي لا أحلف ، إذ لا حاجة إليه بعد وضوح الأمر ، وهذا يعني أنّ الأمر مُتأكّد الثبوت بذاته واضحاً جليّاً من غير حاجة إلى إقامة حجّة ودليل .
فهو في حقيقته قسم ، لكن بصورة سلبية هي آكد من صورة الإيجاب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وللعلاّمة البلاغي تحقيق مستوف في ذلك : تفسير آلاء الرحمان ، ج1 ، ص38 ـ 41 .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
استمرار توافد مختلف الشخصيات والوفود لتهنئة الأمين العام للعتبة العباسية بمناسبة إعادة تعيينه
|
|
|