أولاً : المواد الأولية تعتبر موادها الأولية ( النفط والغاز السائل والفحم والكبريت والأملاح) مواداً يمكن نقلها بسهولة وبكلف بسيطة (عدا الفحم ) ، وقليلة التعرض للتلف عند النقل بعد معالجتها في مواقع إنتاجها معالجة أولية، لذلك فإن مواقع تصنيعها قد تحررت من الارتباط بمواقع إنتاجها، إلا أن الموقع الذي يختار لهذه الصناعة يفضل أن يوفر إمكانية الحصول على المواد الأولية بسهولة مثل الموانئ أو عموم السواحل الواقعة على طرق التجارة العالمية .

ثانياً : أما باعتبار منتجاتها فهي الأخرى غالية الثمن ولا تتعرض لتلف أثناء نقلها، إلا أن منتجاتها تتصف بتعددها وتحتاج كل منها لتعبئة خاصة مما يزيد من جذب السوق لمصانعها . من جهة أخرى تحتاج هذه الصناعة لسوق ضخمة لاستيعاب الإنتاج، إذ أن الأسواق الصغيرة لا يمكنها أن تستوعب منتجاتها المتنوعة والضخمة التي تستجيب للحجوم الكبيرة في الإنتاج، لذا عُد عامل حجم السوق العامل الأكثر أهمية في تحديد مواقعها . من جانب آخر تنتج هذه الصناعات مواد أولية وسيطة أو منتجات نهائية الصنع، وغالباً ما تقام وحدات إنتاج المواد الوسيطة في الدول الصناعية التي تمتلك الخبرة ورأس المال اللازم، في حين تقام بعض منشآت المنتجات النهائية في الدول الأخرى وقريباً من السوق معتمدة على استيراد المواد نصف المصنعة من الخارج .

ثالثاً : تحتاج الصناعات الكيمياوية الى مواكبة التطور العلمي والتقني وتطبيق كل ما هو جديد في مجال تصنيعها وإنتاجها وتطوير منتجاتها ، لذلك فإنها تحتاج لخبرة عالية ومهارة متقدمة للعاملين فيها ولأغلب مراحل الإنتاج إضافة لمراكز بحثية على مستوى متقدم، مما يجعل من إمكانية إقامتها في دول العالم النامية أمراً مشكوكاً في نجاحه على عكس الدول المتقدمة صناعياً التي تتوفر لديها هذه القاعدة العلمية .

رابعاً : ومعروف عن وحدات تصنيعها بالضخامة والسعة والتنوع، وكذا الحال لوحدات تطوير الإنتاج لهذا فإن إقامة مصانعها تحتاج لرأس مال ضخم قد تعجز عن توفيره كثير من الدول النامية .

ولما مر من الاعتبارات ظلت أغلب مراحل تصنيعها مقتصرة في مواقعها على الأقاليم الصناعية في البلدان المتقدمة، فيما أقيمت بعض مراحلها في البلدان النامية وخاصة العمليات التي لا تتطلب إقامتها تكنولوجيا عالية أو رؤوس أموال ضخمة كصناعات منتجات البلاستك نهائية الصنع التي تتناسب طاقاتها وقدراتها وأنواع منتجاتها على حالة كل سوق، فيما يتم استيراد موادها الأولية وهي الحبيبات البلاستيكية من مصانع رئيسة لها معروفة على مستوى العالم .