المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
وظـائـف اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
كيفيّة محاسبة النّفس واستنطاقها
2024-11-28
المحاسبة
2024-11-28
الحديث الموثّق
2024-11-28
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28



المربي وإصلاح الطفل  
  
2277   12:07 صباحاً   التاريخ: 17-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص255ـ258
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

 ... يمكن للمربي العمل على إصلاح الشخص وذلك بمراعاة نقاط أهمها :

1ـ تعليم النظام في داخل المجموعات : إن الحياة الجماعية بكل صورها واشكالها تخضع الى أصول وانظمة يوائم الأشخاص انفسهم معها شاءوا ام أبوا.. إن كل تجمع ومجموعة حتى الصغيرة منها لا بد وان تحتاج الى ضوابط ومقررات يحترمها اعضاؤها، ويمكن لمس ذلك بوضوح في السفرات القصيرة لا سيما التي تجري تحت رعاية المربي.

فالطفل الذي اعتاد على الإعتداء على الآخرين مثلاً، أو ان يستولي بالقوة على وسائل لعبهم والطفل الذي لا ينجز شيئاً مفيداً للآخرين بل يريد منهم ان يعملوا له ويعتبر انهم مسؤولون أمامه وهو غير مسؤول أمامهم قد اخطأ مربيه في تربيته وهو لا بد ان يعرف مكامن الخطأ.

2ـ التوجيه : يعرف الطفل في الوسط الجماعي وإلى جانب الاعتماد على الآخرين أن عليه الاعتماد على نفسه من أجل تسيير أمور حياته. يعرف أن عليه الإعتماد على نفسه فقط في إنجاز أعماله الشخصية ويقدم شخصياً على إنجازها ويفهم جيداً انه إذا لم يسرع لإنقاذ نفسه فإنه لن يجد من يساعده ابداً.

وفي خضم ذلك يعرف كيف يتغلب على المشاكل وكيف يفكر وما هي الأساليب التي ينبغي له اتباعها في هذا الطريق وفي الواقع ان مثل هذه الأفعال هي التي تربيه وتنمي فيه القابليات.

إن الحياة الاجتماعية تعلّم الإنسان كيفية مواصلة الحياة وتحدد له الاتجاه بحيث يدرك أي الخطوات لصالحه وأيها تشكل خطراً عليه ولو استسلم للمطلب الفلاني ماذا سيكون مصيره وما الذي سيؤول اليه أمره إن امتنع عن الفعل الفلاني.

3ـ تحديد الواجبات : في السفرات والتجوال بصورة جماعية يتحمل كل من الأشخاص مهمة معينة وعليه ان يسعى لتأدية مهمته على أتم وجه إذ ليس من العدل ان يقوم شخص واحد بكافة الأعمال والآخرين ينشغلون بالترفيه.

من المهم جداً مراعاة هذه المسألة في عملية تأهيل الأطفال لا سيما من اعتاد على التكاسل منهم وعلى المربي أو الوالدين تعيين المهام والواجبات وتقسيمها على المجموعة بحسب مقدرة كل فرد والطلب منهم بأن ينجز كل واحد منهم مهمته على احسن وجه.

ومن الضروري هنا الإشارة الى ان مجرد تحديد الوظيفة ليس كافياً بل لا بد من الإشراف والرقابة ودفعهم الى مراعاة الضوابط والمقررات على انه يستلزم الاستفادة من الرغبات والميول والنصائح والوسائل التربوية الأخرى وصولاً الى الهدف المنشود وإنجاح المهمة.

4ـ مماشاة طريقة تفكير المجموعة :إن الطفل سيشعر من خلال سلوك المربي بأنه إذا لم يماشِ المجموعة فإن مطاليبه لن تنفذ وحاجاته لن تلبى ولذا كان لزاماً عليه مواءمة أفكاره وسلوكه مع المجموعة علماً ان ذلك لا يمنع المربي من الوقوف امام اي إنحراف أو خطأ يشاهده.

يدرك الطفل طوال تواجده وسط المجموعة أنه لا يمكنه الاستمرار في سلوكه المشين إجتماعياً وتصرفاته المثيرة لغضب وحفيظة الآخرين مما يعني أن عليه إصلاح سلوكه واحترام حرية الآخرين وتقاليدهم وسننهم وإلا ستكون العزلة مصيره.

كما قلنا سابقاً فإن المهم في المنظار التربوي دفع الطفل لمماشاة اعضاء المجموعة في تفكيرهم

على أن ذلك لا يعني ان له الحق في أن يعتبر كل ما يصدر من المجموعة صحيحاً أو ان يوافقهم على الخطأ بل عليه ان لا يقبل منهم العادة والتقليد الخاطئ، وفي هذه الحالة عليه القيام بما يراه مناسباً وصحيحاً إذا كان الموقف بالنسبة له واضحاً وواثقاً من صحة عمله اما إذا ساوره الشك في صحة ما يقومون به وليس الأمر واضحاً بالنسبة له فعليه الاستعانة بالمربي ليقوم بإرشاده.

5ـ مراعاة وضع المجموعة : من القضايا المهمة التي ينبغي للطفل تعلمها داخل المجموعة مراعاة الوضع العام في المجموعة؛ فعليه ان يعرف أنه لا يحق له التعدي على حرية الآخرين أو سلب راحتهم من أجل ان يملأ فراغه ويمتع نفسه.

لا يحق للطفل اثناء لعبه ان يصرخ أو يرشق الآخرين بالحجارة أو يصرخ في وجوههم ويلجأ للأمر والنهي أو ان يعتبر أولياء أمره خدما بين يديه ويتصرف معهم على هذا الأساس.

على الطفل ان يدرك ضرورة اتباع سلوك مناسب وسليم داخل إطار المجموعة بغية المحافظة على رفاهها، ويعمل على تقديم الخدمة لأعضائها في مقابل الإفادة من خدماتهم والقيام بالعمل الموكل إليه على احسن وجه، وفي كل الأحوال يجب دفعه الى مراعاة الضوابط في مقابل الآخرين مثلما يتوقع هو منهم ذلك.

6ـ تطبيق النظام : ان المربي سيسعى بالتالي ومن خلال التجوال وإقامة المخيمات الى تعليم الطفل ضوابط وأصول الحياة الجماعية ومن ثم تحفيزه على العمل بها واحترامها وهو أمر لا يتحقق إلا بمراعاة نقطتين :

أ‌: أن لا تكون المقررات والضوابط الموضوعة صعبة بحيث يعجز الطفل عن الامتثال لها وبالتالي يظهر تمرده عليها.

ب‌: ينبغي ان يفهم الطفل ان الطلب منه تنفيذ هذه المقررات والعمل بالنظام نابع من كون ذلك مفيداً له ومؤثراً في سعادته وانه يعمل من أجل إزالة المشاكل الموجودة وتحقيق الرفاه لنفسه والتعاون مع الآخرين في هذا المضمار.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.