المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

حكم المبالغة والمجاملة والتورية
2024-06-30
Reactions of Peroxides
22-10-2018
شروط الوصية
26-9-2018
قاعدة « الغرور »
31-1-2022
المبيدات الكيميائية الهامة
5-3-2019
معنى كلمة الازلام
8/12/2022


كل وصفة لها مكوناتها الخاصة  
  
2394   01:25 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص52-53
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2018 2033
التاريخ: 8-12-2021 2260
التاريخ: 19-4-2016 2249
التاريخ: 7/12/2022 1396

تقضي القاعدة الحادية عشرة التي تقول :(الحب وحده لا يكفي ) بان تقدم لأطفالك ما هو اكثر من الحب، فماذا ستفعل تحديداً؟ حسنا، لا توجد اجابة واحدة بسيطة لهذا السؤال، كما ان الاجابة تعتمد بشكل كبير على كل من شخصية طفلك و ظروفك الخاصة، وهذا هو محور هذه القاعدة.

لا يمكنك اتباع مجموعة من التعليمات بحيث تنفذها على طفلك دون تفكير، فلا يمكن عمل ذلك مع الاطفال. انني اعرف صديقين لي اتبعا نفس اسلوب التربية مع اطفالهما الثلاثة، وسار كل شيء على افضل ما يكون الى ان جاء طفلهما الرابع، صار الامر مختلفا تماماً. لقد كان يرى العالم بنظرة مختلفة، ولم يكن يتقبل السلطة المفروضة عليه، كما كانت لديه مشكلة في فهم الاشخاص. كان مرحا، لكن غريب الاطوار تماما، على سبيل المثال، كان يصر على ان ينام مرتدياً ملابسه العادية؛ حيث كان يرى انه من السخف ان يخلع الانسان ملابسه قبل النوم ويستبدل بها ملابس النوم ثم يعود لاستبدالها مجددا بمجرد استيقاظه.

و كم عانى صديقاي هذان من الصدام المتكرر مع طفلهما هذا لانه لم يكن يتصرف كطفل حسن الادب كما كانا يريدان وكما تصرف اخواته الثلاثة من قبله. لكنهما كانا على درجة من الحصافة بحيث جلسا معا وتناقشا بشان ما يصلح وما لا يصلح مع طفلهما هذا والسبب في ذلك، وايضاً التفكير فيما اذا كان من العدل ـ او المثمر - ان يتوقعا منه ان يتبع نفس المعايير التي سبق ان ارسياها لأطفالهما السابقين، وهكذا قاما بتعديل بعض من قواعدهما وتركا البعض الاخر كما هو. لا يهم أي القواعد عدلوا او تركوا تحديداً؛ فالمغزى هنا هو انهما صارا يفكران فيما يفعلان، والسبب من ورائه.

والاهم من ذلك هو انهما بدا في التفكير في الطريقة التي يتعاملان بها مع الثلاثة الاخرين ايضاً، ووجدا ان عملية التفكير تلك ساعدتهما على تحسين علاقتهما مع هؤلاء الابناء كذلك.

كان العلاج يتمثل في النظر للمواقف التي تنضوي على أي خلاف، او تلك التي لاحظا انها تثير ضيق او قلق طفلهما، ثم التفكير في اسبابها والكيفية التي يستطيعان بها تحسين هذا الموقف.

المهم هنا هو انك ان لم تمعن التفكير فيما تفعل، فعلى الارجح لن تستطيع الخروج بنتيجة ايجابية منه. وان لم تفكر فيما تحتاج الى شرائه قبل الذهاب للتسوق، فستجد نفسك قد عدت من المتجر حاملا العديد من الاشياء التي لا تحتاج اليها، واذا لم تفكر مسبقاً فيما تريد من وراء الاجازة قبل الانطلاق لها، ستقل فرص استمتاعك بها كثيرا. وبالمثل، اذا لم تفكر جيدا في الكيفية التي تود ان تربي طفلك بها، فسينتهي بك المطاف وانت تعاني عبر تلك العملية وتنجزها بصورة قد تكون مرضية، لكنك لن تستطيع اتمامها على النحو الافضل الذي يفيد اطفالك حقاً.

إن لم تفكر فيما تحتاج الى شرائه قبل الذهاب للتسوق، فستجد نفسك قد عدت من التحجر حاملا العديد من الاشياء التي لا تحتاج اليها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.