أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2022
1556
التاريخ: 21-10-2014
3760
التاريخ: 3-1-2023
1538
التاريخ: 13-11-2014
2875
|
مصبا- نال من عدوّه ينال من باب تعب نيلا : بلغ منه مقصودة. ومنه قيل نال من امرأته ما أراد ، ونال من مطلوبة. ويتعدّى بالهمزة الى إثنين فيقال : أنلته مطلوبة فناله ، فالشيء منيل ونيّل ، فعيل بمعنى مفعول ، والنيل : فيض مصر. وأمّا النيل الّذي يصبغ به فهو هنديّ معرّب.
صحا- نال خيرا ينال نيلا ، أي أصاب ، وأصله نيل ينيل مثال تعب يتعب. وأناله غيره. والأمر فيه نل بفتح النون.
لسا- نلت الشيء نيلا ونالا ونالة. وأنلته إيّاه ، وأنلت له ، ونلته. ويقال : أنلتك نائلا ، ونلتك ، وتنوّلت لك ، ونوّلتك. ويجوز أن يقال : نوّلني فتنوّلت ، أي أخذت. وقوله تعالى : {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى} [الحج : 37] أي لن يصل اليه ، ونال ينال نيلا : إذا أصاب ، فهو نائل.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو مطلق إصابة شيء لشيء. كما أنّ الإصابة : جريان أمر على وفق الطبيعة والحقّ في قبال الخطاء والانحراف عن جريان الحقّ.
والأخذ : هو تنوّل مع حيازة بأي وسيلة كان.
وأمّا النول بالواو : فهو العطاء ويلاحظ فيه جهة الدفع فقط.
وقد اختلطت معاني النول والنيل في كتب اللغة والأدب.
ومن مصاديق الأصل : إصابة على نحو الإطلاق ونزول شيء على شيء أو محلّ. والبلوغ إذا كان النظر فيه الى مطلق الوصول الى محلّ لا الى الحدّ الأعلى.
والوصول إذا كان الملحوظ مطلق النزول الى محلّ من دون نظر الى ما يقابل الفصل.
وأمّا الأخذ : فهو في الصيغ الّتي بمعنى المطاوعة كالتنوّل ، فتدلّ على المطاوعة في الاصابة والإيصال وأخذه.
فظهر أنّ ترجمة النول بالصواب والإصابة وما يشابهه خطأ محض. وظهر أيضا أنّ كلمة التناول من النول ، وتدلّ على اختيار العطاء وقبوله ، فيقال : ناولته فتناول ، أي أعطيته مستمرّا فأخذه وقبله ، وليس في المادّتين دلالة على مفهوم الأخذ.
{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [الحج : 37].
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ} [الأعراف : 152]. {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ} [الأعراف : 37] يراد مطلق الإصابة والجريان والنزول من دون قيد آخر. أي لن يصيبه لحوم ولا دماء بل يصيبه التقوى ، فانّ التقوى له موقعيّة يقع في رابطة القرب والرضاء بخلاف اللحوم والدماء الواقعة غير المرتبطة باللّه تعالى.
والمراد من الكتاب : ما يضبط ويحفظ عند اللّه تعالى وفي علمه. وقد سبق أنّ الكتابة هو التقرير والتثبيت في الخارج لما في النيّة والقلب بأي سبب يكون ، كما في الحكم والقضاء والتقدير والإيجاب وغيرها.
وهذا تنبيه للناس ليتوجّهوا أنّ الافتراء والكذب والانحراف وسائر أنواع التمسّك بوسائل تخالف البرنامج الإلهيّة والقرب والرضا والطاعة والعبوديّة :
لا توجب جلب خير وصلاح وسعادة ومنفعة حقيقيّة للإنسان ، بل يصيبه في جريان حياته ما يقدّر له بمقتضى حالاته وأعماله وارتباطه وتوجّهه ونيّته خيرا أو شرّا.
ولازم أن يتوجّه أيضا : بأنّ المنتج له هو الإخلاص والتقوى دون التظاهر بالأعمال الحسنة في الخارج من دون نيّة خالصة.
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } [البقرة : 124].
البلاء كما سبق : هو إيجاد التحوّل. والابتلاء : اختيار هذا الإيجاد وإرادته والميل اليه. والإمام : من يقصد ويتوجّه اليه في الخارج. والعهد : التزام خاصّ على أمر باقتضاء المورد.
والامامة عهد تكوينيّ في نفس الامام حتّى يتعلّق به العهد التشريعيّ ، فإذا لم يوجد في الذات اقتضاء الإمامة لا يمكن انتخابه وجعله إماما للناس ، حتّى يأتمّوا به في اعتقاداتهم وأخلاقهم وآدابهم ومعاشهم ومعادهم. فمن كان ظالما لنفسه أو لغيره ومنحرفا عن الحقّ والعدل والصواب : فكيف يصيبه العهد والالتزام والامانة من جانب اللّه تعالى.
والامامة أعمّ من النبوّة والامامة المصطلحة المعبّر عنها بالخلافة والوصاية ، فانّ كلّا منهما لا بدّ أن يكون من جانب اللّه تعالى وبتعيينه.
وأمّا الكلمات : سبق أنّ الكلمة بمعنى إبراز ما في الباطن من المنويّات والأفكار ، بألفاظ أو بوحي أو بوجود خارجيّ تكوينيّ.
والمراد إيجاد التحوّل وإرادة امتحان بالقول فقط أو بالعمل أو بوسيلة موجودات تكوينيّة خارجيّة. فانّ ابتلاءه عليه السّلام قد تحقّق في موارد كثيرة وبأمور مختلفة وفي موضوعات متنوّعة ، كالإحراق ، وذبح الولد ، وكسر الأصنام ، والإنفاق ، وصدق الخلّة ، وغيرها.
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} [آل عمران : 8].
_________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
انطلاق الجلسة البحثية الرابعة لمؤتمر العميد العلمي العالمي السابع
|
|
|