أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2014
5019
التاريخ: 6-05-2015
2603
التاريخ: 14-10-2014
13271
التاريخ: 6-05-2015
1965
|
مـن قـصص الماضين التي اكثر فيها المفسرون من ذكر الاسرائيليات قصة اصحاب الكهف ، فقد ذكر ابن جرير ، وابن مردويه ، وغيرهما الكثير من اخبارهم التي لا يدل عليها كتاب اللّه تعالى ، ولا يتوقف فهم القرآن وتدبره عليها.
فمن ذلك ما ذكره ابن جرير في تفسيره ، عن ابن اسحق ، صاحب السيرة في قصتهم ، فقد ذكر نحو ثـلاث ورقات ، وذكر عن وهب بن منبه ، وابن عباس ومجاهد اخبارا كثيرة اخرى (1) ، وكـذلك ذكر السيوطي في (الدر المنثور) (2) ، الكثير مما ذكره المفسرون عن اصحاب الـكـهـف ، عن هويتهم ، ومن كانوا؟ وفي اي زمان ومكان وجدوا؟ واسمائهم ؟ واسم كلبهم ؟ وأهو قطمير ام غيره ؟ وعن لونه أهو أصفر ام أحمر؟ بل روى ابن أبي حاتم من طريق سفيان ، قال : رجـل بـالكوفة يقال له : عبيد ـ وكان لا يُتّهم بالكذب! ـ قال : رأيت كلب أصحاب الكهف أحمر ، كأنه كـسـاء أنبجاني (3) ، ولا أدري كيف كان لا يُتّهم بالكذب! ، وما زعم كذب لا شك فيه ، فهل بقي كـلـب أصـحـاب الكهف حتى الإسلام ؟! وكذلك ذكروا أخباراً غرائب في الرقيم فمن قائل : إنه قـرية ، وروي ذلك عن كعب الأحبار ، ومن قائل : إنه واد بفلسطين ، بقرب أيلة ، وقيل : اسم جبل أصـحاب الكهف الى غير ذلك مع أن الظاهر أنه كما قال كثير من السلف : إنه الكتاب او الحجر الذي دون فـيه قصتهم وأخبارهم ، او غير ذلك ، مما اللّه اعلم به ، فهو فعيل بمعنى مفعول ، اي مرقوم ، وفي الكتاب الكريم : {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين : 19 - 21] {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ} [المطففين : 8 ، 9] .
وفـي هـذه الأخبار : الحق والباطل ، والصدق والكذب ، وفيها ما هو محتمل للصدق والكذب ، ولـكـن فـيـما عندنا غنية عنه ، ولا فائدة من الاشتغال بمعرفته وتفسير القرآن به ، كما أسلفنا ، بل الأولى والأحسن أن نضرب عنه صفحاً ، وقد أدبنا اللّه بذلك ، حيث قال لنبيه بعد ذكر اختلاف اهل الـكـتـاب فـي عدد اصحاب الكهف : {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف : 22] .
وغالب ذلك ما أشرنا إليه وغيره متلقى عن أهل الكتاب الذين أسلموا . وحمله عنهم بعض الصحابة والـتـابـعـين لغرابته والعجب منه ، قال ابن كثير في تفسيره : (و في تسميتهم بهذه الاسماء ، واسم كلبهم ، نظر في صحته - واللّه اعلم ـ ، فان غالب ذلك متلقى من اهل الكتاب ، وقد قال تعالى : {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا} [الكهف : 22] اي سهلاً هيناً ليناً ، فإن الأمر في معرفة ذلك لا يترتب عليه كبير فائدة {وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} أي فإنهم لا علم لهم بذلك إلا ما يقولونه من تلقا أنفسهم ، رجماً بالغيب ، أي من غـير استناد الى كلام معصوم ، وقد جاءك اللّه يا محمد بالحق الذي لا شك فيه ولا مرية فيه ، فهو المقدم على كل ما تقدمه من الكتب والاقوال ) (4) .
_______________________
1- تفسير الطبري ، ج15 ، ص133 وما بعدها .
2- الدر المنثور ، ج4 ، ص211-218.
3- نسبة الى أنبج بلد تعرف بصنع الأكسية .
4- تفسير ابن كثير عند قوله تعالى : {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} [الكهف : 22] ، ج3 ، ص78 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|