حديث سيدنا محمد (صلى الله عليه واله) يعذب الميت ببكاء الحي عليه |
840
10:39 صباحاً
التاريخ: 24-12-2017
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
850
التاريخ: 23-4-2018
532
التاريخ: 3-08-2015
936
التاريخ: 25-12-2018
974
|
(مسألة) : إن قيل : ما معنى الخبر المروي عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال : «ان الميت ليعذب ببكاء الحي عليه». وفي رواية اخرى «ان الميت يعذب في قبره بالنياحة عليه».
وروى المغيرة بن شعبة عنه صلى الله عليه وآله انه قال : «من نيح عليه فإنه يعذب بما يناح عليه»؟
(الجواب) : قلنا هذا الخبر منكر الظاهر لأنه يقتضي اضافة الظلم إلى الله تعالى ، وقد نزهت أدلة العقول التي لا يدخلها الاحتمال والاتساع والمجاز الله تعالى عن الظلم وكل قبيح.
وقد نزه الله تعالى نفسه بمحكم القول عن ذلك فقال عز وجل : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ولابد من ان نصرف ما ظاهره بخلاف هذه الادلة إلى ما يطابقها إن امكن ، أو نرده ونبطله.
وقد روي عن ابن عباس في هذا الخبر أنه قال وهل ابن عمر : انما مر رسول الله صلى الله عليه وآله على قبر يهودي اهله يبكون عليه فقال انهم يبكون عليه وانه ليعذب.
وقد روى انكار هذا الخبر عن عائشة ايضا ، وأنها قالت لما خبرت بروايته : وهل ابو عبد الرحمن كما وهل يوم قليب بدر ، انما قال (عليه السلام)ان اهل البيت الميت ليبكون عليه ، وانه ليعذب بجرمه.
فهذا الخبر مردود ومطعون عليه كما ترى.
ومعنى قولهما : وهل : اي ذهب وهمه إلى غير الصواب.
يقال وهلت إلى الشئ أو هل وهلا : إذا ذهب وهمك إليه.
ووهلت عنه أو هل وهلا : إذا نسيته وغلطت فيه.
ووهل الرجل يوهل وهلا : إذا فزع.
والوهل : الفزع. وموضع وهله في ذكر القليب أنه روي أن النبي صلى الله عليه وآله وقف على قليب بدر فقال : هل وجدتم ما وعد ربكم حقا.
ثم قال : إنهم ليسمعون ما أقول. فأنكر ذلك عليه ، وقيل انما قال عليه السلام : أنهم الآن ليعلمون ان الذي كنت اقول لهم هو الحق واستشهد بقوله تعالى : {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80] ، ويمكن في الخبر إن كان صحيحا وجوه من التأويل :
اولها : انه إن وصى موص بأن يناح عليه ففعل ذلك بأمره ، فإنه يعذب بالنياحة. وليس معنى يعذب بها أنه يؤاخذ بفعل النواح ، وانما معناه أنه يؤاخذ بأمره بها ووصيته بفعلها ، وانما قال صلى الله عليه وآله ذلك لان الجاهلية كانوا يرون البكاء عليهم والنوح ويأمرون به ويؤكدون الوصية بفعله ، وهذا مشهور عنهم.
قال طرفة بن العبد :
فان مت فانعيني بما أنا أهله * وشقي عليه الجيب يا ابنة معبد .
وقال بشر بن ابي حازم :
فمن يك سائلا عن بيت بشر * فان له بجنب الردم بابا
ثوى في ملحد لابد منه * كفى بالموت نابا واغترابا
رهين بلى وكل فتى سيبلى * فاذري الدمع وانتحبي انتحابا .
وثانيها : ان العرب كانوا يبكون موتاهم ويذكرون غاراتهم وقتل اعدائهم ، وما كانوا يسلبونه من الاموال ويرونه من الاحوال ، فيعدون ما هو معاص في الحقيقة بعذاب الميت بها وإن كانوا يجعلون ذلك من مفاخره ومناقبه ، فذكر انكم تبكونهم بما يعذبون به.
وثالثها : ان يكون المعنى ان الله تعالى إذا علم الميت ببكاء أهله واعزته عليه تألم لذلك ، فكان عذابا له. والعذاب ليس بجار مجرى العقاب الذي لا يكون إلا على ذنب متقدم ، بل قد يستعمل كثيرا بمعنى الالم والضرر. ألا ترى ان القائل قد يقول لمن ابتدأه بضرر أو ألم : قد عذبتني بكذا وكذا وآذيتني ، كما يقول اضررت بي وآلمتني. وإنما لم يستعمل العقاب حقيقة في الآلام المبتدئة ، من حيث كان اشتقاق لفظة العقاب من المعاقبة التي لابد من تقدم سبب لها وليس هذا في العذاب.
ورابعها : ان يكون أراد بالميت من حضره الموت ودنا منه. فقد يسمى بذلك القوة المقاربة على سبيل المجاز. فكأنه صلى الله عليه وآله اراد أن من حضره الموت يتأذى ببكاء اهله عنده ، ويضعف نفسه ، فيكون ذلك كالعذاب له.
وكل هذا بين بحمد الله ومنه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|