أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-06-2015
1905
التاريخ: 11-3-2016
2598
التاريخ: 13-08-2015
2082
التاريخ: 11-3-2016
3893
|
كان ابو الحجناء أو أبو محجن نصيب بن رباح عبدا رقيقا نوبيّا لرجل من أهل ودّان في وادي القرى (شماليّ الحجاز) ، قيل من بني كعب بن ضمرة من كنانة، و قيل من بليّ بن قضاعة. و كان والدا نصيب عبدين نوبيين أسودين، فكان هو شديد السواد، و لكنّه كان حسن الزيّ نظيف الثياب.
و عاش نصيب مع أهله و ولده على الرقّ زمانا، ثم قال الشعر فكاتب على نفسه (1) و رحل إلى والي مصر عبد العزيز بن مروان (65-84 ه) و مدحه. و أعجب عبد العزيز بنصيب فاشتراه من مولاه مع أهله و ولده و أعتقهم جميعا. فكان نصيب يرحل في كل عام إلى عبد العزيز مادحا اعترافا بفضله.
و بعد اتصال نصيب بعبد العزيز بن مروان اتصل بعبد الملك و بسليمان بن عبد الملك، ثم بعمر بن عبد العزيز واليا على المدينة و خليفة. ثم إنّه اتصل أيضا بيزيد بن عبد الملك و أدرك هشاما. و على هذا يجب أن يكون نصيب قد توفّي بين سنة 105 و سنة 110 للهجرة (724-728 م) و عمره نحو ستين سنة أو تزيد قليلا.
كان نصيب بن رباح شاعرا فحلا فصيحا جيّد الكلام مقدّما في المديح و النسيب و الرثاء. و قد قال النسيب في مطلع حياته عفيفا رقيقا ثم تركه و توفّر على المديح. و كان له رجز أيضا. و لنصيب شيء من الحكمة و الفخر. و له في سواد لونه شعر كثير على مثال شعر عنترة في مثل ذلك. و قيل لم يكن نصيب يحبّ الهجاء، و لم يكن يحسنه.
المختار من شعره:
- قال نصيب يمدح عبد العزيز بن مروان لما رحل اليه بمصر:
لعبد العزيز على قومه... و غيرهم نعم غامره
فبابك ألين أبوابهم... و دارك مأهولة عامره
و كلبك آنس بالمعتفين... من الأمّ بالابنة الزائره
و كفّك، حين ترى السائليـ...ـن... أندى من الليلة الماطره
فمنك العطاء، و مني الثناء... بكلّ محبّرة سائره (2)
- و قال يمدح سليمان بن عبد الملك:
أقول لركب صادرين لقيتهم... قفوا، ذات أوشال، و مولاك قارب
قفوا خبّروني عن سليمان، انني... لمعروفه من أهل ودّان طالب
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله... و لو سكتوا أثنت عليك الحقائب (3)
و قالوا: عهدناه، و كلّ عشيّة... بأبوابه من طالب العرف راكب
هو البدر، و الناس الكواكب حوله... و لا تشبه البدر المضيء الكواكب
- و قال يفتخر بنفسه و يذكر سواده:
ليس السواد بناقصي ما دام لي... هذا اللسان إلى فؤاد ثابت
من كان ترفعه منابت أصله... فبيوت أشعاري جعلن منابتي
كم بين أسود ناطق ببيانه... ماضي الجنان و بين أبيض صامت (4)
اني ليحسدني الرفيع بناؤه... فضل البيان، و ليس بي من شامت (5)
- أحب نصيب فتاة من بني مدلج فكان أهلها يحرسونها منه. لذلك كان يقف لها في الطريق، فاذا مرت أشار اليها بعينيه أو حاجبيه. و قد قال فيها (غ 1:375) :
وقفت لها كيما تمرّ، لعلّني... أخالسها التسليم إن لم تسلّم
و لمّا رأتني و الوشاة تحدّرت... مدامعها خوفا و لم تتكلّم
مساكين أهل العشق، ما كنت أشتري... جميع نفوس العاشقين بدرهم
_____________________
1) كاتب العبد مولاه على نفسه: اتفق مع مولاه على مبلغ يؤديه إلى مولاه (سيده، صاحبه-بالتقسيط) على أن يصبح حرا إذا و فى المبلغ المتفق عليه.
2) محبرة: (قصيدة) حسنة الديباجة (تشبيها لها بالحبرة، و هي نوع من الثياب الحريرية تأتي من اليمن) . سائرة على الالسن، مشهورة، تروى بكل مكان.
3) عاج: عطف رأس البعير بالزمام و وقف. أثنوا بالذي أنت أهله: قالوا فيك حقا، لم يبالغوا. و لو سكتوا. . . . : لو لم يمدحوك لدل على فضلك عطاياك التي كانت محملة في حقائبهم.
4) ما أعظم «الفرق» بين رجل أسود اللون و هو حسن الكلام جيد البيان و بين رجل أبيض الجلد و لكنه صامت (لا يحسن من الكلام شيئا) .
5) ان صاحب المجد (إشارة إلى ان نصيبا كان عبدا أسود رقيقا) يحسدني على بلاغتي و حسن شعري.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|