أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-3-2018
2149
التاريخ: 1-3-2018
2498
التاريخ: 13-08-2015
1875
التاريخ: 28-06-2015
1937
|
هو الأمير السيّد العالم أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد الميكاليّ من أهل الجاه و الرئاسة في نيسابور، سمع من الحاكم أبي أحمد الحافظ و أبي عمرو بن حمدان ثم انه كان يعقد مجلسا يملي فيه. و كان يقرّب العلماء و الأدباء، اختصّ به أبو منصور يحيى بن يحيى الكاتب؛ و مدحه أبو عبد المجيد بن أفلح الغزنوي (تتمّة اليتيمة 2:14،81) ، و كان الثعالبي وثيق الصلة به كثير الإطراء له. رأيناه مرّة في فيروز آباد و مرّة اخرى (390 ه-1000 م) في بغداد بعد أن كان في الحجّ (يتيمة الدهر 1:210) . و كانت وفاته يوم عيد الاضحى (10 من ذي الحجّة) 436(28-6-1045 م) .
كان أبو الفضل الميكاليّ أديبا بارعا و كاتبا مترسلا و شاعرا محسنا رقيقا. و كان ممّن يلتزمون السجع و الموازنة و الصناعة اللفظية قلّما يفارقون ذلك، إلاّ أنه كان في نثره أقلّ تكلّفا منه في شعره. و أكثر نثره فصول جميلة و رسائل إخوانية. أما فنون شعره فهي الغزل و الوصف و الرثاء و الحكم و الشكوى؛ و له شيء من المداعبات. و شعره و نثره عذبان رقيقان جدّا.
مختارات من آثاره:
- قال في الليل و الغزل (لاحظ لزومه ما لا يلزم في القافية: كواكبه-كواك به:
لقد راعني بدر الدجى بصدوده... و وكّل أجفاني برعي كواكبه (1)
فيا جزعي، مهلا! عساه يعود لي... و يا كبدي، صبرا على ما كواك به
- و قال في ترك شرب الخمر:
عيّرتني ترك المدام و قالت... هل جفاها من الكرام لبيب
هي تحت الظلام نور، و في الأكبا... د برد، و في الخدود لهيب
قلت: يا هذه، عدلت عن النصـ...ـح، أما للرّشاد فيك نصيب (2)
إنّها للسّتور هتك، و بالألبا...ب فتك، و في المعاد ذنوب (3)
- و قال في السيف:
خير ما استعصمت به الكفّ يوما... في سواد الخطوب عضب صقيل (4)
عن سؤال اللئيم مغن، و في العظـ...ـم مغنّ، و للمنايا رسول (5)
- و لأبي الفضل الميكالي من الفصول المختارة:
أيام ظلّ العيش رطب، و كنف الهوى رحب (6) و شرب الصبا عذب؛ و ما لشرق الأنس غرب.
- أيّامي معك بين غرّة و لمعة، و عيد و جمعة-ما هو الاّ نجم طلع من سمائك، و معنى اشتقّ من أسمائك.
- و لأبي الفضل الميكالي من رسائله الاخوانيّات:
وصل كتاب مولاي و سيّدي أبدع الكتب هوادي و أعجازا (7)، و أبرعها بلاغة و إعجازا؛ فحسبت ألفاظه درّ السحاب أو أصفى قطرة و ديمة (8)، و معانيه درّ السخاب (9) أو أوفى قدرا و قيمة. و تأمّلت الأبيات فوجدتها فائقة النظم و الرصف، عبقة النسيم و العرف. . . .
________________________
1) بدر الدجى: الحبيب الذي يشبه البدر في الليالي المظلمة. رعي الكواكب: مراقبتها (السهر من العذاب في الحب) .
2) عدل: مال، انحرف.
3) الألباب (جمع لب) : العقول. المعاد: الآخرة، يوم القيامة.
4) استعصمت به الكف: تحصنت به و حصنت صاحبها. الخطوب: المصائب، الأزمنة الصعبة. العضب السيف.
5) مغن: يدفع الحاجة (الفقر) عن الانسان. مغن: له صوت (يكسر العظام) . المنايا جمع منية. الموت.
6) الكنف: الجانب. رحب: واسع.
7) الهادي: العنق. العجز (بضم الجيم) : مؤخر الجسم. أبدع الكتب (الرسائل) هو ادي (مقدمات) و أعجازا (خواتم) .
8) الدر (بفتح الدال) : خروج اللبن من ضرع الناقة و سقوط المطر من السحاب. الديمة: الغيمة الممطرة.
9) الدر (بضم الدال) ، الجوهر، اللؤلؤ. السخاب (بالخاء) : قلادة (عقد) تتخذ من السك (بضم السين: طيب يعجن و يعمل منه حبوب تجفف ثم تنظم عقودا) و القرنفل (زهر طيب الرائحة) ؛ و السخاب هنا القلادة عامة. أوفى: أثقل، أكثر، أرجح. العرف: الرائحة الطيبة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|