أقرأ أيضاً
التاريخ: 22/12/2022
1543
التاريخ: 9-6-2021
2385
التاريخ: 11-2-2016
14318
التاريخ: 4-1-2023
1249
|
مصبا- عفا المنزل يعفو عفوا وعفوا وعفاء بالمدّ : درس ، وعفته الريح ، يستعمل لازما ومتعدّيا ، ومنه عفا اللّه عنك ، أي محا ذنوبك. وعفوت عن الحقّ : أسقطته كأنّك محوته عن الذي هو عليه. وعافاه اللّه : محا عنه الأسقام. والعافية اسم منه ، وهي مصدر جاءت على فاعلة ، ومثله : ناشئة الليل ، بمعنى نشوء الليل ، والخاتمة والعاقبة. وعفا الشيء : كثر. وفي التنزيل- حتّى عفوا ، أي كثروا. وعفوته : كثّرته يتعدّى ولا يتعدّى ، ويتعدّى أيضا بالهمزة فيقال : أعفيته. وعفوت الشعر أعفوه عفوا وعفيته أعفيه عفيا : تركته حتّى يكثر ويطول ، ومنه- احفوا الشوارب وأعفوا اللحى- يجوز استعماله ثلاثيا ورباعيّا. وعفوت الرجل : سألته. وعفا الشيء : فضل ، واستعفى من الخروج فأعفاه : طالب الترك فأجابه.
مقا- عفو : أصلان يدلّ أحدهما على ترك الشيء ، والآخر- على طلبه. ثمّ يرجع اليه فروع كثيرة لا تتف أو ت في المعنى. فالأول- العفو : عفو اللّه عن خلقه ، وذلك تركه إيّاهم فلا يعاقبهم فضلا منه. قال الخليل : وكلّ من استحقّ عقوبة فتركته فقد عفوت عنه. وهذا الذي قاله الخليل صحيح ، وقد يكون أن يعفو الإنسان عن الشيء بمعنى الترك ، ولا يكون ذلك عن استحقاق. ومن الباب العافية : دفاع اللّه تعالى عن العبد. تقول عافاه اللّه تعالى من مكروهة ، وهو يعافيه معافاة ، وأعفاه اللّه بمعنى عافاه. والاستعفاء : أن تطلب الى من يكلّفك أمرا أن يعفيك منه. فأمّا قولهم عفا : درس ، فهو من هذا ، وذلك أنّه شيء يترك فلا يتعهّد ولا ينزل فيخفى على مرور الأيّام. ومن هذا الباب قولهم- عليه العفاء ، فقال قوم هو التراب ، يقال ذلك في الشتيمة ، وإن كان العفاء الدروس فهو على المعنى الذي فسّرناه. والأصل الآخر الذي معناه الطلب : قول الخليل إنّ العفاة طلّاب المعروف ، اعتفيت فلانا ، إذا طلبت معروفة وفضله. فان كان المعروف هو العفو فالأصلان يرجعان الى معنى وهو الترك ، وذلك انّ العفو هو الذي يسمح به.
صحا- عفا : العفاء : التراب. وقال صفوان : إذا دخلت بيتي فأكلت رغيفا وشربت عليه ماء فعلى الدنيا العفاء. وقال أبو عبيد : الدروس والهلاك ، والعفاء بالكسر : ما كثر من ريش النعام ووبر البعير ، يقال ناقة ذات عفاء. والعفو : الأرض العفل لم توطأ وليست بها آثار. والعفو بالحركات الثلاث والعفا بالقصر : الجحش (ولد الحمار). وعفو المال : ما يفضل عن النفقة. وأعفني من الخروج أي دعني منه.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو صرف النظر عن شيء في مورد يقتضى النظر والتوجّه اليه.
ومن مصاديقه : صرف النظر عن الذنوب. وعن الخطيئة ، وعن العقاب ، و عن العمل ، وعن التكثير والضبط ، وعن التوجّه والاهتمام اليه ، وعن التعلّق به ، وهكذا.
وأمّا الاندراس ، والتكثّر ، والتطول ، والفضل ، والهلاك ، والطلب : فمن لوازم الأصل وآثاره ، كلّ منها في مورد وبحسب اقتضاء مقام وموضوع. فانّ صرف النظر عن العمارة : يوجب اندراسه. وعن الشعر والوبر : يوجب تطولها وتكثّرها. وعن الأمور المادّيّة : يوجب التوجّه الى العلم والمعنويّة ، وهكذا.
وأمّا التراب وفضل النفقة والأرض : فممّا يصرف النظر عنها.
وسبق أنّ الترك : رفع اليد والتخلية عن شيء.
والمحو : جعل الشيء زائلا.
والغفر : محو أثر الشيء ، ويذكر بعد العفو.
والإهمال : ترك الشيء سدى وعدم استعماله.
والسقوط : نزول دفعة وبلا اختيار.
فهذه المعاني لا تناسب تفسير العفو بها ، كما لا يخفى.
ومن أسماء اللّه عزّ وجلّ : العفو ، فانّ صرف النظر عن خطايا العبيد وغضّ البصر عن ذنوب الضعفاء : من أعزّ صفات الكرام ، ومن أحسن شيم الموالي.
{أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } [النساء : 149].
{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا } [النساء : 99].
{فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة : 187].
{وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [التغابن : 14].
{فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } [البقرة : 109].
والصفح : هو انصراف وعدول الى جانب الشيء ، وهذا المعنى إنّما هو فيما بين العفو والغفر ، فانّ العفو مطلق صرف النظر.
كما أنّ التوبة قبل العفو والغفر. ومثل التوبة الكظم للغيظ ، وقبول التوبة ، وتبديل السيّئة بالحسنة ، وكلّما يقتضى عفوا.
{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ } [آل عمران : 134].
{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ } [الشورى : 25].
{ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا } [الأعراف : 95].
فانّ العفو كسائر الأمور يحتاج الى وجود الاقتضاء ، وما دام لم يوجد الاقتضاء المناسب : لا يصحّ لحوق العفو.
{وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة : 219].
الإنفاق : إخراج شيء عن ملكه الى ملك شخص آخر. والعفو : صرف النظر عن شيء ، وهذا أقلّ مرتبة من الإنفاق ، فأقلّ مرتبة من الإنفاق الى شخص هو صرف النظر عن خطاء أو تقصير أو خلاف ، وحفظ النفس عن سوء النيّة وقصد السوء بالنسبة اليه ، وهذا المعنى انّما يتحقّق قبل الإنفاق وإيصال الخير- والعافين عن الناس.
والعفو هذا ميسّر لكلّ فرد فقيرا وغنيّا ، بخلاف الإنفاق ، فيكون العفو أعمّ ، لأنّه مطلق صرف النظر عن أي شيء مالا أو حقّا.
______________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- صحا - صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|