أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-26
![]()
التاريخ: 2024-07-09
![]()
التاريخ: 2024-01-29
![]()
التاريخ: 2024-05-09
![]() |
إن معبد الفرعون «تهرقا» المعروف عند الأثريين بمعبد T ويطلق عليه بالمصرية القديمة «بر-أمن-جم-آتن» (= بيت آمون صاحب جمأتون) يبلغ طوله 68٫5 مترًا وعرضه 38٫7 مترًا أو 130 ذراعًا × 74 ذراعًا، وقد أقيم من حجر رملي أصفر داكن وطوله هو نفس طول معبد «تهرقا» الذي أقام قواعده في «صنم» أبو دوم، وأطلق عليه اسم «آمون رع ثور أرض القوس»، والمعبدان بينهما وجه شبه كبير جدًّا من حيث التصميم، والفرق الرئيسي بينهما هو أن معبد «صنم» له بوابتان ومعبد «الكوة» له بوابة واحدة، كما أن سلالم المعبدين تختلف في موضعها، هذا إلى أنه في حين نشاهد محراب «تهرقا» في قاعة العمد في «صنم» قد أقيم بين أربعة عمد في الممر الشمالي وتسدها تمامًا، نجد أنها في معبد «الكوة» تبرز خلف العمد نحو الشرق ونحو الغرب، والظاهر أن معبد «صنم» قد بُني في زمن متأخر عن معبد «الكوة»؛ إذ إنه في الواقع صورة منه أدخل عليها تحسينات وتنسيقات.
وقد قرر «تهرقا» أن يقيم هذا المعبد في السنة السادسة من حكمه 684 ق.م وأرسل صناعًا مهرة مع مهندسي عمارة لهذا الغرض من «منف»، وكانت النتيجة أن أقيم معبد مصري خالص بنقوش حفرت بعناية بأسلوب نماذج مناظر الدولة القديمة دون أن يشوبها شائبة من شوائب جنون التقتيل والوحشة السودانية التي كانت قد نسبت إلى عمله في «نباتا».
ومما يطيب ذكره هنا أن ما لدينا من مناظر أثرية محفورة من عهد الأسرة الخامسة والعشرين قليل جدًّا، كما أن عدد ما نشر منها قلة أيضًا، ولذلك فإن سلسلة المناظر التي في هذا المعبد تعتبر ذات قيمة أثرية على الرغم مما أصابها من التهشيم والتدمير، وأهم هذه المناظر بلا نزاع تمثيل الملك في صورة بولهول يدوس بأقدامه اللوبيين، وهي كالتي عثر عليها في معبد الوادي للملك «سحو رع» وغيرها، وكذلك موكب خدام المعبد والمغنين الذين صوروا على الجدارين الجنوبي والغربي لقاعة العمد.
هذا؛ وقد بقيت لنا في هذا المعبد صورة كاملة أقل أهمية وأصغر حجمًا على عوارض مدخل الأبواب وفي نقوش محراب الملك «تهرقا».
ويلحظ أن بوابة المعبد مهشمة من كل جوانبها الأربعة ويوجد في واجهتها الغربية مكان أربع قنوات كان يوضع في كل جانب منها علمان، وكان النقش الذي على هذه الواجهة يتألف من خمسة صفوف من المناظر، غير أنه لم يبقَ منها إلا صف وبعض صف، فيشاهد على قائمة البوابة اليسرى الملك «تهرقا» يؤدي شعيرة قربان يقدمه الملك أمام الإله «آمون رع» صاحب «جمأتون»، والمناظر التي على الجهة اليمنى من البوابة تشبه السابقة التي على الواجهة اليسرى، فنشاهد في الصف الأسفل الملك «تهرقا» لابسًا تاج الوجه البحري ويؤدي شعيرة القربان إلى «آمون رع» صاحب «جمأتون» برأس كبش، وفي الصف الذي فوق ذلك يشاهد «تهرقا» يقدم صورة العدالة لوالده لأجل أن يمنح الحياة مثل رع أبديًّا، والإله هنا هو «آمون» صاحب «نباتا» لابسًا قرص الشمس والصِّلَّين وريشًا طويلًا، وفي الصف الثالث يشاهد «تهرقا» يقدم للإله «بتاح» المحنط القاطن جنوبي جداره ورب «عنخ تاوي» (منف) قربانًا وهو واقف على قاعدة.
وعندما يمر الإنسان من البوابة يدخل ردهة مكشوفة، وكان سقفها في الأصل حول حافتها مستندًا على ستة عمد على صورة جريد النخيل في الجهتين الشمالية والجنوبية، هذا بالإضافة إلى عمود في كل من النهايتين لترتكز عليهما الخارجة عبر بابي الردهة، وبذلك يكون في الردهة 16 عمودًا.
ويشاهد على كل من النصف الشمالي والجنوبي للجدار الغربي للردهة الأولى صورة هائلة للملك في هيئة بولهول يدوس الأعداء الأجانب بأرجله، ويلفت النظر في هذا المنظر وجه الشبه الكبير لما نجده من أمثاله منقوشًا في عهد الدولة القديمة في معابد الوادي للملوك «سحو رع» في «أبو صير» «وبيبي الثاني» في سقارة وفي هذا دليل كافٍ يوحي بأن الصناع الذين كانوا يعملون في معبد «الكوة» قد أحضروا من «منف»، والواقع أنه توجد تفاصيل لا تزال يمكن رؤيتها في صور الدولة القديمة، ولكنها لا تُرى في معبد «الكوة» هنا، غير أنه توجد غالبًا آثار تدل على أنها كانت موجودة وقريبة الشبه، فمن تلك ما نشاهده في الصورة التي على الجانب الشمالي للبوابة (Pl. IX A) وفي مناظرالملك «نوسر رع»، وأقل من ذلك تقاربًا في الشبه ما نشاهده في المنظر الذي على الجانب الجنوبي (Pl. IX b) في نقوش «سحو رع»، فالنقوش التي على الجانب الجنوبي تمثل الملك بوصفه بولهول، وهو ضخم يرتدي شعرًا مستعارًا وَصِلًّا ولحية وطوقًا، أما في «سحو رع» فنلحظ أن جسم بولهول مزيج من أسد وصقر، ولما كان رأس الشكل مفقودًا فإنه ليس لدينا ما يؤكد إذا كان بولهول هنا برأس صقر أو برأس إنسان، ويلحظ هنا كذلك أن الجسم هو لأسد فقط والرأس لآدمي.
ويدوس بولهول تحت أرجله ثلاثة أجانب، وهؤلاء قد وضحوا من حروبهم في الدولة القديمة بأنهم لوبي وآسيوي وبنتي «من بلاد بنت»، وقد ميز اللوبي بكيس عضو التذكير والمتن الذي يفسر المنظر هو «دوس كل الممالك الأجنبية»، وأمام الأسير اللوبي قيل عن بولهول الملكي: إنه أخذ أسرى كل قطعانهم وماشيتهم، وفوق هذه الكلمات ثلاثة ثيران، وهي آخر صف من سلسلة صفوف من الحيوانات التي استولى عليها مرتبة في صفوف، ويمكن مشاهدة نفس ذلك في منظر معبد الملك «سحو رع» غير أنه في هذه الحالة يظهر أكثر اتقانًا، ومن المحتمل أنه كان هناك متسع لصورة الإلهة «سشات» تدون عدد الأسرى كما هي الحال في مناظر الملك «سحو رع».
ويأتي بعد ذلك عمود من النقوش، قد «هشم» البلاد الأجنبية التي ثارت وجعلهم شبه الكلاب «أي إما أنهم كانوا يمشون مطيعين عند كعبي سيدهم أو أنهم كانوا يتسللون خوفًا»، ونجد نفس هذا المتن في صورة أتم على باب قاعة العمد (Pl. XI, a, b) وهاك ما بقي منه: «لقد ذبح التمحو، وصد الآسيويين وفتت الممالك الأجنبية التي ثارت، وجعلهم يمشون مشية الكلاب وسكان الرمال يأتون والإنسان لا يعرف مكانهم خائفين من وحشية الملك»، ومن ثم فإن هذه العبارة الأخيرة تذكرنا بأخرى جاءت في تعاليم «أمنمحات الأول»: «لقد جعلت الآسيويين يمشون مشية الكلاب» وهي بلا شك اقتباس استعمل هنا لبلاغته، ومهما يكن من أمر فإن العثور على كلمات من هذا القبيل في متون «الكوة» يؤكد لنا احتمال أن هذه التعاليم كانت شائعة الاستعمال في العهد الكوشي، وبعبارة أخرى كان العهد الكوشي عهد نهضة جديدة ترمي إلى الرجوع لإحياء القديم، وهذا نلحظه في وجوه كثيرة من وجوه الحياة المصرية في العهد الكوشي.
ونجد فضلًا عن ذلك في الجهة اليمنى من هذا المنظر صفين من المناظر (Pl. IX. B) ففي الصف الأعلى تقف إلهة الغرب وعلى رأسها علامتها الخاصة بها، ونجد ذلك في «سحو رع» مع بعض الاختلاف البسيط، ويصحب إلهة الغرب صورة إله في هيئة تمساح، ويقابل ذلك في نقوش «سحو رع» الإله «عاش» سيد «تحنو» برأس إنسان، ويشاهد في الصف الأسفل ثلاثة من اللوبيين واقفين «شابان وامرأة» يحملون الأسماء الآتية بالتوالي «وسا»، «وني»، «وخوت-أتس» ومما يلفت النظر هنا بصورة خاصة أن هذه الأسماء نفسها قد ظهرت في نقوش «سحو رع» «وبيبي الثاني» وكذلك يلحظ في منظر الدولة القديمة كما هي الحال هنا ( Pl. IX A) أن الذكرين قد رسما أصغر من الأنثى.
وهذا المنظر قد كرر ثانية على الواجهة الشرقية من الجناح الشمالي للبوابة، غير أنه مختلف بعض الشيء، وكذلك في معبد الملك «نوسر رع» كان ترتيب الأشخاص مماثلًا لذلك إلا في بعض التفاصيل.
ويشاهد الملك في مناظر النهاية الغربية للجدار الشمالي مغادرًا القصر يسبقه أربعة أعلام ويواجهه الكاهن «إيون مونف» (عمود أمه)، وعلى يمين هذا المنظر يشاهد الملك يطهره «حور» «وست» أو «حور» «وتحوت».
نصل بعد ذلك إلى الباب الشمالي للردهة، ويحيط به نقوش من الجانبين، فالنقوش التي على الجانب الأيمن (Pl. XII, A left) … «رب» الأرضين السيد الذي ينجز ابن رع «تهرقا»، لقد بنى معبد والده «آمون رع» (صاحب جمأتون) … لقد جعل الإله يأوي داخل بيته في مكانه الجميل الأبدي، لأجل أن يمنح «أي تهرقا» الحياة مثل «رع» سرمديًّا. وعلى الجاني الأيسر للباب نجد مثل هذا النقش مع اختلاف بسيط.
وعلى يمين الباب الشمالي يوجد جزء من منظر يشاهد فيه يد الملك في يد الإله (Pl. XII, A)، والنقوش التي على الأوجه الغربية للنصفين الشمالي والجنوبي من الجدار الشرقي للردهة الأولى (Pl. XI b, & XI A) موحدة تقريبًا وتمثل الملك يضرب أمام الإله جماعة من الأمراء الأجانب الذين أُخذوا أسرى.
والجدار الجنوبي للردهة فيه باب في الوسط، والنقوش والمناظر التي على جانبيه مهشمة، ولكننا نتحدث عن أعمال «تهرقا» في تأسيس المعبد في جمأتون، وعلى ذلك فإن «آمون رع» يعطيه مكافأة على عمله هذا بلاد الدلتا والوجه القبلي مثل «رع» أبديًّا.
وفي الجهة الغربية من الباب يشاهد الملك ماشيًا تسبقه صورة أنثى بذراعيها ممتدتين إلى الخلف وبيديها عصوان، ويواجه الملك إلهًا وإلهة، والظاهر أن هذا المنظر له علاقة بوضع أساس المعبد، ويشاهد خلف الملك صفان من الرموز الواقية التي تشاهد عادة في احتفال وضع أساس المعابد وأعياد «حب سد» (العيد الثلاثيني).
وفي الجهة الشمالية من الجانب الأيسر لمدخل البوابة توجد لوحة كبيرة من الجرانيت (Inse VII) للملك «تهرقا»، وتحتوي على قصة افتتاح «تهرقا» لمعبده في السنة العاشرة من حكمه، وقد عثر عليها مسندة على الجدار، وبجانبها من الشمال كانت توجد لوحة أخرى (Inser III) دون عليها هبات «تهرقا» لمعبد جمأتون من السنة الثانية من حكمه حتى السنة الثامنة، وكذلك يتحدث فيها عن تمكين المعبد، وكذلك وجدت لوحتان أخريان مسندتان على الجدار المقابل «الجدار الشرقي النصف الشمالي» فاللوحة التي كانت في الشمال (Insc. VIII) خاصة بالملك «أنلاماني» وهي من صناعة لا تكاد تقل عن صناعة لوحات «تهرقا» من حيث الجودة، ولكن كسر منها جزء كبير، وعلى يسارها لوحة أخرى من الجرانيت (Insc. V) يرجع تاريخها إلى السنة السادسة من حكم «تهرقا»، وقد دلت نقوشها على أنها صورة من لوحة «تانيس» ولوحتي «قفط» «والمطاعنة» الخاصتين بالفيضان العظيم الذي حدث في عهد «تهرقا»، وكذلك وجدت مسندة على النصف الجنوبي للجدار الشرقي للردهة لوحة فاخرة من الجرانيت (Insc. IV) عن نفس السنة السادسة من حكم «تهرقا»، وتقص علينا بناء المعبد، وهذا المتن قد ظهر كذلك أن له أهمية تاريخية؛ إذ أوضح لنا صلة «تهرقا» بأخيه «شبتاكا»، وقدم لنا اسم ملك لم يكن معروفًا من قبل وهو الزعيم «آلارا» الذي كان جدًّا للملك «تهرقا»، ويحتمل أنه كان أخًا للملك «كشتا» وزوجًا للعمة الثانية للملك «تهرقا».
وكان يرتكز على النصف الجنوبي من الجدار الغربي للردهة لوحة أخرى من الجرانيت (Insc. VI) دون عليها أعطية أخرى قدمها «تهرقا» في السنين الثامنة والتاسعة والعاشرة من حكمه، ولكنها وجدت ملقاة على الأرض، ولحسن الحظ لم يفقد من المتن إلا اليسير، هذا؛ وتدل قطع من الجرانيت (انظر 0476) وجدت في الركن الجنوبي الشرقي على أن سلسلة من النقوش الأثرية استمر وضعها هنا بوساطة الملك «أسبلتا».
وقد وجد زوج من الكباش مصنوع من الجرانيت على قاعدة عالية على جانبي مدخل قاعة العمد، ويوجد واحد منها الآن في متحف «أشموليان» وهو مهشم بعض الشيء، والآخر وهو سليم تقريبًا محفوظ في متحف «مروي» بالسودان.
ويلحظ أنه قد أقيم بين العمد في الردهة عدة حجرات من اللبنات، وكلها من عصر متأخر بطبيعة الحال.
وقد وجدت في أنحاء الردهة قطع عدة من جدران المعبد ملقاة على الأرض ومعظمها من مباني «تهرقا» الأصلية، ولكن وجدت قطع أخرى من العصر المروي وعليها طغراءات للملك أكنيداد Akinidad (Insc. 105 Vol, I Pl. 58) والملك أمانيشاختي Amanishakhte (Insc. 106 Vol, I Pl. 35) ومن القطع التي عليها نقوش من عهد «تهرقا» (0796) منظر يمثل خيالًا محفورًا حفرًا غائرًا (Pl. I) يقوده فردان واحد منهما يقود الجواد والآخر يحمل لفة حبال، ويلحظ أن الجواد يلبس قبعة تقيه حر الشمس، وفي هذا دليل آخر على عناية الكوشيين بالخيل والرفق بها، ويُشاهد الفرعون يؤدي شعيرة قربان يُقدمه الملك على الوجهين الغريبين لعارضتي باب مدخل قاعة العمد، ويلبس على الجانب الشمالي تاجًا يجمع بين تاج أتف والتاج الأحمر، وعلى الجانب الجنوبي يلبس التاج الأحمر فقط، وقد كتب بين ساقيه الكلمات التالية: «كل فرد يدخل المعبد يجب أن يكون مطهرًا.»
وعندما يدخل الزائر قاعة العمد يشاهد نقوشًا للملك أمان … سابراك على الوجه الجنوبي لعارضة الباب الشمالية، وأسفل من هذه نقشان للملك أمان-نتي-يريك، (Nos. X, XI) هذا بالإضافة إلى كبش آمون بنقوش غائرة.
وكذلك نجد على الوجه الشمالي للعارضة الجنوبية (Vol. I, Pl. 20) نقشًا للملك «أمان-نتي-يريك».
وفي الداخل على الجدار الغربي لقاعة العمد يشاهد أن باب الدخول قد حدد من الشمال والجنوب بشريط عليه سطران من النقوش جاء فيهما إطراء للآلهة آمون وتهرقا … الذي برأ الأرض وصنع الماء، والذي أوجد الفيضان وأنشأ المدن وفتح المقاطعات، والذي صنع … للآلهة، والذي صنع ما يرغبون فيه، والذي أنجز الأعمال لهم بدون «انقطاع» لأجل أن يمنح الحياة.
وقاعة العمد هذه كانت مسقوفة وتحتوي على ثمانية عمد تيجانها على هيئة جريد النخيل في الجهة الشمالية وثمانية عمد أخرى في الجهة الجنوبية (Pls. LI. LII)، وجدران هذه القاعة الشمالية والغربية والجنوبية قد مُثِّل عليها سير الاحتفال بسفينة الإله. وهذا الاحتفال قد قسم أربعة أقسام، ويبتدئ القسم الأول من الاحتفال عند الجدار الشمالي (Pl. XIV A) من نقطة تقع غربي جدار الملك «أسبلتا» وينتهي الجزء الرابع منه عند مدخل قاعة العمد في الجهة الجنوبية من الردهة الأولى، والصور في هذا الجزء تسير إلى اليسار، وعندما وجدت كانت سليمة تمامًا، وهذا الجدار يحتوي على المنظر الفريد الذي يمثل فرقة المعبد التي تحتوي على نفاخين في الأبواق وطبالين وضاربين على الأعواد ومغنين، وعندما كشف عنها أطلق عليها جدار الموسيقاريين.
ولما كان الجزء الرابع من الموكب؛ أي الذي على الجدار الذي مثل عليه الموسيقارون هو أكمل جزء في هذا الاحتفال فإنه من المستطاب أن نَصِفَه أولًا؛ ويبتدئ بمنظر على الجدار الجنوبي للردهة مُثِّل فيه الملك بصورة ضخمة (Pl XV b) مرتديًا قميصًا طويلًا وشريطًا يتدلى منه خيطان ينتهيان بهدابات، وينتعل حذاء ملكيًّا وجلد فهد ويحمل في يده عصا طويلة، ويتبع الملك كاهن يتقلد عقد منات وقميصه يصل إلى ركبتيه، وهذا الكاهن هو رئيس المرتلين ويحمل في يده لوحته، وعند هذه النقطة يعترض المنظر الباب الجنوبي للقاعة الذي يكنفه عمود على كلا الجانبين وسطر من الكتابة جاء فيه: «الإله الطيب، رب الأرضين، السيد الذي ينجز، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، «خو رع نفر تم» بن رع ليته يعيش أبديًّا»، ويأتي بعد ذلك على يمين الباب (Pl. XV c) أربعة كهنة يحملون مواقد مشعلة، ويلبس كل واحد منهم قميصًا قصيرًا، ويلحظ أن الأول يحمل موقدًا واحدًا قصيرًا، أما الثلاثة الباقون فيحمل كل واحد موقدين طويلين.
ينتقل الموكب الآن إلى الجدار الذي مثل عليه الموسيقارون (Pl. XIVb) ونجد مصورًا عليه كاهنًا آخر مماثلًا للسابقين، ثم يأتي بعد ذلك اثنان من النافخين في الأبواق (8، 9) ويحمل كل منهما بوقين، والأول منهما وضع أحد البوقين على فيه، والثاني يحمل بوقا في فيه إلى أعلى وآخر إلى أسفل، ويأتي بعد ذلك طبال يطبل على شكل البرميل، وهو يشبه الطبول التي نشاهدها حاليًّا في ريف مصر وبلاد النوبة، وكثيرًا ما تشاهد في الرقص الزنجي، ويوجد في متحف «مروي» طبل من هذا الصنف.
ويعقب ذلك مُغَنٍّ حافي القدمين يضع يده على أذنه كما هي الحال الآن عند قُرَّاء القرآن والمغنين في الأرياف، ويلبس جلبابًا طويلًا ويقبض على وسط الطبال الذي أمامه بيده، ويحتمل أن ذلك لأنه أعمى ونقش معه العبارة التالية: «مغني العود»، ويأتي بعده طبال آخر، ثم نشاهد بعد ذلك الضارب الأول على العود وفي يده عود ذو سبعة أوتار يضرب عليه بأصابع اليدين، يتبع ذلك مُغَنٍّ ثانٍ، فضارب على العود يضرب عليه بيده اليمنى فقط، وفي خلف الموكب يأتي ثلاثة من خدم المعبد يلبسون أحذية، وبذلك يميزون عن الموسيقاريين الحفاة الذين مثلوا أمامهم، وهؤلاء يحملون على ما يظن أبواقًا أو قرونًا للنفخ فيها.
والموكب الثالث حفظ لنا منه جزء يبتدئ على الجدار الجنوبي للردهة (Pl. XVa) ويشاهد في اللوحة بعد صورة ممحوة ستة أشخاص سائرين، أولهم يلبس زنارًا طويلًا له هدابات، والظاهر أن هؤلاء كانوا يحملون القارب المقدس، ويأتي خلف هؤلاء كاهن ذو رتبة عالية يلبس جلد الفهد، ثم يعقبه حامل مروحة أو علم يتبعه خمسة يحملون مؤخر القارب، ثم كاهن يلبس جلد فهد وآخر ينتهي به الموكب الثالث.
والموكب الأول يحتوي على موسيقارين يشبهون أولئك الذين شهدناهم في الموكب الرابع، هذا مع العلم أن معظم الصور هنا لم يبقَ منها إلا جزء بسيط من أسفل؛ أي إن الجزء الأعلى معظمه قد ضاع.
والموكب الثاني ويوجد في الركن الشمالي الشرقي للقاعة وهو يقابل الموكب الثالث، ولم يبقَ من صوره إلا أرجل المشتركين فيه. هذا؛ ويلحظ أن أجزاء من هذه المناظر قد وجدت بحجم أصغر مع اختلاف بسيط في معبد «صنم أبو دوم» الذي يعد صورة من المعبد الذي نتحدث عنه هنا.
|
|
ليس التفاح.. أطباء يكشفون فاكهة تبقيك بعيدا عن الاكتئاب
|
|
|
|
|
إيلون ماسك يعلن تعرض منصة "إكس" لهجوم سيبراني "ضخم"
|
|
|
|
|
مركز الثقافة الأسرية ينظم أمسية رمضانية ثقافية لعدد من العوائل المتعففة
|
|
|