المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

Syllabic n
2024-10-22
الاتزان الأيوني الخلوي Cellular Homeostasis
16-10-2017
آية التطهير برهان واضح على العصمة
26-09-2014
الاحتياجات المهمة للأطفال / الحاجة الى الاحترام والتقدير
26/12/2022
أملاح الدايازونيوم الاروماتية      Aromtic Diazonium Salt    
2024-08-17
Vowels FOOT
2024-05-14


الاحترام وراحة البال  
  
943   08:11 صباحاً   التاريخ: 2024-03-07
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 49 ـ 50
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-04 1955
التاريخ: 4-4-2022 2187
التاريخ: 2023-09-18 1242
التاريخ: 19-6-2021 2556

إن الشاب الذي يكون عضواً مؤثراً في جو الأسرة ويعتبر والداه شخصيته كشخصية الكبار ويحترمانه، سوف يليق به الاستقلال والحرية وسيكون هذا الشاب صاحب نفس هادئة وضمير مطمئن ولا يحس بحقارة أو نقص. إن هذا الشاب، لكي يحافظ على مقامه السامي ومنزلته لدى الآخرين ويثبت لياقته لإحراز الاستقلال والحرية، يسعى للابتعاد عن الخطايا والأعمال السيئة وأن لا يصيب شخصيته نقص يستوجب احتقار وإهانة الآخرين.

قال علي (عليه السلام): (من كرمت عليه نفسه لم يهنها بالمعصية) (1).

إن الشاب الذي تقمع شخصيته، ويهان ولا يحترم في العائلة ويحتقره والداه بكلمات نابية وتصرف خشن ويحتقرانه لأنه شخص غير جدير بالاستقلال والحرية، هذا الشاب يكون دائماً في حالة عصبية غاضبة، وهو نتيجة الحقارة التي يشعر بها يكون ضعيفاً معرضاً للإصابة، ومن الممكن أن يخضع بسرعة للذل ويقع بسهولة في أحضان الخطايا.

جهل الوالدين:

على أية حال، مع وصول مرحلة الشباب، تبدأ أيام بناء شخصية الشاب، والوالدان اللذان يدركان واجبهما تماماً ويعملان طبق أوامر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يحترمان أولادهما ويعتبرانهم وزراء ومشاورين لهما وبذلك يجعلان منهم أصدقاء حميمين ورفقاء وزملاء لهما.

وأما الوالدان الجاهلان فإنهما يقضيان على الحقوق الطبيعية والشرعية لأبنائهما الشبان، كما يدمران عزة النفس والشخصية لديهم بالإهانة والتحقير والأعمال غير الصحيحة، وبهذه التصرفات السيئة ينثران بذور العداوة والبغضاء في قلوبهم، ويجعلان منهم أعداء لهما.

قال الإمام علي (عليه السلام): (ولدك ريحانتك سبعاً وخادمك سبعاً ثم هو عدوك أو صديقك) (2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ غرر الحكم، ص 677.

2ـ شرح ابن أبي الحديد، ج 20، كلمة 937، ص 343. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.