المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

علي بن الحسين بن محمود
11-8-2016
اعادة تدوير الزجاج Bottle Recycling
2-1-2018
الانزيمات المحللة للنشا Amylases
8-5-2017
العطف
21-10-2014
أهمية نظم المعلومات الجغرافية
6-7-2022
أسوار النجف
27-10-2015


الاحتياجات المهمة للأطفال / الحاجة الى الاحترام والتقدير  
  
1765   02:56 صباحاً   التاريخ: 26/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة ومتطلبات الطفل
الجزء والصفحة : ص191ــ201
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ان الانسان موجود عزيز وذو مكانة سامية وفق الرؤية الاسلامية وذو كرامة ذاتية بقول القرآن الكريم، ومن هذا المنطلق نجد ان الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم يأمرنا باحترام ابنائنا. والمعلوم لدينا ان بعض الكبار يعتقدون بان صغار السن لا يستحقون الاحترام بسبب صغر سنهم في حين يرى الاسلام بان الطفل يستحق الاحترام والتقدير منذ صغر سنه .

ان الطفل بحاجة الى ان يحترم ويقدر ويعد هذا الامر من الاسباب الرئيسية للنمو وعاملاً مهماً لبناء الشخصية.

ان الطفل بحاجة الى التأكد بانه محبوب ومحل احترام وتقدير الآخرين واهتمامهم وانهم يقبلونه كما هو.

أهمية ذلك للطفل:

ان احترام الطفل وتقديره يحمل أهمية كبرى ويعتبر عاملاً مهماً وبناء. ويرى علماء النفس انه بمنزلة الغذاء الروحي للطفل، وان النقص في هذا الامر يصبح سبباً في النقص الحاصل في النمو .

ومن اجل الحصول على اهتمام واحترام الآخرين يقوم الطفل بتصرفات وسلوكيات خاصة، ومن الممكن احياناً ان يزل وينحرف. ولغرض صرف الانظار اليه من الممكن احياناً ان يلجأ الى العصبية والضوضاء، أو يتملق، أو يركض عندما يكلمه الآخرون، وأحياناً يتمارض ويرمي بنفسه من الاماكن المرتفعة والسلالم وهكذا.

ولهذه الحاجة حالة لا شعورية عند الافراد وهذه المسألة يصدقها الكثير من علماء النفس. ويقولون ان حب الذات أو مشاعر التعلق لدى الافراد تدفعهم الى التفكير والعمل على صرف الانظار اليهم ومطالبتهم بالاحترام. والبعض الآخر من العلماء يقولون بانه ناشئ من الشعور بالعزة بالنفس لدى الطفل وان هذا الامر ذو طاع فطري.

ونعلم انه في حالة عدم نجاح الطفل في صرف الانظار اليه والحصول على احترام الآخرين فانه يتخذ مواقف مختلفة، احدى مظاهرها هي حالة الكبت وكظم الغيظ، واحياناً البكاء لأتفه الاسباب، واحياناً يُعير لنفسه احتراماً فائقاً ويمنح نفسه بعداً ملكوتياً وعلوياً، ويمكن احيانا ان يكره نفسه ويحتقرها.

اساليب الاحترام:

كيف يمكن للوالدين والمربين احترام الاطفال؟ وما هو الاسلوب الطلوب في ذلك؟ انه سؤال له اجوبة متعددة. والواقع يكمن في ان مواقف الافراد تتفاوت ازاء الاطفال وتختلف ايضا باختلاف السنين. وما تلاحظونه أدناه عبارة عن اساليب مختلفة لهذا الاحترام :

١ـ التغذية من الثدي:

لو ارادت الأم ان تولي طفلها العناية والاهتمام ليس امامها طريق افضل من ارضاعه منذ نعومة اظفاره من حليبها وتتقرب منه بهذا الاسلوب.

ان ارضاع الطفل بحليب الأم يشعره بلذة رائعة لدرجة انها تروي كيانه بأسره. ولا تقتصر حاجة الطفل الى حليب الأم فحسب، بل انه بحاجة الى الامر التالي وهو ان تنظر له الأم اثناء الرضاعة أو تضمه وتضغطه في حجرها وتبتسم في وجهه.

٢- القبول والمحبة:

لابد من قبول الطفل والاعتزاز بمقدمه الى محيط الاسرة بكل صدق. ومن مظاهر القبول هو ان نمنحه محبتنا ونبين له تعلقنا به وحبنا له وصفاء نوايانا تجاهه. ان الطفل الذي يشعر بانه محبوب في محيط اسرته يتولد لديه شعور بالاقتناع وهذا الشعور مؤثر للغاية في نموه ونضوجه.

٣- تبجيله وتعظيمه :

يجب ان ننظر الى شخصية الطفل كنظرتنا الى الفرد الكبير ، وهذا هو اسمى مظاهر الاحترام له ، وعندما ننظر له بهذا المستوى من التعظيم لابد ان نسعى الى معاملته بلطف وحنان وصدق، وان نصغي الى كلماته وطلباته أيضاً. وعندما يشرع بسرد قصة ما ، يجب أن نصغي له ، وان قرأ شيئاً من الشعر، يجب ان نصغي له بآذاننا ومشاعرنا لكي يشعر في ظل هذه المعاملة بالغرور والزهو.

٤ - مراعاة حريته واستقلاله :

يرسم الطفل في احدى زوايا الغرفة عالماً خاصاً به ، وينشغل في البناء واللعب. لذا من الخطأ ان نتدخل في اعماله وحياته، وان نمنعه عن الاقدام على أمر ما لا يحتمل خطأه أو خطورته. ان عدم مراعاة حريته من الاستصغار وعدم اخذه بعين الاعتبار . وهو امر غير مستساغ من الناحية التربوية .

٥ - اداء السلام على الطفل :

لقد كان من اخلاق الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ان يسلم على الاطفال عندما يصادفهم في الطريق . وان تصور بعض الآباء والأمهات من ان الطفل سيشعر بالرضا عن نفسه ويصبح مدللاً لو سلمنا عليه ، ما هو إلا تصور باطل. بل ان القضية على العكس من ذلك تماماً؛ إذ انه سيشعر في ظل السلام بالغرور والزهو، ويفتح لنا ولنفسه باباً جديرا الاهتمام والملاحظة يمتاز بفائدة كبيرة في بعض الموارد.

٦- مصافحة الطفل:

وعن مظاهر الاحترام ان نمد يدنا نحو الطفل ونصافحه بين الجمع لكي لا يراوده الظن بأنه ليس من عداد البشرية ولا ينظرون له كانسان. ويقوم بعض الافراد بمصافحة الجميع عندما يدخل الى مجلس ما، وعندما يصل الى الطفل يتجاوزه ولا يصافحه ويصبح ذلك باعثاً على اعتقاد الطفل بانه حقير ووضيع.

٧- ملاعبة الطفل:

وهذا أيضاً مما أمرنا به الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: من كان له طفل عليه ان يسايره بملاعبته. ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكل شأنه وعظمته لم يلعب مع احفاده الحسن والحسين فحسب، بل لم يلعب مع الاطفال في الازقة والطرقات أيضاً، والطريف ان الاطفال كانوا يستحسنون ذلك منه ويلتفون حوله دائماً.

٨- الصفح عن خطأه:

لغرض المحافظة على احترام الاطفال من الضروري أيضاً الصفح عنهم عندما يرتكبون خطا معيناً بكل حُلم ونظرة عميقة، إذ لابد من الصفح عنهم بعد تحذيرهم وتذكيرهم بخطئهم.

ان اسلوب التجريح والتنكيل بالطفل بين الملأ عمل غير صحيح ومخالف لأسلوب الاحترام؛ بل لا ينبغي الاستهزاء به حتى لوكان لوحده .

وهناك موارد أخرى في هذا المجال كاستئمانه على الاسرار، وعدم كشف اسراره، والاعلان عن محبتنا اياه بشكل علني وواضح، وقد احجمنا عن ذكرها ومناقشتها هنا مراعاة للاختصار .

فوائد احترام الطفل:

ما هي الفوائد المتوخاة من احترام الطفل، بالرغم من كونه صغير السن ولا يفهم شيئاً؟ الجواب هو أننا نعتقد بوجود فوائد معينة وراء احترامنا للطفل أهمها ما يلي :

١- الطفل الذي يحظى بالاحترام والتقدير يشعر بالأمن، ويدرك انه ذو قيمة واعتبار لدى والده ووالدته. هذا التفكير والشعور يصبح سبباً لاستقامته في الأمور واندفاعه نحو الامام.

٢- في ظل الشعور بالاحترام والتقدير يتعلم الطفل وجوب احترامه للآخرين وتقديره لهم. ويعد ذلك درسا مناسبا لتحقيق النمو الاجتماعي في الطفل والانسجام الواعي مع المحيط.

٣- احترام الطفل هو أساس الشعور بالقيمة والاعتبار، ومثل هذا الاحساس سيكون السبب في عدم الميل الى الدناءة في حياته سواء الآن أم في المستقبل. والمعروف ان الكثير من الافراد يميلون الى الدناءة بسبب اعتقادهم بضعف شخصيتهم واضمحلالها.

٤- احترام الاطفال ينقذ المبتلين بمشاعر الحقارة والضعة من الانكسار النفسي ويصبح سبباً في ان يشعروا بأن لهم قيمة وكرامة، ويواصلون حياتهم بشكل اعتيادي . وبناءً على هذا الاساس فان احترام الطفل يعتبر عاملاً لمواصلة التربية الذاتية، وللآخرين عاملاً لتحسين التربية.

5- احترام الطفل يصبح سبباً لإيجاد الملاحظات وفتح باب الثقة فيما بين الطفل ووالديه ومحملاً يمكن ان نفتح في ظله باب الارتباط والمشاعر والاستحواذ على قلب الطفل بحيث لو نبهناه فانه يتقبل ذلك منا. وهذا الامر مؤثر في تكامل سلوكه.

٦- احترام الطفل سبب لبساطه وسهولة العيش وتوفر الثقة والنشاط والثبات فيها . ويساعد في انسجامه الفردي والاجتماعي ، ويقضي على الخلافات، ويجعل الطفل شاكراً لوالديه ومحترماً اياهم .

اضرار عدم الاحترام:

اظهرت الدراسات أيضاً ان عدم مراعاة احترام الاطفال وعدم الاهتمام بهم يتسبب في ايجاد اضرار كثيرة لا تتيسر الفرصة المناسبة لدراستها من جميع الجوانب في هذا المختصر ، ولغرض ان نشير مجرد اشارة الى هذا الموضوع نستعرض الوارد التالية :

١- السعي الغير مناسب لالفات الانظار :

ان الطفل الذي يتعرض لعدم الاهتمام والاحترام سيسعى جاهداً لتوجيه انظار والديه اليه بنحو أو آخر ، وبما انه لا يمتلك الخبرة والمهارة الكافية في هذا المجال يضطر للجوء الى اساليب المبتدئين. والتصرفات التي تصدر عنه كاللجاجة والصراخ والتحلق والدلال وسط الجماعة، بل وحتى ايجاد الفوضى والعبث في بعض الاحيان انما هي لغرض الوصول لهذا الهدف.

٢- عدم احترام الوالدين:

ان الطفل الذي يعامل بعدم الاحترام والتقدير يقع احياناً في ورطة من أمره يشعر معها بفقدان احترامه وثقته بوالديه؛ بل ويشعر بالغربة تجاههم ايضاً، وهذا الامر يعد بحد ذاته خطوة غير مطلوبة تنقل على طريق انفصال الابن عن والديه.

٣- العبث والفوضى:

احياناً يلجاً هؤلاء الاطفال ولغرض تفريغ عقدهم والانتقام من والديهم أو أي شخص آخر يتسبب في ايجاد هذه الحالة، يلجأون الى العبث والتخريب والفوضى ، ويتسببون في افساد محيط البيت والمدرسة. لأنه وحسب قول الامام علي عليه السلام : «من هانت عليه نفسه لا يستأمن من شره».

٤- الشذوذ والانحراف :

ان احد أسباب الشذوذ والاقدام على سحق القيم والفساد هو حرمان الافراد من النصيب الكافي من الاحترام والتقدير، وكذلك المحبة والمودة اللازمين . إذ تعترضهم الشهوة على قارعة الطريق وتدعوهم الى نفسها باللسان المعسول والتملق وتسعى لصرف انظارهم اليها، وتسوقهم نحو الفساد والتلوث. ان اغلب المجرمين والمنحرفين يخرجون من بين هذه العوائل.

٥- هبوط المستوى العلمي :

من الممكن احيانا ان يستحوذ التفكير بمسألة عدم الاحترام والتقدير على ذهن الطفل لدرجة يعرض معها عن الدراسة والبحث والمدرسة أو ان يفقد استعداده الذهني لتعلم الدروس. انه حاضر فعلاً في الصف وبين يدي المعلم إلا انه من الناحية العملية يعيش في عالم آخر ومشغول بتخيلاته.

٦- المشاكل النفسية:

ان عدم احترام الاطفال الاذكياء والذين يمتازون في الوقت ذاته بانهم حساسون ولا يطيقون الاذى، من الممكن ان يتسبب في ايجاد مشاكل نفسية، لدرجة يفقدون معها توازنهم ويتعرضون الى الخلل النفسي والسلوكي، كاللجوء الى الانزواء، والتهرب عن الحضور بين الجمع. ونعلم ان هذا الامر ناجم عن الاحساس بعدم توفر الامن أو فقدانه.

٧- عدم احترام الآخرين:

وأخيراً فالطفل الذي لا يتلمس الاحترام ، ليس بوسعه أيضاً ان يبدي احترامه تجاه الآخرين، وحتى لو كان ذلك بوسعه فانه يحجم عن ذلك. لان الحياة عندهم عبارة عن خذ وهات. انهم مستعدون لتقديم شيء للآخرين اكثر أو على الاقل مساوٍ لما اخذوه من الآخرين.

٨- التخلي عن الانسانية:

وذلك نادر طبعاً إلا انه لوحظ احياناً ان عدم الاحترام والتقدير أصبح سبباً لان يسقط بعض الافراد انفسهم تماماً عن الانسانية، ويواجهون مرحلة عصيبة يتخذون فيه كل شيء حتى الانسانية والاخلاق هزواً ولعباً. وتجدر الاشارة الى ان اغلب المجرمين المحترفين هم من هذا النوع من الافراد.

وهناك موارد أخرى أيضاً تعبر عن مثل هذه الحالات كالاضطرابات ، وحالات عدم الثقة، والتشاؤم ، والرغبة في الانزواء ، والتي غالباً ما تنسب لهؤلاء الافراد.

كيفية الاحترام :

كيفية الاحترام تجاه الطفل يجب ان تكون بالشكل الذي يراها في حدود فهمه وادراكه ويكون بإمكانه استيعابها أو ان يتلمس احترام والديه واهتمامهم به بشكل واضح . وعلينا ان نجتنب اظهار احترامنا المتصنع تجاهه لان الطفل لو اكتشف ذلك فان الألفة والمحبة والاحترام فيما بيننا ستتعرض الى صعوبات جمة.

كما يجب ان يتناسب الاحترام مع استيعابه الروحي ، بحيث يصبح بإمكانه تحمل ذلك وأن ينعم به بشكل لائق . ويعود السبب في الاشارة الى هذا الامر الى ان الافراط في الاحترام أحياناً يخلط الامر على الطفل وينجر الى الغرور والانانية والاعتداد بالنفس.

وينبغي ان يتم الاحترام والاهتمام بالطفل بدون قيد أو شرط وعلى أساس اداء الواجب تجاهه فقط . ومن الطبيعي ان يتنعم بعض الاطفال باحترام اكبر بسبب استحقاقهم لذلك . وكذلك يجب ان نطالب الطفل أن يستفيد من الاحترام لإظهار قابليته ومسؤوليته المتعاظمة، ويسعى الى مضاعفة جاذبيته ومحبوبيته.

وتجدر الاشارة أيضاً إلى ان الطفل وبناء على قضية الاحترام المتبادل يجب ان يندفع نحو الامام، وان يأخذ بنظر الاعتبار مسألة (الهات وخذ) ويقرها ، وقبل ان يطالب الآخرين بالاحترام عليه ان يبادر باحترامهم.

الامتناع عن الافراط في الاحترام:

قلنا ان مقدار الاحترام ينبغي ان يكون بمقدار الاستيعاب الروحي للطفل بحيث لا يدع مجالاً لظهور الكبر والغرور لديه ، ولا يدعو الى اختلاط الامور عليه ، ولا يفسح المجال امام ظهور الاخلاق الغير مقبولة ، والسلوك الذي ينم على التكبر لديه ، ولا يصوغ لنفسه أيضاً شخصية وهمية .

ان الاحترام الزائد لا يرفع من شخصية الطفل شيئاً، بل انه يخرجه عن حد الاعتدال والوسط ، ويفقده الاتزان في حركاته وفعالياته ، كما يتسبب هذا النمط من الاحترام الى سقوط شخصيتك كفرد مرب ، والقضاء على استقلالك التربوي.

الطفل الذي يحظى بالمزيد من الاحترام يتقلب فيما بعد الى موجود متفرعن ومتكبر، ويبتلي ببعض الحالات من قبيل الاعتراض، اليأس، والانكار. كما ان درجة الانانية والاعتداد بالنفس لدى الطفل تصل الى درجة يريد معها احيانا ان يضحي بالآخرين في سبيله ولا يتألم لتعرض الآخرين الى الألم والمعاناة.

وقد أظهرت الدراسات الأخرى؛ ان الطفل الذي يحظى بدرجة عالية من الاحترام والتقدير يمل هذه الحالة تدريجياً، ويعاني منها ويسعى للتخلص من هذه المحبة المفرطة والاهتمام الزائد بأي شكل من الاشكال ، وان يحيا حياة اكثر انفتاحاً وحرية.

حمله على عدم التوقع :

ان مسألة معاملة الطفل باحترام وتقدير امر واجب ولا يحتاج الى المداولة والبحث إلا ان ذلك لا يعني ان يطالب الطفل بتوقعاته من الاحترام والتقدير. وعليه ان يتصرف بالشكل الذي يستحق معه الاحترام، ومن المؤكد ان الوالدين سينبهونه الى الالتزام الضوابط التي يجب مراعاتها في هذا المجال.

وعلى الطفل ان يصل الى هذه الحقيقة تدريجياً وهي ان الوالدين ليس بوسعهم الاهتمام به دائماً وفي جميع الظروف. ولابد له من الوقوف على قدميه يوماً ما ويستغني عن هذا الأمر تماماً، ويجب ان يتزايد احترامه لوالديه دائم، وكلما يكبر الطفل يجب ان يعترف بجميل والديه عليه وينمي محبتهم في قلبه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.