المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

Carboxylation of organometallic reagents with carbon dioxide
9-10-2020
ديوان الرقابة المالية
11-4-2016
آثار اختصام الغير على الخصم الآخر
8-5-2022
خصائص المدينة في الشرق الأوسط- الأحياء التجارية المختلفة
19-2-2022
بالمر ، جوهان جاكوب
14-8-2016
الاستعدادات الأمنية للمواكب
7-1-2019


أبو ذر الغفاري / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي  
  
2188   08:37 صباحاً   التاريخ: 4-4-2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص254 ـ 256
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

جندب بن جنادة، وهو مشهور بكنيتهِ، صوت الحق المدوي، وصيحة الفضيلة والعدالة المتعالية، أحد أجلاء الصحابةِ، والسابقين إلى الإيمان، والثابتين على الصراط المستقيم. كان موحداً قبل الاسلام، وترفع عن عبادة الأصنام، جاءَ إلى مكة قادماً من الباديةِ، واعتنق دين الحق بكل وجوده، وسمع القرآنَ.

عُد رابع من أسلم أو خامسهم، واشتهر بإعلانه إسلامه، واعتقاده بالدين الجديد، وتقصيه الحق منذ يومه الأول.

وكان فريداً فذاً في صدقه وصراحة لهجتهِ، حتى قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كلمته الخالدة فيه تكريماً لهذه الصفة المحمودة العالية: (ما أظلت الخضراء، وما أقلت الغبراء أصدق لهجةٍ من أبي ذر).

وكان من الثلة المعدودة التي رعت حرمة الحق في خضم التغيرات التي طرأت بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، وتفانى في الدفاعِ عن موقعِ الولاية العلوية الرفيعةِ، وجعل نفسه مجنّاً للذبّ عنه، وكان أحد الثلاثةِ الذين لم يفارقوا علياً (عليه السلام)، قط.

ولنا أن نعد من فضائله ومناقبه صلاته على الجثمان الطاهر لسيدة نساء العالمين فاطمة (عليها السلام)، فقد كان في عدادِ من صلى عليها في تلك الليلة المشوبة بالألمِ والغم والمحنةِ.

وصرخاته بوجه الظلم ملأت الآفاق، واشتهرت في التاريخ فهو لم يصبر على إسرافِ الخليفة الثالثِ وتبذيره وعطاياه الشاذة، وانتفض ثائراً صارخاً ضِدها، ولم يتحمل التحريف الذي افتعلوه لدعم تلك المكرمات المصطنعة، وقدح في الخليفة وتوجيه كعب الأحبار لأعماله وممارساته، فقام الخليفة بنفي صوت العدالة هذا إلى الشام التي كانت حديثة عهدٍ بالإسلام، غير ملمة بثقافتهِ.

ولم يُطقه معاوية أيضاً: إذ كان يعيش في الشام كالملوك، ويفعل ما يفعله القياصرة، ضارباً بأحكام الإسلام عرض الجدار، فأقضت صيحات أبي ذر مضجعهُ. فكتب إلى عثمان يخبره باضطراب الشام عليه إذا بقي فيها أبو ذر، فامر برده إلى المدينة، وأرجعوه إليها على أسوأ حالٍ.

وقدم أبو ذر المدينة، لكن لا سياسةُ عثمان تغيرت، ولا موقف أبي ذر منهُ، فالإحتجاج كان قائماً، والصيحات مستمرة، وقول الحق متواصلاً، وكشف المساوئ لم يتوقف. ولما لم يجدِ الترغيب والترهيب معه، غيرت الحكومة أسلوبها منه، وما هو إلا الإبعاد، لكنه هذه المرة إلى الربذةِ، وهي صحراء قاحلة حارقة، وأصدر عثمان تعاليمه بمنع مشايعتهِ. ولم يتحمل أمير المؤمنين (عليه السلام) هذه التعاليم الجائِرة، فخرج مع أبنائه وعددٍ من الصحابةِ لتوديعهِ.

وله كلام عظيم خاطبه به وبين فيه ظلامتهُ، وتكلم من كان معه أيضاً ليعلم الناس أن الذي أبعد هذا الصحابي الجليل إلى الربذة هو قول الحق ومقارعة الظلم لا غيرها.

وكان إبعاد أبي ذر أحد ممهدات الثورةِ على عثمان، وذهب هذا الرجل العظيم إلى الربذةِ رضي الضميرِ، لأنه لم يتنصل عن مسؤوليته في قول الحق، لكن قلبه كان مليئاً بالألمِ؛ إذ ترك وحده، وفصل عن مرقد حبيبه رسول الله (صلى الله عليه وآله).

يقول عبد الله بن حواش الكعبي: رأيت أبا ذر في الربذة وهو جالس وحده في ظِل سقيفةٍ. فقلتُ: يا أبا ذر، وحدك!

فقال: كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعاري، وقول الحق سيرتي، وهذا ما ترك لي رفيقاً.

توفي أبو ذر سنة 32هـ، وتحقق ما كان يراه النبي (صلى الله عليه وآله)، في مرآةِ الزمانِ، وما كان يقوله فيهِ، وكان قد قال (صلى الله عليه وآله): (يرحم الله أبا ذر، يعيش وحده، ويموت وحده، ويحشر يوم القيامة وحده).

ووصل جماعةٌ من المؤمنين فيهم مالك الأشتر بعد وفاةِ ذلك الصحابي الكبير القائِلِ الحق في زمانهِ، ووسدوا جسده النحيف الثرى باحترام وتبجيلٍ. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.