المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

The Carbon-14 cycle
2-9-2020
Describing a Reaction: Energy Diagrams and Transition States
15-5-2017
فقه الوجوه
2023-09-03
المهارات الرياضية للطفل
22-1-2018
عدم جواز الصوم للمريض الذي يضرّه الصوم.
20-1-2016
وصف القصة في السيناريو
2023-04-09


سلوك الشباب  
  
1936   08:47 صباحاً   التاريخ: 2023-02-04
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص95ــ102
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

تعد مسألة السلوك لدى المراهقين والشباب من المسائل الباعثة على التأمل. فهي ذات خصوصيات تشكل في مجموعة حالة عدم النضج وعدم الاتزان. الاندفاع والحدة المصحوبة بعواطف واحاسيس رومانسية. وهي قياساً ومقارنة بسلوكيات الشيوخ تبدو عجيبه اذ ان سلوكياتهم ستكون مضادة تماماً لسلوكيات المراهقين والشباب.

فالشباب والمراهقين لا يستوون على اسلوب في السلوك ثابت ودائم. وهذا فانه من الصعب علينا التنبؤ به مسبقا، فمواجهته للآخرين غير ملائمة وربما مؤلمة.

وتهدف كل تلك السلوكيات لتحصيل المواقع المعبرة والاماني واشباع الرغبات والانسجام وارضاء الجماعة وكسب الموقع الاجتماعي. وبطريقة ما هي تقليد الكبار الذين نجوا في تحقيق كل ذلك. وطبعاً ان هذه الحالة سريعاً ما تزول عند ما يصلون الى مرحلة النضج والى السلوك المبنى على التعقل.

ـ السلوك التقليدي:

ففي الشباب نجد رغبات متناقضة في نفس الاطر: التقليد ورفض التقليد.

الشباب يقلدون تقليداً اعمى لغرض بناء شخصياتهم وكسب محبة المجتمع، والارتقاء والشهرة لأننا نعلم ان هذه النزعة تكون قوية عندهم. انهم يرغبون بالنمو والتقدم والتكامل، لكنهم يفتقرون الى امكانية هذا الرشد فيكون التقليد هو الحل الوسط على هذا السبيل.

التقليد لدى المراهقين اكثر بروزاً منه لدى الشباب لهذا فانه سيشكل خطرا تربوياً عليهم لافتقارهم الى القدرة العقلية اللازمة لتشخيص الجوانب الحسنة من السيئة في هذا الاطار، ويكون التقليد اكثر لدى الفتيات منه لدى الفتيان وخصوصاً في السنين ١٦- ١٧ اذ يصل الى اشده ويتم السعي لتقليد سلوك الآخرين في مجال طرق الحديث ونوع التصرفات واساليب حياتهم الاخرى.

وقد يقود التقليد الى تعلم المراهقين الكثير من المسائل وأن يكسبوا معارف مهمة الا انهم ايضاً بسببه قد يرتكبون الكثير من الجنايات والاخطاء ويتخلون عن التمسك بالضوابط الاجتماعية والأخلاقية والآداب والعادات المتوارثة.

وعند بلوغ هؤلاء مرحلة الشباب فان التقليد لديهم ينقلب الى رفض التقليد تدريجيا، بحيث تصبح لديهم افعال كبار السن منفرة. وان الشاب يحاول عدم التقليد حتى في القضايا التي لابد من التقليد فيها. ويعمل على اعادة النظر في قيمه وسلوكياته وعاداته.

والمهم تربوياً ان يصار الى التخفيف من حالة رفض التقليد التي تعقبها، عن طريق العمل لأن لا يكون التقليد تقليداً اعمى وأن لا يقبلوا القضايا بلا محاكمة، ثم يجب أن لا يرفضوا ما يرفضوا بهذه الطريقة المتطرفة. 

ـ الولع بأدوار البطولة:

في عمر الشباب تتكرس الرغبة في ادوار البطولة والولع بها وملاحقة الابطال وتقليدهم لعلهم من خلال ذلك ينالون التفوق. انهم يقرؤون قصص حياة الابطال ويتساءلون عن سر نجاحهم. ويقلدونهم في طرق اللباس وتسريحات الشعر الى درجة مضحكة تصل الى شراء نفس انواع فرش الاسنان ونوع الصابون. وفي كل شيء يحاكون اذواق الابطال ويطبقون كل تصرفاتهم.

احيانا يقلدون ابطال الرياضة ويجاهدون للحصول على بطولات مشابهة، رغم انها تحتاج الى قدرات لا يملكونها. وربما رأيناهم يعتلون الدرجات البخارية تقليداً لأبطال هذ المضمار وفي بعض الظروف يقلدون اشخاصاً خارجين على الاعراف الاجتماعية ويقدمون على سلوكيات غير سليمة.

وقد يرون مقلدين لأبطال السينما ونجوم التلفزيون ويعملون على اجراء الصور الخيالية التي يعرفونها عنهم في الحياة العملية لمجرد الفخار والتباهي، فيلبسون لباسهم وينطقون مثلهم، ويسايرونهم في الابتسامة والضحكة وهذا ديدنهم. جاعلين منهم مثالاً للاقتداء. واذا استطعنا أن نجد من هؤلاء قدوة صالحة وتدفعهم للإقتداء بها فإننا سننجح في مهمة تربيتهم.

ـ السلوك الجماعي:

مع سن البلوغ تتقدم العلاقات مع الاصدقاء الى الدرجة التي يغفل معها بعض المراهقين، العلاقة مع الاسرة فالصداقة في هذه السن حميمة ومتينة وينتظرونها أن تلعب دوراً مهماً في نمو وتربية المراهقين إلا انها قد تكون مصدراً خطراً عليهم أيضا فالأفق الاجتماعي يتسع امامهم فيسعون الى الانتماء الى عضوية بعض الفرق والجماعات، ومرافقتها والمشاركة في فعالياتها. وبالتالي القبول بمعاير هذه الجماعات، والالتزام بها في اختيار نوعية اللباس وتسريحة الشعر وحتى شكل الاحذية، فكأن المراهق قد تنازل عن الاختيار لصالح هذه الجماعة.

وفي اطار الجماعات التي يلتحق بها هؤلاء تظهر حالات التطرف والحركات التدميرية. انهم متحدين وفي ظل هذا الاتحاد تبرز نزاعات التخريب وعنه ايضاً تظهر العربدة والهياج العاطفي.

ـ كسب المحبة:

الشباب في صدد كسب محبة الآخرين واجتذاب اهتمامهم. لذا فإن اي اعاقة يسببها البعض تؤدي الى اشعال نيران غضبهم. وقد تكون العلة الاساسية لهجمات المراهقين العصبية ناشئة عن عجزهم عن اثبات شخصياتهم او فقدان محبة الآخرين. فيلاحظ عليهم اصرار شديد على الحصول على قبول الآخرين ولأجل الوصول الى هذا الهدف لا يتورعون عن الاقدام على اي عمل بدءاً من التأنق او السلوك العدواني.

وقد يلجؤون الى الغش في الامتحانات للحصول على درجات عالية. او عن طريق الرشوة والتهديد وحتى اللجوء الى القوة او الاعمال غير القانونية وغير المقبولة وهو الامر الذي تنشأ عنه الكثير من المفاسد والانحرافات، واذا تم اشباع هذه الرغبة في المحبة فانه قد يتحول الى فرد متواضع ذي حياء وخجول.

ـ حب الظهور :

ولنفس الظروف الآنفة الذكر يلجأ الشاب الى حب الظهور، فسن البلوغ هو سن حب الظهور. فيسعى الشاب أن يبرز محاسنه وبالصورة التي تؤدي الى اطراء الجميع.

قد يستخدم الزينة ويلحق ذلك بمظاهر تبدو في عين الكبار من الميوعة، ومنفرة. لكنه يستمر في البحث عن سبل جديدة واساليب جديدة من اجل النجاح في هذا الفرض.

شدة تعلق المراهق ازاء وجوده تؤدي به الى حالة من الجنون في حب الظهور، وطبعاً أنه يبرز ذلك بحج وادلة منطقية بحسب الظاهر، ويتوسل لإثباتها بقياسات قبيحة، ويظل اسيراً لخيالاته الاسطورية. فتغلبه التصورات الواهية الى الدرجة التي تبعده عن واقعيات الحياة وتقحمه الى الاحتماء بالأوهام.

واحيانا يصاب بالوله بحب الظهور، الى حد يبعده عن منطق وعقل كبار السن، فينظر الى الحياة من خلال نظاراته السوداء. وربما ارتكب جرائم وجنايات، واعمال وحشية مخيفة ومع انه في اعماقه يشعر بالحقارة فانه سوف لن يتخلى عن حب الظهور.

واذا ما اطلع على اكتشاف الآخرين لرغبته لإبراز نفسه، فانه يشعر بحزن كبير. فهذه النزعة التي تقوم على الاستهلال وعرض النفس وحب الظهور هي من طبيعة حياة المراهق والشاب، ولكن بشرط عدم السماح بتحولها الى الافراط. فجميل أن نعيبه لكن ليس الى حد عرضه على واجهة المحلات بشعور يكرس احساسه بالفرادة والعبقرية. فهذه النزعة يجب أن تخضع للمراقبة وتشبع بدون افراط او تفريط.

ـ المغامرة:

بسبب التغيرات النفسية فالشاب في بعض المواقع قد يقدم على المغامرة، وهو طبعاً من خصوصيات هذه السن، فالشباب دائمي البحث عن سبل للتخلص من حالة الهيجان والتوصل الى طرق تقود الى الاستقرار. ولهذا فانهم يبادرون الى المغامرة وتبرير ذلك. فروحهم المفعمة بالعنفوان تمنحهم الاستعداد للمغامرة، وطبعاً احيانا تتزامن مع امتحانات جديدة وتجارب واسرار يرغبون بالتوصل اليها.

وفي هذا الصدد قد تبرز من هؤلاء اعمال مخربة، فقد نراهم في حال كمن يريد التنفيس عن عقده او نراهم يرتكبون اعمالا ظالمة ومضرة لربما اسفرت عن مصائب غير قابلة للعلاج، او تشعل نيران لا سبيل لإطفائها واحقاد لا تزول.

قيادة السيارة بصورة جنونية او الدراجات البخارية واطلاق اصوات عالية ومزعجة من الوسائط او من قادتها وكل ذلك حاكي عن تلك الحالة من الطفولة وعدم النضج عند هؤلاء.

ـ العدوانية:

ومن خصوصيات هذه السن، العدوانية والاستعداد للهجوم. وتبدأ بحالة من التمرد، وعناد الكبار ومخالفتهم في طراز التفكير والذوق ثم تؤدي الى المروق والعدوانية، وتلاحظ عادة في حدود سن ١٤ وتستمر الى سن ٢٠، وتكون العدوانية في هذه المرحلة قوية وتشعرهم باللذة. ارواحهم المفعمة بالعنفوان للعدوانية وتساعد على ذلك لما فيهم من وساوس واوهام.

فكم من الجرائم والجنايات نشأت عن هذه الحالة، وكم من الاستعدادات للنضال والدفاع كذلك وتظهر العلاقات غير السليمة مع الاقارب والاصدقاء فالشاب يدق كعبه على الارض ويشرع بمخالفة الامور المتعارف عليها فيصرف طاقته ويطلق لسانه على الناس.

وبخصوص سبب ظهور هذه الحالات نطالع اراء متعددة. فبعض علماء النفس يرون انها وليدة عن التغيرات الجسمية والفيزيولوجية، ويرى آخرون انها تنجم عن الحرية الزائدة والمضرة، والتي تنتهي الى سوء الادب، لكن بعضاً آخر يرون انها تنجم عن الاستصغار والتجاهل مما يفضي الى تكريس حالة العداء والحقد والرغبة بالانتقام ويقال أن المراهق حين يظن في عالم خياله بأنه مظلوم، فانه يشعر بعدم التكامل فيشعر بالحزن العميق ويسعى الى التعويض عن طريق استخدام القوة وتنمية الصفات غير السليمة واللا انسانية.

ـ الهرب:

في هذه السنين تلاحظ قضية هروب المراهقين واحيانا اقدامهم على السرقات مما يشير الى وجود خلل في البناء النفسي، ناتج عن الاحباط في المحيط. فهؤلاء يواجهون تناقضات في الافكار والمعتقدات في محيط الاسرة مما يدفعهم الى الهروب منها.

أن سرعة تصديقهم وسرعة اتخاذ القرارات غير المحسوبة بدقة تقودهم الى القيام بهذا العمل حتى بدون ملابس او نقود او اية لوازم مساعدة. وربما يشعرون بالندم منذ الساعات الاولى لاتخاذ قرار الهرب. وطبعاً ان صفح الوالدين والمربين يعيدهم الى حالة الصواب او على الاقل ينبههم الى خطورة القضية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.