أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2017
2627
التاريخ: 23-12-2015
1638
التاريخ: 2023-10-27
867
التاريخ: 24-12-2016
1660
|
قال أبو ذر (رض):
دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو في المجلس جالس وحده، فاغتنمت خلوته!
فقال: يا أبا ذر، إنّ للمسجد تحيَّة!
قلت: وما تحيّته يا رسول الله؟
قال: ركعتان.
فركعتهما، ثم التفتّ اليه، فقلت:
يا رسول الله، أي الاعمال أحبّ الى الله جلَّ ثناؤه؟
فقال (صلى الله عليه وآله): الإيمان بالله، ثم الجهاد في سبيله.
قلت: يا رسول الله، أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟
قال: خير موضوع، فمن شاء أقلّ، ومن شاء أكثر!
قلت: يا رسول الله، أي المؤمنين أكمل إيماناً؟
قال: أحسنهم خُلقاً.
قلت: فأيّ المؤمنين أفضل؟
قال: من سَلِمَ المسلمون من يده ولسانه!
قلت: فأيّ الهجرة أفضل؟
قال: من هجر الشر!
قلت: فأيّ الليل أفضل (1)؟
قال: جوف الليل الغابر!
قلت: فأي الصلاة أفضل؟
قال: طول القنوت!
قلت: فأي الصدقة أفضل؟
قال: جَهد (2) من مُقلّ الى فقير في سر.
قلت: فما الصوم؟
قال: فرض مجزئ، وعند الله أضعاف ذلك.
قلت: فأيّ الرقاب أفضل؟ (3).
قال: أغلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها.
قلت: فأي الجهاد أفضل؟
قال: من عقر جواده، وأهريك دمه!
قلت: فأيّ آية انزلها الله عليك أعظم؟
قال: أية الكرسي! ثم قال: يا أبا ذر، ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة! وفضل العرش على الكرسي، كفضل الفلاة على تلك الحلقة.
قلت: يا رسول الله، كم النبيّون؟
قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي!
قلت: كم المرسلون منهم؟
قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر! جمَّاً غفيرا (4).
قلت: من كان أول الأنبياء؟
قال: آدم.
قلت: وكان من الانبياء مرسلا؟
قال: نعم! خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه.
ثم قال: يا أبا ذر! وأربعة من الأنبياء سريانيّون: آدم، وشيث، وأخنوخ (وهو إدريس) وهو أول من خط بالقلم، ونوح. وأربعة من الأنبياء من العرب: هود، وصالح، وشعيب، ونبيّك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). وأول نبي من بني اسرائيل: موسى، وآخرهم: عيسى بينهما ستمائة نبي.
قلت: يا رسول الله، كم أنزل الله من كتاب؟
قال: مائة كتاب، وأربعة كتب: أنزل الله على شيث خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى ابراهيم عشرين صحيفة، وانزل التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان.
قال، قلت: يا رسول الله، فما كانت صُحُف إبراهيم (عليه السلام)؟
قال: كانت أمثالاً كلها! وفيها: ـ أيُّها الملِكُ المتسلِّط، المبتلى، المغرور. إنّي لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها الى بعض، ولكن بعثتك لتردّ دعوة المظلوم، فإنّي لا أردّها، وان كانت من كافر أو فاجر!! وفجوره على نفسه.
وكان فيها: على العاقل ـ ما لم يكن مغلوبا على عقله ـ أن يكون له ساعات، ساعة يناجي فيها ربَّه، وساعة يصرفها في صنع الله تعالى، وساعة يحاسب فيها نفسه فيما قدّم وأخَّر، وساعة يخلو فيها لحاجته من الحلال في المطعم والمشرب. فإنَّ هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب، وتوديع لها؟ وعلى العاقل أن يكون طالبا لثلاث: تزوّد لمعاد أو مرمَّة لمعاش أو لذّة في غير محرّم. وعلى العاقل، أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه. ومن حسب كلامه من عمله، قلّ كلامه إلا فيما يعنيه.
قلت: يا رسول الله، ما كانت صحف موسى (عليه السلام)؟
قال: كانت اعتباراً كلها! عجباً لمن أيقن بالنار، كيف يضحك؟! عجباً لمن أيقن بالموت، كيف يفرح؟! عجبا لمن أبصر الدنيا، وتقلُّبَها بأهلها حالا بعد حال، ثم يطمئن اليها!؟ عجباً لمن أيقن بالحسنات غدا، كيف لا يعمل!؟
قلت: يا رسول الله، فهل في أيدينا ممّا أنزل الله عليك، شيء ممّا كان في صحف ابراهيم، وموسى؟
قال: اقرأ يا أبا ذر: {قد أفلَحَ من تَزكَّى * وذكَر اسم ربِّه فصلَّى * بلْ تُؤثرونَ الحَياةَ الدُنيا * والآخرة خير وأبقى * إنَّ هذا (يعني ذكر هذه الأربع آيات) لفي الصحف الأولى * صُحُفِ ابراهيمَ وموسى}.
قلت: يا رسول الله، أوصني.
قال: أوصيك بتقوى الله، فإنّها رأس أمرِكَ كلِّه.
قلت: يا رسول الله: زدني.
قال: عليك بتلاوةِ القرآن، وذكرِ الله كثيرا، فإنّه ذكر لك في السماء، ونور لك في الارض.
قلت: يا رسول الله، زدني.
قال: عليك بالجهاد، فإنّه رهبانية أمتي.
قلت: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، زدني.
قال: عليك بالصمت، إلا من الخير، فإنّه مطرَدَة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك.
قلت: يا رسول الله، زدني.
قال: إيّاك وكثرة الضحك، فإنّه يميت القلب، ويَذهب بنور الوجه.
قلت: يا رسول الله، زدني.
قال: انظر (الى) من هو تَحتك، ولا تنظر الى من هو فوقك، فإنّه أجدرُ ألا تزدري نعمة الله عليك.
قلت: يا رسول الله، زدني.
قال: صِلْ قرابتك وإن قطعوك، وأحِبّ المساكين وأكثر مجالستهم.
قلت: يا رسول الله، زدني.
قال: قل الحق، وان كان عليك مرّاً.
قلت: يا رسول الله، زدني.
قال: لا تَخف في الله لومة لائم.
قلت: يا رسول الله زدني.
قال: يا أبا ذر، ليرُدَّك عن الناس ما تعرف من نفسك، ولا تجد عليهم فيما يأتي، فكفى بالرجل عيباً أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، ويجد عليهم فيما يأتي.
قال: ثم ضرب بيده على صدري، وقال: يا أبا ذر، لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكفّ، ولا حسَب كحُسن الخلق (5).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يعني: للعبادة.
(2) جهد المقل: قدر ما يحتمله قليل المال.
(3) للعتق.
(4) الجم الغفير، هنا: الكثير البركة.
(5) تنبيه الخواطر ـ 2 / 314 الى 316 / ومعاني الاخبار 333 الى 335.
وقد وجدت بعضا من مقاطع هذا الحوار في الكامل 1 / ص 47 ـ 60 ـ 124
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|