أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-11-2020
2400
التاريخ: 27/12/2022
1084
التاريخ: 21/11/2022
1082
التاريخ: 1-6-2021
1993
|
الخطة في كتابة الحملة الصحفية
الخطة التي تتبع في تحرير الحملة إنما تقوم على تقسيم هذه الحملة إلى موضوعات تكتب فيها مقالات يتبع بعضها بعضاً بدون انقطاع، بشرط أن يتناول كل مقال من هذه المقالات مشكلة بعينها أو خطأ بعينه أو زاوية معينة من زوايا القضية التي كتبت من أجلها الحملة الصحفية، وما زال الشعب المصري يذكر تلك الحملات الصحفية التي قامت بها صحيفة "روز اليوسف" ومن أخطرها الحملة التي قامت بها هذه الصحيفة ضد الأسلحة الفاسدة وهي الاسلحة التي كانت ترسل إلى الجنود المصريين في أثناء حرب فلسطين 1948 ثم ثبت أنها غير صالحة للاستعمال، وكثيرون من المراقبين يرون أن هذه الحالة التي شنتها صحيفة "روز اليوسف" هي من أقوى الاسباب الحقيقية في قيام ثورة الجيش سنة 1952 تلك الثورة التي أطاحت بالملكية، وقضت على نظام الإقطاع، وبشرت بالاشتراكية، إلى آخر ما نعرف من تاريخ هذه الثورة، وفي كتاب الرئيس جمال عبد الناصر ما يؤيد ذلك.
وفي الحملة الصحفية معروف في الصحافة العربية منذ فارقت هذه الصحافة دور الطفولة ودخلت في دور الشباب، وقد عرف القدماء من الصحفيين العرب فن الحملة الصحفية ومارسوه في صحفهم بنجاح تام .. ونذكر من هؤلاء الصحفيين على سبيل المثال: السيد "علي يوسف" صاحب "المؤيد" وهي الجريدة التي صدرت من مصر سنة 1889 وامتد بها الاجل بعد ذلك حتى شهدت قيام الحرب العالمية الاولى، والمعروف عن تاريخ السيد "علي يوسف" أنه كان في خصومة شديدة من عميد الاحتلال البريطاني في مصر "اللورد كرومر" وبسبب هذه الخصومة الطبيعية بين الرجلين نشرت "المؤيد هذه الحملة عند كرومر، وكان السبب في ذلك خبراً نشرته الصحف عن استقالة "اللورد كرومر" من منصبه بالقاهرة، وإذ ذاك نشر السيد "علي يوسف" طائفة من المقالات المتتابعة في نقد سياسة "كرومر"، لفت بها أنظار الشعب المصري، واشتهرت هذه المقالات وعددها يربو على اثنتي عشرة مقالة باسم: "مقالات قصر الدوبارة بعد يوم الاربعاء" .
وقد نالت هذه المقالات أعجاب القارئ المصري، وانهالت بسبب ذلك التهنئات على كاتبها، ثم أضيفت إليها المقالة الرائعة، التي رد بها السيد "علي يوسف" على خطبة الوداع للورد كرومر، وهي الخطبة التي نال فيها كرومر من كرامة المصريين منالاً عظيماً، وجاء مقال السيد "علي يوسف" فسح عن المصريين كل هذه الإهانة.
وتعتبر هذه الحملة الصحفية من أنجح الحملات في تاريخ الصحافة المصرية التي ضربت رقماً قياسياً في مكافحة الاحتلال البريطاني في عهد أطلق التاريخ عليه اسم ]الطور الصحافي من أطوار الحركة الوطنية[، وهو الطور الذي حرمت فيه بلاد من جيش يدافع عنها، ومن أية قوة أخرى تقوم بهذا الدفاع خلا قوة الصحافة(1).
وهكذا نستطيع أن نضرب الامثلة الكثيرة من الصحف المصرية على الحملات الصحفية التي قامت بها هذه الصحف في مناسبات شتى، ومنها الحملات الصحفية التي كان يشنها العقاد ضد حكومة الوفد بعد خروجه على هذا الحزب.
غير أن أخشى ما نخشاه أن يفهم من ذلك أن الحملة الصحفية لا يرتفع صوتها ولا تظهر أقلام كتابها إلا في مجالات السياسة وحدها، ذلك أن الحملات الصحفية في مجال الاجتماع أوسع وأعمق.
ومما لا شك فيه أن أنجح الحملات الصحفية ما تعاون في كتاباتها أكبر عدد ممكن من المشتغلين في الصحيفة، وهذا هو الفرق بين الصحف الحديثة والقديمة من حيث كتابة الحملات، ففي الصحف القديمة كالمؤيد أو اللواء كان صاحب الجريدة يتولى وحده كتابة هذه الحملة، أما في الصحف الحديثة فلابد من اشتراك مندوب الاخبار، وسكرتير التحرير، والمحرر المختص في تحرير الحملة الصحفية، حتى يضمن لها النجاح، ومع هذا وذاك فقد كان تحرير الحملة الصحفية في الصحف القديمة بنظام واحد وصدورها عن روح واحدة وطريقة واحدة سبباً من أسباب قوتها ونجاحها في أداء مهمتها.
_________________
(1) راجع الجزء الرابع من "أدب المقالة الصحفية في مصر" للمؤلف من ص 192-221 .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|