أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2016
1515
التاريخ: 20-10-2016
1932
التاريخ: 16-7-2020
3410
التاريخ: 20-10-2016
2646
|
التعليم و رأس المال الفكري: كان يعتقد سابقا أن الاستثمار الحقيقي يرجع إلى الاستثمار في رأس المال الطبيعي (الآلات والمعدات) ولكي يتمكن المجتمع من زيادة دخله لا بد له أن يوجه جزء من دخله للاستثمار في رأس المال الطبيعي ، وكان يعتقد أيضاً أن زيادة الناتج المحلي( النمو الاقتصادي) يرجع إلى الزيادة التي تحصل في رأس المال الطبيعي بالإضافة إلى الزيادة في عدد العمال الخام ، وكان ينظر إلى التعليم على أنه نوع من أنواع الاستهلاك الذي ينقص ثروة المجتمع ولكن مع تعمق الاقتصاديون في موضوع التعليم أشار كثير منهم إلى أهمية التعليم في زيادة ثروة المجتمع ومن أمثال هؤلاء الاقتصاديين والذي اتضحت اهتماماته بالعنصر البشري في كتابه الشهير ثروة :
1- آدم سميث: Adam Smith الأمم حيث بين في أكثر من موضوع أهمية التربية ، كما بين سميث أهمية التعليم ورأى أن التعليم هو المجال الذي يمكن أن يكون العنصر الفعال في استقرار المجتمع اقتصاديا وسياسيا .
2- الفريد مارشال Alfred Marshall: كان أول من أشار مباشرة إلى كون التعليم نوعا من أنواع الاستثمار وكذا أهمية وضرورة الاستثمار في البشر.
3- كارل ماركس Carl Marx:احتل عنصر العمل البشري (الإنساني) بمفهومه الواسع مكان الصدارة في الفكر الماركسي، وقد انعكست أهمية النظرة الماركسية للإنسان في الأهمية القصوى التي أولاها الفكر الماركسي للتربية باعتبار دورها الخلاق في إعداد وتكوين الإنسان وتنمية قدراته بشكل عام، وقدراته الذهنية والفكرية بشكل خاص.
4- مالتس Maltus: جاء مالتس "صاحب نظرية السكان المشهورة وأنصاره ليؤكدوا من جديد أهمية التربية ومكانتها كعامل من عوامل التنمية الاقتصادية، واذا تتبعنا آراءهم لوجدنا أنهم يشيرون إلى دور التعليم في تنظيم العلاقة بين نمو السكان ونمو الموارد الطبيعية، إلا أن كتاباتهم لم تتعرض بشكل صريح لفكرة الاستثمار البشري.
5- فيشر Fisher: أدخل في نظريته رأس المال المعنوي العنصر الإنساني ضمن عناصر رأس المال وقد أكد فيشر وجوب استخدام رأس المال الإنساني أينما وجد، واذا كان رأس المال هو الرصيد الذي يؤدي إلى مزيد من الدخل بمضي الوقت، فإن الأموال التي تنفق على التعليم تؤدي إلى مزيد من الدخل.
ومع تطور أساليب القياس الاقتصادي اكتشف بعض العلماء أمثال شولتز ودينيسون وغيرهم، إن الزيادة التي تحصل في الناتج المحلي لا ترجع فقط إلى الزيادة في رأس المال الطبيعي أو الزيادة في عدد العمال الخام ولكن هناك عوامل أخرى تفسر كثير من تلك الزيادة ، ومن هذه العوامل التعليم، وعند إدخال متغير التعليم لمعرفة علاقته بالزيادة في الناتج المحلي ، وجد أن التعليم يسهم بنسبة كبيرة في تلك الزيادة وبذلك أثبت أن التعليم استثمار وليس استهلاك وبذلك ظهر مفهوم الاستثمار في رأس المال الفكري والذي أكد بعض العلماء أنه لا يقل أهمية عن الاستثمار في رأس المال الطبيعي بل أكد البعض على أنه يفوقه خصوصا مع التقدم في التكنولوجيا والتقنية والتي تحتاج مهارات ومتطلبات خاصة للتعامل معها، مما يجعل التعليم والتدريب هما عنصر السبق في التنافس القادم على الريادة العالمية.
إن العديد من التسميات قد تستخدم اليوم للدلالة على رأس المال الفكري ، ومنها رأس المال المعرفي و رأس المال اللاملموس أو الأصول غير المادية فما هو رأس المال الفكري ؟
منذ أن أطلق Tom Stewartعام 1997 مصطلح رأس المال الفكري ولحد الآن لا يوجد اتفاق بين الباحثين حول مفهوم محدد لرأس المال الفكري ، ولكنهم متفقون على نقطة جوهرية في تعريفهم لرأس المال الفكري تتمثل في أن هذا المورد يرتبط بشكل أساسي بالمعرفة التي من الممكن أن تؤدي إلى خلق القيمة .
وهناك عدة تعريفات تناولت مفهوم رأس المال الفكري نذكر من بينها:
- التعريف الأول: هو الموهبة والمهارات والمعرفة التقنية والعلاقات الممكن استخدامها لخلق الثروة(1). ويشير هذا التعريف إلى أن رأس المال الفكري هو معرفة المهارات، الخبرات، والتعليم المتراكم في العنصر البشري التي يمكن تحويلها إلى قيمة مضافة .
- التعريف الثاني: " رأس المال الفكري هو مجموعة من المهارات والمؤهلات التي يمتلكها الفرد قد تكون فطرية أو مكتسبة، أما من المنهاج الدراسي أو مكتسب من الخبرة المهنية (2).
- التعريف الثالث :" رأس المال الفكري هو جزء من رأس المال البشري للمنظمة يتمثل بنخبة من العاملين اللذين يمتلكون مجموعة من القدرات المعرفية والتنظيمية دون غيرهم ، وتمكنهم هذه القدرات من إنتاج الأفكار الجديدة أو تطوير أفكار قديمة التي تمكن المنظمة من توسيع حصتها السوقية وتعظيم نقاط قوتها وتجعلها في موقع قادرة على اقتناص الفرصة المناسبة . ولا يرتكز رأس المال الفكري في مستوى إداري معين دون غير ولا يشترط توافر شهادة أكاديمية لمن يتصف به (3).وانطلاقًا من هذه المفاهيم لرأس المال الفكري يمكن القول إنه يعدّ من أهم مصادر الميزة التنافسية للمنظمات المعاصرة ، إذ إن استراتيجية التميّز التي تتبناها المنظمة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال النتائج الفكرية المتمثلة بالإبداع والأفكار وبالتالي تقديم منتجات جديدة تشكلت من خلال عمليات البحث والتطوير، فرأس المال الفكري هو المعرفة التي قد تكون فطرية أو مكتسبة ( المهارات الخبرات والتعليم المتراكم في العنصر البشري ) والتي يمكن تحويلها إلى قيمة مضافة.
ويمكن تلخيص المكونات الأساسية لرأس المال الفكري في النقاط التالية (4).
توجد ثلاثة اتجاهات لتصنيف رأس المال الفكري فبموجب الاتجاه الأول يبوب رأس المال الفكري إلى رأس مال بشري و رأس مال هيكلي ، أما الاتجاه الثاني فيتخذ نفس الاتجاه الأول مع قليل من التغير إذ يقسمون أنصار هذه الاتجاه رأس المال الهيكلي إلى رأس مال تنظيمي وآخر زبائني . أما الاتجاه الثالث فيقسم رأس المال الفكري إلى مهارات فردية وهياكل داخلية تعبر عن تدفق المعرفة عبر المنظمة وأخرى خارجية تعكس تدفق المعرفة عبر أصحاب المصالح الخارجيين مثل العلاقات مع الزبائن والمجهزين إلا أن الاتجاه الأكثر شيوعا يقوم على أساس تصنيف رأس المال الفكري إلى ( رأس المال البشري و رأس المال الهيكلي) و مضمون هذين المكونين على النحو الآتي :
1- رأس المال البشري Human Capital يعد رأس المال البشري العنصر الهام في رأس المال الفكري لكونه يعد محرك الإبداع ، والمورد الحاسم للقيمة غير الملموسة في عمر المعرفة ويتمثل في القوى العاملة التي تمتلك القدرة والتفكير والتجديد والابتكار ، وذلك بفعل المعرفة الضمنية الكامنة في أذهان العاملين ، ويعرف رأس المال البشري من المنظور الفردي بانه حصيلة تفاعل أربعة عناصر هي:
التعليم والإرث التاريخي والتجارب والخبرات وأخيرًا موقف الفرد خلال حياته . أما من منظور المنظمة يعد رأس المال البشري مصدر للابتكار واستراتيجية للتجديد ، إضافة إلى الكفاءة والذكاء والقدرة الاجتماعية للتفاعل والاقتران مع الآخرين في الأداء والتميز، وعليه فهو يعكس فاعلية المنظمة في إدارة مواردها الملموسة وغير الملموسة للحصول على الخبرة والثقافة والمعرفة اللازمة لتحقيق الميزة التنافسية وخلق القيمة.
2- رأس المال الهيكلي Structural Capital يتكون رأس المال الهيكلي من رأس المال التنظيمي ورأس المال الزبائني ، أما رأس المال التنظيمي فيعبر عن قدرة المنظمة على مواجهة التحديات الداخلية المتمثلة بالبنية التحتية الداعمة للعاملين ، والتي تشمل فلسفة المنظمة والنظم الخاصة برفع مقدرتها الإنتاجية و رأس المال ، و رأس المال الإبداعي الذي يعكس الملكية الفكرية مثل حق التأليف والنشر وبراعة الاختراع إضافة إلى المواهب والقدرات الذهنية ، وبذلك يعرف رأس المال الهيكلي بانة مجموعة من الاستراتيجيات والهياكل والنظم والإجراءات التي بمجموعها تستطيع المنظمة من إنتاج وتسليم المنتجات إلى الزبائن أما رأس المال الزبائني فيعبر عن المعرفة المتعلقة بأصحاب المصالح ، وخاصة الزبائن المؤثرين على حياة المنظمة ، وعليه يكمن جوهر هذا المكون في المعرفة الموجودة لدى الزبائن التي لابد من اكتسابها بضمان استمرار ولائهم للمنظمة ، وكسب زبائن جدد ولذلك تصوره الأدبيات بأنه انعكاس كامل قوة رأس المال البشري والهيكلي باتجاه العلاقات مع الزبائن لتحقيق رضاهم وولائهم من خلال تحديد المعرفة المطلوبة لتلبية احتياجاتهم ورغباتهم وتكوين شبكة من التحالفات الإستراتيجية مع البيئة ، بهدف ترغيبها بالمنظمة ونيل استحسانها ودفعها نحو بناء علاقات مع الزبائن وبسبب ارتباط هذا المورد بالعلاقات مع الزبائن ، فان غالباً ما يقاس على أساس الأقدمية في العلاقات ، حيث تتفق أدبيات التسويق على أن دوام العلاقة مع الزبائن يمكن أن تكون مصدر قوي للميزة التنافسية وخلق القيمة .إلا أن الأصول الفكرية تقابلها الأصول المادية ويمكننا التفريق بين الاثنين من خلال الجدول التالي:
المصدر : عبد الستار حسين يوسف ، دراسة وتقييم رأس المال الفكري في شركات الأعمال ، عمان 2005 ، ص، 5
1. إن الراس المال المادي لديه عمر انتاجي محدد ويتناقص بالاستخدام بينما رأس المال الفكري لديه قيمة مفتوحة النهاية
2. إن راس المال هو أثيري غير ملموس لذا تبرز صعوبة قياسه فالتعليم يعد من الأنشطة التي رافقت الإنسان منذ القدم، إذ حظيّ التعليم باهتمام دول العالم كافة من أجل النهوض بمجتمعاتها وفق مستوى من الحضارة المتطورة والعلم والمعرفة. ومستوى التعليم لا يعتبر فقط أحد مؤشرات التنمية البشرية بل يعتبر أيضا مؤشرا هاما للنمو الاقتصادي، ويرجع اكتشاف أهمية التعليم في النمو الاقتصادي إلى الاقتصاديين القدامى ، فيرى التجاريين أن المهارة البشرية تمثل عنصر من عناصر الإنتاج ومن ثم ينبغي أن يهدف التعليم إلى زيادة المهارة البشرية ، حتى ترتفع إنتاجية العمل في المجتمع .فالعلاقة بين التعليم و رأس المال الفكري علاقة وطيدة باعتبارهما نوعين من المنافسة المعتمدة على الفرد وعلى قوة دماغه ، وعلى هذا الأساس فان أولى مهام التعليم هي مسؤوليته على استخراج المعرفة الضمنية لرأس المال الفكري ، كما تتجسد العلاقة بين التعليم ورأس المال الفكري إن التعليم يقوم باستثمار معطيات رأس المال الفكري وتطبيقها مباشرة لكسب الريادة وتحقيق التفوق التنافسي.
______________________________________________________________________________
1- رضا إبراهيم صالح ، المؤتمر الدولي للتنمية الإدارية (نحو أداء متميز في القطاع الحكومي ) ، المحور ال ا ربع إدارة المعرفة ودورها في تطوير الأداء الحكومي ، رأس المال الفكري ودوره في تحقيق الميزة التنافسية ،المملكة العربية السعودية ، 2009 ص، 7
2- José allouche, encyclopédie des ressources humaines ,vuibert ,paris 2003 ,p, 133.
3-عادل حرحوش المفرجي ، احمد علي صالح ، أ رس المال الفكري طرق قياسه وأساليب المحافظة عليه ، الطبعة الثانية ، منشورات. 2008 ، ص ، 18 ، المنظمة العربية للتنمية الإدارية 2007
4- مؤيد محمد علي الفضل ، العلاقة بين رأس المال الفكري وخلق القيمة دراسة ميدانية على الصناعة المصرفية في دول الخليج العربي ، مجلة القادسية للعلوم الإدارية والاقتصادية المجلد 11 العدد 3 لسنة 2009 ، دورية فصلية علمية محكمة تصدر عن كلية الإدارة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|