أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-20
1363
التاريخ: 2023-06-10
904
التاريخ: 2024-10-29
115
التاريخ: 2024-11-10
196
|
لقد شهد القرن السابع عشر تزايد التنافس الاوربي حول العراق، وقد اندلع صراع محموم حوله بين البريطانيين والفرنسيين والهولنديين، وسيقتصر الحديث الان على النفوذ الهولندي... كان القرن السابع عشر الميلادي بداية فعلية لظهور المصالح الهولندي في العراق، اذ كانت شركة الهند الشرقية الهولندية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر للميلاد واحدة من أكثر القوى الغربية اهمية في الخليج العربي، كما كان لها بعض المصالح التجارية مع البصرة. لقد ظهرت أول سفينة هولندية في البصرة عام 1639 غير انها كانت سفينة مستأجرة من قبل شاه ايران كما انها لم تقم ببعثة تجارية لشركة الهند الشرقية الهولندية، وظلت الحالة عدة سنوات الى ان بعث في نهاية الامر ، مدير المنشآت أو المؤسسات التجارية الهولندية في الخليج العربي، ووليبراند جيلنسن دي يونغ عددا من السفن الى البصرة لاستقصاء الامكانيات التجارية، وقد سببت هذه البعثة الكبيرة نسبيا المؤلفة من ثلاث سفن نوعا من الهلع لدى لبريطانيين الذين كانوا حتى ذلك الوقت الوحيدين الذين يتاجرون في البصرة على مقياس محدود جدا. ولكن البعثة الهولندية انتهت بكارثة عندما دمرت النيران احدى السفن الهولندية، ففقدت على إثر ذلك جميع حمولتها، وبذلك فقد تردد الهولنديون لعدة سنوات في تكرار التجربة، وحتى حينما تكررت فإنها كانت بنسبة أصغر بكثير من الأولى. ومنذ عام 1651 فصاعدا كانت هناك حملات تجارية هولندية تجارية سنوية الى البصرة تحت اشراف ومسؤولية المدير في بندر عباس علما بان هناك بعض التوقفات أو المعوقات. وتمثل النشاط الرئيس للشركة في البصرة ببيع منتجات شرق وجنوب شرق اسيا من البهارات والسكر والانسجة القطنية الهندية، والقصدير والاواني الخزفية الصينية، كما جلبت في بعض الاحيان المنتجات الاوربية الى البصرة وبالأخص الانسجة الصوفية الهولندية، وكانت ارباح مثل هذه الحملات التجارية السنوية محدودة نسبيا في العادة. في تسعينيات القرن السابع عشر تدهورت تجارة البصرة حتى وصلت اخيرا الى مرحلة التوقف، ويرجع ذلك الى الحروب التي سادت المنطقة، وقد تراجع الهولنديون اخيرا عن البصرة عندما صار الموقف في المنطقة سيئا جدا بحيث صارت فيه التجارة امرا غير ممكن تماما. ومع ذلك ظل الهولنديون يترقبون امكانية العودة ثانية الى البصرة، وقد اعاد الهولنديون فتح مؤسساتهم التجارية في البصرة حالما ظهرت المناسبة لذلك في اوائل القرن الثامن عشر. ولكن كانت الارباح في البداية ضئيلة ويرجع ذلك الى تعكر صفو التجارة بشكل جدي نتيجة لاضطراب الاوضاع الداخلية غير انها اخذت تتحسن ببطء، ومع ذلك فان هذا كان له اهمية كبيرة على اعتبار ان التجارة مع إيران قد تدهورت بشكل كبير ابان الفوضى السياسية المتنامية في إيران خلال السنوات الاخيرة لحكم الصفويين، وفيما بعد ابان فترة الحكم الاستبدادي لنادر شاه. وقد أسفر ذلك التدهور الى سيادة الفقر بين الايرانيين وبالتالي ضعف التجارة. لقد حرص الهولنديون في البصرة على المحافظة على الحياد بين السلطات العثمانية في المدينة وبين القبائل العربية. وقد سببت هذه الحالة بين الحين والآخر مشاكل مع العثمانيين الذين كانوا يتهمون في بعض الاحيان الهولنديين بالتعاون مع الثوار العرب. وقد تزايدت اهمية التجارة الهولندية مع البصرة، وتمثلت تلك الاهمية بالنسبة للهولنديين من اجل احراز تحقيق كامل الامتيازات التي منحها السلطان للأوربيين منذ عام 1612 في البصرة. ولم يكن الحصول على ذلك بالأمر السهل وذلك لان متسلمي الجمارك سيحصلون على دخل اقل إذا ما دفع الهولنديون. بدلا من 5% غير انه بفضل الجهود التي بذلها السفير كورنيلس كالكوين في اسطنبول صار الوالي اخيرا راغبا في تطبيق جزء من الامتيازات فالضرائب أنقصت الى 4، والواقع ان هذه لم تكن تشكل منفعة كبيرة، اذ انها ادت الى تدهور العلاقات مع السلطات العثمانية المحلية. واجه رخاء البصرة ومكانتها اضطرابا الى حد ما، فقد اعتمدت المدينة على ما يصل اليها سنويا من قوافل الزوارق المنحدرة اليها عن طريق انهار العراق، وكانت تلك السفن تحمل كميات كيرة من الذهب والفضة والاموال لابتياع البضائع التجارية في البصرة، وكانت هذه التجارة محمولة بأيدي التجار الأرمن واليونان والجورجيين. وقد تضرر هؤلاء كثيرا من المطالبات بالدفع غير النظامية المفروضة عليهم من قبل العثمانيين اصحاب المناصب الرفيعة. وكان التجار العرب والايرانيين والاوربيون يبيعون منتجاتهم في البصرة، وكانت السلع المصدرة من البصرة لها منفعة محلية فقط. كانت اثمان معظم السلع المستوردة تدفع نقدا، وفي بعض الاحيان يدفع اللؤلؤ مقابل اثمانها. ولقد ادى النزاع بين السلطات العثمانية والقبائل المحلية الى سد الطرق التجارية فتضرر لذلك التجار كثيرا وان لم يكونوا طرفا في هذا النزاع. كانت اربعينيات القرن الثامن عشر وأوائل الخمسينيات منها من الفترات التي ازدهرت فيها البصرة كثيرا، وفي الوقت الذي كانت فيه الامبراطورية الايرانية تتدهور، فان قسما من تجارتها كان يسلك الطريق البحري عن طريق الخليج العربي بينما كان طريق القوافل يسير عبر العراق، ومؤشرا الى تنامي اهمية البصرة، مقابل تدهور اهمية بندر عباس، فان المقيم الهولندي في البصرة صار مستقلا عن الدائرة في بندر عباس وصار المقيمون الهولنديون في البصرة مسؤولين بشكل مباشر للحاكم العام للهند الشرقية الهولندية. غير ان الهولنديين لم يكونوا محظوظين تماما هناك، اذ ان العلاقات مع الموظفين العثمانيين كانت دائما صعبة. ووقعت الازمة حينما قاوم المقيم الهولندي تيدو فردريك فان نبها وزن عام 1753 المطالبات العثمانية الجديدة، وانتهت الازمة بغلق المقيمية الهولندية في البصرة. ومن الواضح ان رؤساء شركة الهند الشرقية لم يقصدوا ان تكون هذه الحالة نهائيا، اذ انهم عارضوا نبهاوزن عندما عرض مبنى الشركة الهولندية في البصرة للبيع غير ان الشركة لم ترجع ابدا الى المدينة وان كانت هناك بعض المبادرات من جانب التجار المحليين أو من جانب الإدارة العثمانية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|