المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نقل تماثيل الملك «رعمسيس الرابع»
2024-11-24
الصحافة الأدبية في دول المغرب العربي
2024-11-24
الصحافة الأدبية العربية
2024-11-24
الصحافة الأدبية في أوروبا وأمريكا
2024-11-24
صحف النقابات المهنية
2024-11-24
السبانخ Spinach (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24

الأدلّة الظنّية(حجّية السنّة المحكية بخبر الواحد)
5-9-2016
الارتباط والتعابر والخرائط الوراثية Linkage, Crossing Over and Genetic Maps
12-11-2015
Image photometry: Polarimetry
27-8-2020
المطاطين Elastin
26-2-2018
الفصول الأربعة
27-7-2019
عزل القاضي
23-6-2016


رغبة الشباب في التحرر والاستقلال  
  
1292   11:15 صباحاً   التاريخ: 2023-02-19
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص111ــ117
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

فترة الشباب والمراهقة تبرز من خلال مظاهر متعددة واشكال مختلفة. وتكون احياناً بصورة تمرد على أوامر ونواهي الوالدين أو المربين. واحياناً تبرز على شكل طاعة مفرطة للتعاليم الدينية. والدخول في عالم السياسة والتشبه بالساسة، واعمال سوء الظن في الاخرين، واتباع اترابهم من نفس العمر.

فكما نرى أن المراهق يحاول الظهور بمظهر الكبار ويقلد افعالهم فمثلاً نراه يأمر وينهى ويدخن السجائر ولسان حاله انني لم اعد طفلاً فانا آمر وانهى ولدي شخصية مستقلة، تتحرك عواطفه ويبدأ بالتعلق بالأشياء ويريد أن يكون له مكان تحت الشمس.

وربما ابرز هذه الرغبات على شكل رغبة بالتحرر والاستقلال تبرز بعد نهاية فترة الطفولة وعندما يحصل على غرفة مستقلة ودواليب خاصة و... الخ.

طبعا ان هذه الحالة ايجابية وتساعد على النمو الصحيح ولكن من الضروري أن تتم تحت الاشراف لأنها اذا لم تضبط فإنها ستكون خطرة جداً 

• الاتجاه نحو التحرر:

يريد الشاب أن يصبح اكبر مما يظنه والديه وهذا الامر يحتاج الى الحرية. وهذه الحرية في جانب منها خطرة اذ ان الشاب لا يريد فقدان امتيازات الطفولة، وانما يريد ان يفكر ويقرر بمفرده ولا يقبل تدخلات الاخرين وشعاره انني اكثر فهماً للأوضاع من الاخرين.

ان الشباب لا يدركون حقيقة الوصول الى سن النضج، لانهم ينظرون الى الطول والوزن وقوة العضلات ولا يعرفون معنى الحرية، فالحرية في نظرهم هي التخلص من القيود ومن اشراف المربين - الامر الذي يقلق الوالدين ويدفعهم الى التخوف من منح هؤلاء الحرية التي يريدونها.

يفرح المراهق لأنه اجتاز مرحلة الطفولة وتحرر من سجنها الى الابد. اذ بإمكانه ان يستفاد من الحرية التي يحصل عليها لإشباع كل رغباته المتطرفة.

وطبيعي أن الوالدين يعارضون هذا النزوع لكنهم ومن اجل التمتع بالحرية يتجاوزون الضوابط الاجتماعية ويخلقون لأنفسهم وللآخرين انواع المتاعب.

انهم من اجل الحصول على الحرية يلجؤون احياناً الى العصيان والعداوة واستخدام الخشونة.

ويلاحظ هذا الامر عند الاشخاص الذين تعرضوا الى تقييد كبير في مرحلة الطفولة وطبعاً لا يتراجع الاباء المربين عن مراقبة ابنائهم والسيطرة على تصرفاتهم.

ان العواصف التي يمر بها الشباب ربما تجعلهم يفقدون السيطرة على انفسهم. ولو استمر هذا الامر فانه سيجلب بعض المخاطر على الاسرة والمجتمع . وقد تمتد هذه المخاطر الى حياتهم الشخصية وذلك قبيل اتخاذ القرارات المدروسة بشأن انتخاب الفرع الدراسي بدون اي مشورة. ونحن نعلم أن هذا الامر قد يقود الى مزالق كثيرة بالنسبة لهم.

• النزوع نحو الاستقلال:

الشباب يرغبون بالاستقلال، كأنهم يريدون الطيران من العش والعيش في فضاء الحرية. يريدون التخلص من سلطة الوالدين، والتمتع بصحبة الناس الذين يثقون بهم. وهذه الرغبة تمتاز بجانب متطرف فهم متعلقين بهذا الاستقلال الى درجة تجعلهم يرفضون قبول القيود والاوامر حتى لو كانت تؤدي بهم الى الاستقلال نفسه. ولهذا فانهم لا يلقون اية اهمية الى اوامر الاباء والمربين.

ان معنى الاستقلال في رأيهم هو عصيان الوالدين والمربين، واحياناً اتخاذ اسلوباً في السلوك، غير اجتماعي. وهذا الامر في مرحلة البلوغ والشباب يمثل اهم انواع الصراع النفسي والاجتماعي.

انهم من اجل الاستقلال يفكرون بامتهان اعمال حرة ويحاولون ترك منزل الاب الى مكان مستقل. ولا يشعرون بالراحة من تدخلات الاب في أعمالهم. كما يرون في ملاحظات الاخرين حول اعمالهم نوع من الفضول المرفوض.

ان الشاب يسعى لاتخاذ قرارات مستقلة بخصوص نوع المهنة.، والنظافة وواجبات الدروس، ويشعر بالعذاب بمجرد أن يصطدم بأي تدخلات مهما كانت بسيطة. انه يريد تأكيد انتهاء مرحلة الطفولة والتمتع بحياته المستقلة.

وعند التأمل فإننا نرى في هذه الرغبة نزوع طبيعي. وحتى الصراع من اجل كسب الاستقلال فانه الى حد ما طبيعي أيضاً. وفي الاسلام وصايا تخص على منح الاستقلال وتكريم شخصية الشاب لان ذلك يعينه على اكتشاف نفسه وأن يعرف من هو وكيف هو ويطلع على قدراته وامكانياته وحدود كل ذلك. والمهم هو السيطرة والرقابة والتوجيه نحو الاستفادة من الاستقلال والحرية بصورة صحيحة وأن ينتهي الى تنميته وتطوره لا الى جرّه الى عالم الجناية والفساد.

- الطغيان والعصيان:

يُعرّف سن الشباب بأنه عمر التمرد والعصيان وسن المغامرة والطغيان المخرب وعدم الطاعة في كل ما يتعلق بشؤون الحياة . هذه الحالة يمكن أن تستمر بعض الدقائق او بعض الساعات وتنتهي الى التوازن والثبات النفسي، لكنها تعود الى الظهور بعد عدة ايام.

والذى يثير غضب الوالدين هو ان طفل الامس الذي كانوا يصفعون وجهه يقف الآن بوجههم ويتحداهم.

ان عصيان هؤلاء للوالدين وتمردهم على اعراف المجتمع يشكل احد القضايا اليومية الهامة التي تواجه الاباء في كل الدنيا. اذ ترسم في ذهن كل منهم صورة لشباب في سن البلوغ، سيئي الخلق معاندين، عصاة، ومتمردين و... وهم يسعون الى ترتيب علاقة معهم ومساعدتهم والتعاون معهم. والوالدين يتحملون هذا العصيان من ابنائهم بصبر بالغ.

وفي خصوص منشأ هذا العصيان يمكننا الاشارة الى اشياء كثيرة منها سوء التربية والطموح الزائد. الاحساس بالمهانة، والتألم والافتقار الى الامان والرغبة في التخلص من تسلط الوالدين وسيطرتهم، ضعف الايمان والعقيدة الاحساس بانهم تحت هيمنة الاخرين، ضعف المؤسسات التربوية وعجزها من السيطرة على هذه الحالة بسبب عدم بذلها للجهد اللازم لذلك. الرغبة بالاستقلال والخلاص من حياة الاعتماد على الاخرين، اثبات الذات والسعي لكسب الشخصية الاجتماعية، وجود الضغوط والقيود، عدم النضج والمعرفة، الجهل بقيمة الوالدين والمربين وابراز التفوق على الاقران والادعاء ...

وتتجلى حالة العصيان والطغيان في الجدال واستخدام الكلمات الحادة وينتج عنها اللاأبالية، والادمان وارتكاب جرائم وجنايات وترك التعليم والتمرد على الكبار والاشتهار بالأعمال المضرة اجتماعياً.

ولكن في حالة تحمل الوالدين واعداد خطة تربوية فإننا على ثقة ان كل المظاهر السلبية من العصيان والطغيان ستتحول الى اسس لتوازن شخصية الشاب. ولهذا لابد من السعي الجاد والمتواصل.

ـ الشاب والاعمال الممنوعة:

ان المراهقين والشباب ونتيجة للإلحاح والاصرار وعلى الخصوص نتيجة للاابالية الوالدين وخصوصاً اذا لم توجد عوامل ضبط ذاتية كالضمير والايمان فانه وغالباً ما سيسعى بذاته للحصول على الحرية والاستقلال سيستخدم تلك الحرية بطريق سيء ويمضي باتجاهات لا يقبلها العقل والشرع. وهذا تذكير للوالدين والمربين. بأن الشباب والبالغين مولعين بالممنوعات من قبيل ارتداء الملابس الممنوع التصرفات غير الشرعية، والاستغراق في اشباع الغرائز. ويمكن ان يصل الامر الى ارتكاب اعمال مخيفة وتولد مصائب كبيرة.

ان تأسيس العصابات ثم توجيهها لنشاطات خطرة علماً انها من افرازات هذه من عدم ضبط الحرية والاستقلال، ونحن على اطلاع ومن خلال الاستماع الى الاخبار ووسائل الاعلام لحجم هذه الاعمال غير القانونية.

ـ الخشونة:

ومن مظاهر هذه الفترة هو اللجوء الى استخدام الخشونة للحصول على الرغبات والمطاليب، ومع كل ما يلاحظ على الشباب من رقة القلوب والعواطف الفياضة فانهم يرتبطون بجماعات يطيعون اوامر ونواهي رؤسائها وبصورة عمياء.

والمتابعات العلمية تشير الى أن اغلب الذين يلجؤون الى الخشونة انما ينحدرون من عوائل تسود فيها الخشونة وتفتقر الى الانسجام الفكري والعاطفي.

ومن جهة اخرى لابد من الاشارة الى ان الشاب الذي يصفق الباب بقوة، ويكثر من الشباب والخشونة وغير منسجم مع الاخرين فانه ربما يعاني من مشكلة عصبية او من عقد نفسية. فحينما يرى الشباب عدم شيوع العدالة في المجتمع فانهم يصابون بالإحباط . وخصوصاً حينما يستندون الى معايير سائدة عند الفئات المقاربة لهم في السن، ثم يقارنون اوضاعهم بأوضاع الشباب الاحسن حالاً فان نيران الاحقاد تتأجج في قلوبهم. ويمكن ايضا ان تنشأ الخشونة لديهم بسبب عدم قبول آرائهم العملية او فقدانهم للاحترام اضافة الى كثرة العمل والعلاقات السيئة داخل الاسرة، ومشاهدة المظالم.

ولذا يجب معرفة علة الالم ثم اتخاذ قرار ملائم ازاءها، وأن اي تصرف غير محسوب فانه قد يزيد الطين بلة.

- العناد:

هؤلاء في مرحلة من العمر يصرون فيها على آرائهم، وتلعب في هذا المجال عوامل. التعصب الثقافية والاجتماعية والمنطق الذي تربى عليه الشاب دورها فهو لم يعد قادر على تحمل قبول ضغوط الاقارب والقوانين او التسليم بآرائهم وهذا كله بسبب مقتضيات سن الشباب.

وبسبب هذا العناد فان الشباب يعيشون حالة اختلاف مع افراد الاسرة او الاشخاص الاخرين فهم يشعرون بانهم دائما على حق، الا ان الاخرين لا يدركون هذا الامر او انهم لا يعرفونه. ولإثبات ذواتهم يمارسون العناد.

كما انهم يرفضون القهر والتهديد ويرون فيه اعتداءً على ذواتهم وخصوصا اذا تم بحضور الاخرين ولذا فانهم ينفعلون ولإثبات شجاعتهم فانهم يزيدون من مستوى العناد. حتى لو ادى الى الاضرار بهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.