المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

عمليات خدمة (ري, تسميد, تقليم) اشجار المشمش
5-1-2016
العوامل المؤثرة على انتاج وكمية الحليب
10-5-2016
سفينة النجاة
18-4-2018
خلافة المستنصــر بالله
25-1-2018
الديني، جيوفاني
14-10-2015
تجفيف البامية شمسيا
12-9-2016


سلوك المراهقين مع الوالدين والمربين  
  
1434   11:54 صباحاً   التاريخ: 2023-02-21
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص123ــ129
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

عند المراهق والشباب تتفاوت السلوكيات والمواقف ازاء من الاشياء، وحتى قد نلحظ التضاد احياناً فالسلوكيات مزدوجة او متعددة، فالشاب يبدو مرة خجولاً وأخرى جريئاً.

فالشباب يحسون بأنهم اصبحوا كباراً ويفهمون كل شيء وليسوا بحاجة لأمر ونهي الوالدين ونصائحهم. ومن جهة أخرى يجعلهم النمو الجسمي ونقصان التجربة وعدم النضج العقلي، غير قادرين على السلوك المتوازن. ومن المسائل المهمة والاساسية هي التربية في هذه المرحلة وجود الفواصل الفكرية والثقافية وحتى النظرة الى العالم بينهم وبين الكبار الى الدرجة التي تساعد على نشوء الاختلافات وعدم الانسجام. وتتفاقم هذه القضية في عصرنا الذي حصل فيه التقدم التقني وتراجع الاهتمام بالأخلاق.

- شكاوى الوالدين والمربين:

ان شكاوى الوالدين تتلخص بأن هؤلاء الشباب أصبحوا لا يطيعون اوامرنا، وانهم لا أباليين. حتى أن بعض الاباء يتهمون ابنائهم بالانحراف والبعد عن الطريق القويم، اما الابناء فيتهمون الاباء بالتخلف والرجعية وعبادة القديم. ويتحدث الاباء مع الاقارب عن قلة ادب ابنائهم وعدم رعايتهم لاحترام الوالدين، ويدعون أن هؤلاء يتعمدون الخصومة مع الاخرين ويريدون اثارة غضب الاباء.

وامثال هذه الشكاوى كثيرة وهي متوارثة على مدى الاجيال، فالشاب في سن ١٧ــ١٨، عاماً لا يستطيع مسايرة والديه. فهو يرى خطأ عقائدهما وافكارهما ويتهمها احيانا بالسخف، كما انه يثير غضب والديه بخبث، ويستعد لمواجهة هذا الغضب بشدة، ثم يبدي ردود فعل اكثر خصومة ومواقف اكثر خشونة، الامر الذي يرى فيه الوالدين فرادةً في الجرأة وقلة الادب.

ـ تصورات الشباب عن الكبار:

يظن المراهق والشباب أن الاباء ونتيجة لتراكم السنين يتخلفون عن متابعة الحوادث فيعيشون القديم والماضي، ولا يدركون عمق حقائق الامور وأن عقولهم متعبة تعجز عن الادراك الصحيح ولا يعلمون شيئاً عن الاصطلاحات والمعلومات الجديدة، والحوادث السياسية، والتغييرات الحاصلة في المواقف.

انهم يشكّون حتى بنصائح الوالدين وفيما اذا عارض الاباء آرائهم فان الشباب يتصورون ان ذلك تم لإيذائهم او لمعرفة اسرارهم وافشائها امام الناس، ان المراهقين والشباب من انصار الجديد يرفضون العادات الموروثة ويريدون محوها وقلب الموازين الاخلاقية، ويرون انهم احرار في ذلك، ولهذا فان نظرتهم الى الكبار سلبية، ويرون ان الكبار يتقصدون الخلاف لذا من حقهم أن يخالفونهم أيضاً عندئذ يحاولون تنفيذ افكارهم وطرقهم للحياة.

- الهروب من الوالدين:

وبناءً على ما سبق فان المراهق ذا استعداد للهرب من سلطة الوالدين والبيت والمدرسة. واذا كانوا يذهبون الى المدارس فان الدافع هو اللقاء بالأصدقاء والزملاء والحديث معهم، واغلب الظن فان رغبتهم للقاء المعلمين والاساتذة ضئيلة جداً.

انهم يهربون من المدرسة والبيت لانهم يرفضون القواعد والانظمة وينظرونها بعين الغضب، انهم يتعاملون مع القدوات المفروضة بشك وتردد، فهم يعترضون باستمرار على الاسس والقيم التي تستند عليها كل تلك الاشياء. اذ أن افكار هؤلاء مغايرة وثورية بينما افكار الكبار ليست كذلك.

ان سلطة الاخرين عليهم تشعرهم بوطأة شديدة، فهم مستاؤون من التصرفات والضغوط، لانهم لا يريدون اي سلطة تتحكم بهم. ولذا لن يطيعوا اوامر الوالدين، ثم ان افكارهم (الكبار) ومعتقداتهم لا تطابق ذوق هؤلاء الشباب. ان الشباب يحبون ان يستند كل امر او نهى الى استدلال ومنطق، واخيراً فانهم سيقبلون الاقتداء بأولئك الذين يعتقدون بهم الكمال فقط، وبديهي انهم سوف لن يتخلوا عن المعارضة والعناد ما لم يرون توفر هذه المواصفات، وفي الوقت الذي لا تستطيع المعارضة أن تدر عليهم نفعاً فانهم سيلجؤون الى الهروب؛ الامر الذي يؤلم الوالدين والمربين.

من شكاويهم العادية هي ان الكبار لا يفهمونهم ولا يفهمون ما يدور في اعماق قلوبهم وصفاء نفوسهم وصدق اقوالهم، ومن هذه الناحية انهم لا يشكون فقط بل يشعرون بالدوار جراء ذلك، واليأس من والديهم والمربين.

انهم يقولون ان الاباء والامهات يخفون حياتهم الواقعية عنهم لأنهم يعتقدون بأنهم لا زالوا أطفالاً لا يدركون أسرار الحياة. وهم يتألمون من ذلك ويتعذبون. ويشتكون ايضاً من الاخرين الذين يتدخلون في اعمالهم دون مراعاة لظروفهم ولا يراعون احترامهم. ويجبرونهم على تنفيذ رغباتهم ومئات من الشكاوى المماثلة التي لا تخطر على بال الاباء والمربين.

• اسرار الشباب:

ومن المسائل التي تصادفنا في هذا المقطع من العمر هي مسائل كتم الاسرار، وقد يصل هذا الامر عند بعضهم الى ان يتحولوا الى ألعوبة بيد هواة السياسة او المجرمين اذ يستغلونهم لأهدافهم الخاصة.

ولأنهم لا يثقون بالوالدين فانهم يخفون عنهم اسرارهم. وحتى لو اطلعوا على بعض اسرار هؤلاء فانه غالباً ما يكون بعد فوات الاوان. وطبعاً انهم في البداية ليسوا كذلك بل يدفعهم عدم الثقة الى ذلك حينما يصطدمون بمواقف غير سليمة - من وجهة نظرهم - أو حينما يتعرضون الى افشاء اسرارهم .

كذلك فان الاختلاف الفكري بينهم وبين الكبار وفي فترة ما انفصال اسلوب حياتهم عن حياة الاخرين، يكون سبباً لحفظ اسرار الاصدقاء والزملاء. فهم يكتمون كل خبر او سر وبالمقابل فان الاصدقاء والزملاء بدورهم يظلون اوفياء ولا يفشون أسرار زملائهم.

ويبقى اصرار الوالدين على معرفة اسرار المراهقين بدون طائل، وعليهم بدلاً عن هذا الاصرار ان يحاولوا كسب ثقتهم، عن طريق ابراز الحب والنصح وحب الخير لهم. وخصوصاً بالنسبة للأم التي يظل الابناء على حبهم لها وقربهم منها ويرون فيها موضع اسرارهم. وهو امر قد لا يحظى به الاب لأنه رمزاً للسلطة علامة السلطة والمصدر للأوامر والنواهي وهذا ما ينفر المراهقين.

ـ السلوك المتعارض:

ان اختلاف الكبار والمراهقين لا ينتج منطقاً علمياً واستدلالياً، وفي بعض المواطن قد يؤدي الى الصدام والخشونة.

فالمراهق والشاب يسعى لإثبات تفوقه، ولأجل الوصول الى الهدف، لا عن الخشونة والحدة، والصياح واحياناً ارتكاب الجرائم.

انهم يسعون بالحوار الحاد والعناد للدفاع عن افكارهم وآرائهم، ولذا فانهم يعلنون خلافهم للآخرين ومن هنا ينشأ الصدام، انهم يبرزون مشاعرهم المعادية، وطبعاً قد يندمون بُعيد عدة ساعات ويلومون انفسهم . وتعود اغلب اضطرابات الشباب الى كونهم يرتكبون اعمالاً يندمون عليها.

ـ منشأ الصدام:

في بحث الشكاوى ان تطرقنا لمنشأ الصدام فكل ما يشتكي منه الشباب هو باعث على الصدام، ولكن في نفس الحال ربما نشأ عن الاستنتاجات الخاطئة، فوجود الرقابة بين اعضاء الاسرة وبين الاصدقاء والاتراب، والضغوط العديدة التي يواجهها الشباب، قد تؤدي الى نشوء المشاعر العدائية. فرغبة بعض المربين للتحكم والتسلط المفرط واستخدام القوة لجلب الاحترام و.. تعتبر من علل الصدام.

والشباب ليسوا في حالة تمكنهم من تحمل القوة والضغوط، خصوصاً انهم يترصدون اصغر هفوان الوالدين والمربين فيضعونها تحت المجهر ويكبرونها عدة مرات وعلى اساسها يقومون بتوجيه اللوم للآخرين.

ولا شك بأن الاختلافات والصدامات تنشأ احياناً لأسباب خارجية من قبيل مشاهدة الحوادث او سماع اخبار قصص الخشونة التي تتخذ مظهر البطولة. وحينها يحاولون تكرارها في حياتهم.

وبخصوص منشأ الصدامات لابد أن نشير الى رغبات الوالدين وطلباتهم، اذ يطالبون ابنائهم بأعمال خارجة عن قدراتهم وينتظرون منهم تنفيذها مع أن بعضها غير قابلة للتنفيذ اساساً.

ـ على طريق ايجاد العلاقات:

ولا زالت الاختلاف بين الشباب والكبار لابد ان ينظر الاباء والمربين بواقعية الى الامور. فالكبار وبحكم السن والعمر الطويل يمتلكون تجارب كثيرة ووصلوا الى حالة من الثبات النسبي، وتعلموا درس الحياة في مدرسة العمر ولا بد لهم من أن يراعوا الرغبة في مسايرة الجديد لدى الجيل الناشئ ولا يقارنوا بين الرؤى والآراء التي لديهم بالتي لدى الشباب.

الاهانات، والعبث، وعدم رعاية الوقار ومشاعر الانتقام او اللجوء الى المخدرات كل ذلك لا يؤدي الى نتيجة، فان الشباب حتى لو بدى عليهم السكوت فانه سكوت مؤقت وسينتهى بمجرد حصولهم على القدرة.

وعند مواجهتهم لابد من رعاية الانصاف ولا نتوقع منهم القبول بكل الاشياء القديمة، وعلينا ايضاً أن نشعر بعدم الرضى حينما نلاحظ عنادهم ومعارضتهم لأن ذلك من علامات نموهم ونضجهم، كما انه لا يستمر طويلاً. وعلينا أن لا نشعر بالتعاسة حينما نرى سلوكهم السيء الحال ويجب ان نعلم اننا لسنا وحدنا في هذا الحال.

يعود المراهقون والشباب في سلوكهم وبصورة اعتيادية الى وضع الطفولة، لأنهم يحوِّلون محيط الاسرة الى ساحة حرب من اجل اشياء تافهة. وأن هذا يزول سريعاً اذا تم اتخاذ الموقف الصحيح منه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.