المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في اليابان
2024-11-06
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06

الاب الروحي اجدر بالاحترام
4-6-2019
أنواع الثلاجات - الثلاجات القارية Ice Caps
14-3-2022
ما المراد بـ « الواصلة والمستوصلة » عندنا وعند أهل السنّة ؟
2024-03-23
تفسير الآية (98-100) من سورة يونس
30-4-2020
تقنية الرؤية: حجيرة التدفق Drift Chamber
19-12-2021
Dividend
1-11-2019


كيف يمكن للشباب ان يكسروا وهم الفشل؟  
  
1455   02:10 صباحاً   التاريخ: 20/10/2022
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : عشرة موضوعات في حياة الشباب
الجزء والصفحة : ص26 ــ 28
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

يقول بعض الشباب، لقد فشلت وفشلت، وهذا درس واضح على انني شخص غير ناجح ولست بصاحب حظ جيد!. 

ان سيطرة وهم الفشل مرجعه الى التفكير المستمر في ذهن هذا الشاب المسكين، الذي يشبهه عدد كبير من شبابنا اليوم، حيث يتصورون ان الوقوع في الخطأ او عدم النجاح هو شر مطلق وكاشف عن ضعفهم وان الله لم يكتب لهم النجاح في هذه الحياة، لذلك يكتفون باي عمل او اي مهنة، ويكون مستوى طموحهم أدنى ما يكون!

الحل بكل بساطة هو ان نعالج التفكير الخاص، وان نكسر دوائر التفكير السلبية الوهمية التي غطت مساحة واسعة من اذهاننا وذاكرتنا فأصبحت مملوءة بترسبات التفكير السلبي ومثقلة بالتعليقات المثبطة للعزيمة، وان ننظر الى نماذج كثيرة في هذه الحياة بدأت من الصفر والفقر فوصلت الى اعلى مراحل الابداع والرقي، واغلب المشاهير اليوم كانوا يعيشون التعاسة والفقر والفشل، لكنهم كسروا زجاجة الوهم وخرجوا من عنق تلك الزجاجة التي اقعدتهم سنوات عن التكامل والابداع.

الحل الآخر، عليك ان تغير المصادر التي تستمع لها وتتأثر بها، فان البناء الفكري لديك قد تأسس بصورة خاطئة، فعليك ان تزيح غبار من طرح عليك من افكار وعواطف سلبية وترمم وتعيد بناء تفكيرك بصورة واعية صحيحة كي تزهر وتثمر، فان الله تعالى لم يخلقنا كما نتصور، بل خلقنا كما اراد، فنحن نمتلك القدرة والقوة والعزيمة والامكانات الهائلة، الا اننا نحتاج الى فورمات للدماغ وتحطيم الانماط التفكيرية السلبية كي تشرف شمس التفكير الايجابي على ادمغتنا، فالمسألة تحتاج ان يدفع الشاب نفسه لتغيير منظومة العلاقات السلبية ومنظومة المتابعات والاهتمامات التي تسيطر على تفكيره دون ان يعلم ويجددها بمنظومات هادفة رائعة حكيمة متزنة، تقربه من الحقيقة والالق والتكامل وتبعده عن الافكار الميتة المهبطة له معنوياً ومادياً،  لكن هذا كله مرهون بتوكل الشاب على الله تعالى وكسره لقيود الفشل التي يتصورها كقيود الحديد غير قابلة للكسر!، لكن هي قيود وهمية تكسر بلحظة تفكر لا أكثر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.