وهي خصلة تؤدي إلى الكراهية وانتشار البغضاء بين الناس بسبب انعدام الثقة وبسبب ابتعاد صاحبها عن سلوك الطريق الصحيح الذي يغطي عليه بالكذب لاستحصال بعض المصالح.. وان الكاذب يكون محروماً من نور الإيمان ونعمة الهداية حيث قال تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}[الزمر: 3]، والكاذب يحشر يوم القيامة أسود الوجه سيء العاقبة حيث قال تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ}[الزمر: 60]، وان الكاذب ملعون عند الله حتى ولو كان مازحاً حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (فلعنة الله على الكاذب وان كان مازحاً)(1)، وان الكذب هو مفتاح لكل الذنوب والمعاصي وهو يؤدي إليها حيث قال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): (جعلت الخبائث كلها في بيت وجعل مفاتحه الكذب)(٢)، لذلك قال الإمام علي (عليه السلام): (لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله وجده)(3).

وقال الإمام علي (عليه السلام): يكتسب الكاذب بكذبه ثلاثاً: سخط الله عليه، واستهانة الناس به، ومقت الملائكة له(4)، وان الكذب هو خيانة حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك مصدق وأنت له به كاذب(5)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الكذب ينقص الرزق)(6).

قصص الكاذبين

ادعى رجل النبوة فقبض عليه على الفور وادخل إلى أحد الحكام العباسيين فقال له: أنت نبي؟ قال الرجل: نعم، قال الحاكم: إلى من بعثت؟ قال الرجل: وهل تركتموني أذهب إلى أحد، ما إن بعثت حتى قبضتم عليّ ووضعتموني في الحبس(7).

من قصص الكاذبين أيضا

ادعى مدعِ النبوة فطلب ودعي له بالسيف والنطع فقال: ما تصنعون؟ قالوا: نقتلك.. قال: ولم تقتلوني؟، قالوا: لأنك ادعيت النبوة قال: فلست ادعيها.. قيل له: فأي شيء أنت؟ قال: أنا صدّيق، فدعي له بالسياط فقال: لم تضربونني؟ قالوا: لادعائك إنك صدّيق.. قال: لا أدعي ذلك.. قالوا: فمن أنت؟ قال: من التابعين لهم بإحسان، فدعي له بالسياط.. قال: ولم ذلك؟ قالوا: لادعائك ما ليس فيك.. فقال: ويحكم.! أدخل إليكم وأنا نبي تريدون أن تحطوني في ساعة واحدة إلى مرتبة العوام.! اصبروا علي حتى أصير لكم ما شئتم(8).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المستدرك: ج11، ص272، ح3394.

2ـ البحار: ج75، ص277، ح3.

3ـ الكافي: ج2، ص340، ح11.

4ـ غرر الحكم: ص221، ح4418.

5ـ مجموعة ورام: ج1، ص114.

6ـ كنز العمال: ج3، ص623، ح8220.

7ـ نهاية الأرب.

8ـ المصدر السابق.