المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نقل تماثيل الملك «رعمسيس الرابع»
2024-11-24
الصحافة الأدبية في دول المغرب العربي
2024-11-24
الصحافة الأدبية العربية
2024-11-24
الصحافة الأدبية في أوروبا وأمريكا
2024-11-24
صحف النقابات المهنية
2024-11-24
السبانخ Spinach (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24



الأمة وأزمة الهوية(1)  
  
921   01:47 صباحاً   التاريخ: 20/10/2022
المؤلف : حسين أحمد الخشن
الكتاب أو المصدر : مع الشباب في همومهم وتطلعاتهم
الجزء والصفحة : ص142ــ147
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / الوطن والسياسة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2016 2130
التاريخ: 24-1-2016 1694
التاريخ: 24-1-2016 1805
التاريخ: 24-1-2016 8581

عندما نتحدث عن النهوض، فلا شك أن الشباب هم قطب الرحى في هذه المهمة، ولكن من اللازم قبل كل شيء أن يكون لدى الشباب إرادة التغيير، وواقعنا ـ نقولها بكل أسف وحسرة ـ لا يشي بذلك، فما نرصده في هذا الواقع هو أن الجيل الشاب يعاني من مشكلة الاستلاب الفكري وضياع الهوية وضعف الثقة بالذات، وهذا الضياع يدفع الشباب إلى حالة من التغرب الفكري والحضاري. ومن هنا كان لا بد أن تولي هذه القضية أهمية خاصة، لأنها تعبر عن أزمة بنيوية عميقة تهدد كيان الأمة بالسقوط الحضاري الذريع. وهذا ما سوف نوضحه فيما يلي:

1ـ الأمة وسؤال الهوية

في البدء ثمة من يتساءل: عندما تتحدثون عن نهوض الأمة فهل نحن لا نزال أمة أساساً؟ أم نحن أشلاء أمة؟ هل نحن أمة واحدة أم أننا أمم غير متحدة؟

 سوف أتجاوز هذا السؤال المغرق في اليأس والإحباط لأقر بأننا لا نزال أمة تجمعها الكثير من الأهداف المشتركة على مستوى الدين واللغة والأرض والثقافة.. لكن أي أمة نحن؟

بنظرة سريعة إلى حال أمتنا، ماذا نجد؟ وماذا نرى؟ هل يختلف اثنان أننا في حالة يرثى لها، بحيث إنه وأينما امتدت بنا الباصرة أو حلقت المخيلة، فسوف نرى أمة حائرة تائهة متشتتة قد أضاعت بوصلتها الأساسية، أمة ـ كما أرى وترون ـ متناحرة ممزقة، تفتك بها الصراعات المذهبية والعرقية والحزبية، أمة مسلوبة الإرادة يعمل الآخرون على مصادرة عقولها وطاقاتها وثرواتها، وإذكاء نار الفتنة في كل ساحاتها وبين كل تلاوينها المذهبية والعرقية والقومية!

وفي ظل هذه الواقع، فإن الأسئلة تتزاحم علينا، والسؤال الأبرز: لماذا نحن على هذه الحالة من التخلف الحضاري والتردي الفكري، والانحطاط الأخلاقي والتشظي الاجتماعي؟ أكُتِبَ علينا الذلّ والهوان؟ على طريقة ذلك الشاعر:

مشيناها خطىً كُتبت علينـا      ومـن كُتبت عليه خطىً مشـاها

وهذه الأسئلة لم تعد تطرح بين النخبة أو في الصالونات المغلقة، بل إنها غدت تطرح عبر الشاشات وفي وسائل الإعلام من قبل الكثيرين من الشباب المسلم ممن لا يمكننا تخوينهم ورميهم بالعمالة والتغرب كما هي العادة الدارجة؟ فالكثير من المخلصين أخذوا يتساءلون همساً أو علناً: من نحن؟ ولماذا هذه حالنا يا ترى؟ ألم يأنِ لنا أن نصحوَ من هذا السبات العميق؟ وكيف نصحو وهناك من القيود والأغلال ما يمنع الصحوة ويعرقل الحركة والنهوض، سواء كانت قيوداً داخلية أو خارجية؟ وما السبيل إلى ذلك؟

وكل هذه الأسئلة مشروعة وعلينا أن نفكر بتقديم إجابات مقنعة عليها، ومن الضروري أن نتصدى للإجابة عليها بروحية الواثق بنفسه وبانتمائه الحضاري والديني، لا بروحية المهزوم الضعيف.

ودعوني مرة ثانية أكرر القول: إنني ـ وبالرغم من هذه الصورة السوداوية التي نراها من حولنا ـ لست متشائماً ولا يائساً من إمكانية التغيير والإصلاح، فأنا لا أغفل وجود علامات مضيئة وتجارب مشرقة معاصرة في هذه الأمة، ويبقى تعويلنا كبيراً على الجيل الشاب في أن ينهض ويستلم زمام المبادرة ويضع الأمة على الطريق المستقيم، بما يشكل الخطوة الأولى في طريق الانطلاق إلى مستقبل مشرق وغد أفضل. ولكنني أتحدث عن المسار العام للأمة، أتحدث عن المليار ونصف المليار مسلم الذين لا وزن و(لا ريح) لهم، وفقاً للمصطلح القرآني(2).

وقد يكون من المفيد عقد مقارنة بين حاضر الأمة وماضيها، فقد نجد أكثر من قاسم مشترك بين مرحلتنا الزمانية وبين تلك المرحلة، وبين واقعنا وذاك الواقع، وهذا ما سوف ينفعنا في معرفة الأسباب وتقديم الحلول والعلاجات، لأن أمراض الأمم والشعوب ـ وبخلاف أمراض الفرد الجسدية أو النفسية التي تختلف من شخص لآخر، وقد تستجد أمراض لم تكن معهودة في الزمن السابق ـ هي في الأعم الأغلب متقاربة ومتشابهة، وذات مناشئ معروفة ومتجانسة.

2ـ فقد الثقة بالذات: أعراض ومخاطر

ومن أبرز وأخطر هذه الأمراض التي تفتك بالأمم مرض فقدان الثقة بالذات، بحيث تعيش الأمة حالة من الاهتزاز وعدم التوازن وحالة من الضياع الفكري والتذبذب النفسي. ومعلوم أن الثقة بالنفس والذات هي الحصن المنيع لسلامة الفرد وحماية الأمة، فهي بمثابة جهاز المناعة لدى الأشخاص، فكما أن جسد المرء إذا فقد مناعته فإنه يصبح عرضة لهجوم «الفيروسات» الانتهازية الكامنة وغزو الجراثيم المسمّة، كذلك هو حال الأمة إذا فقدت ثقتها بنفسها فإنها ستفقد مناعتها وحصنها الحصين وتصبح عرضة للغزو الثقافي أو غزو العقول والإرادات.

ومرض فقدان الثقة بالذات له الكثير من التداعيات والأخطار السلبية على كيان الأمة، وإليك أهم هذه المخاطر:

1ـ الازداوجية بين المشاعر والمواقف، وانفصام الشخصية بين ما يُعلم وما يُعمل، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: ٢ - ٣]. ولو رجعنا إلى جعبة الماضي وحقبة التاريخ، فسوف نجد نماذج كثيرة تعبر عن هذه الازدواجية، فهكذا كان حال أهل الكوفة وغيرها من البلدان الإسلامية إبان نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد قالها الفرزدق عندما التقاه الحسين (عليه السلام) في الطريق وسأله عن حال الناس خلفه فأجابه: "قلوبهم معك وسيوفهم عليك" (3)، إن مقولة "قلوبهم معك وسيوفهم عليك" تعكس حال الأمة اليوم أيضاً، أليست قلوب مئات الملايين من العرب والمسلمين مع الفلسطينيين، لكن سيوفهم (سيوف المال، والنفط، وغيرهما) لخدمة الصهاينة المحتلين!

2ـ الشلل التام وضعف الإرادة، وهذه الحالة واضحة للعيان، فمن يتأمل في واقع الأمة الإسلامية التي بلغ تعدادها المليار والنصف المليار نسمة، سيجدها أمة متفككة خائرة القوى لا ريح لها، وإلا فكيف لهذه الأمة بكل إمكاناتها وقدراتها وعديدها أن تعجز عن تحرير أرضها السليبة في فلسطين وفك أسرها من الصهاينة المحتلين الذين لا يتجاوز عددهم بضعة ملايين! وإنك عندما تشاهد بعض المسيرات المليونية في بعض العواصم العربية وهي تهتف باسم القدس وفلسطين يتمالكك إحساس بالعزة والفخار، ولكن سرعان ما تتبدد الآمال عندما تتبخر الجماهير ويتفرق الجمع ويولون الدبر، ما يذكرني بما جرى مع مسلم بن عقيل سفير الحسين (عليه السلام) إلى الكوفة، حيث اجتمع عليه وبايعه الألوف من أهالي الكوفة، ثم بين ليلة وضحاها تبددت عنه تلك الجموع وانفضت الجماهير التي بايعته، ليجد مسلم نفسه وحيداً فريداً على باب تلك المرأة الصالحة (طوعة) (4).

3- الخوف من المواجهة الفكرية وعدم الاستعداد للاستماع إلى الآخرين، وهذا من النتائج الطبيعية للمرض المشار إليه، فإن من يفقد الثقة بالذات يتهرب من الحوار والمحاججة، وإذا أجاب فإن جوابه يكون على طريقة: {وقالوا قلوبنا غلف} [البقرة: ٨٨]. بينما الشخص الذي يمتلك الثقة بنفسه لا يهرب من الحوار ولا النقاش ولا يخيفه ذلك، أما الإنسان الضعيف في حجته، فالهروب من المواجهة هو أسلم الطرق بالنسبة إليه، والتشويش والتعمية هي أفضل خياراته، كما حدثنا القرآن الكريم عن بعض المشركين: {لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ} [فصلت: ٢٦]، ويصل الأمر إلى حد أن يسد الإنسان أذنيه عن الاستماع إلى دعوة الحق، كما حصل مع ذاك الصحابي الأسعد بن زرارة، الذي دخل مكة في بداية الدعوة الإسلامية، وكان محرماً وخوفه بعض عتاة المشركين من الدخول إلى المسجد الحرام حتى يسحره محمد (صلى الله عليه وآله) بكلماته، فسأل ابن زرارة: ما الحل إذن وأنا محرم وأريد الطواف؟ قال له ذلك القرشي: الحل أن تضع في أذنيك القطن، وتذهب للطواف فلا تسمع شيئاً من كلامه، وهكذا كان!(5). إن سياسة وضع القطن في الأذنين لا تزال قائمة إلى يومنا هذا.

4ـ انهيار منظومة القيم لدى الإنسان، لأن فقد الثقة بالذات سيجعل الإنسان عرضة للتفلّت الأخلاقي وحقلاً خصباً للغزو الفكري والثقافي، ومن البديهي أن المنظومة الأخلاقية هي الحصن الأخير التي تحمي إنسانية الإنسان فبانهيارها تنهار إنسانيته، ويستسهل بعدها ارتكاب كل الفظائع أو الجرائم، ومن هنا وجدنا أن الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء حاول في نهاية المطاف أن يستصرخ الضمير الإنساني في تلك الزمرة التي حاصرته ومنعت عنه الماء، وتعرضت لأطفاله وعياله، فقال (عليه السلام): "إن لم يكن لكم دين ولا تخافون يوم المعاد فكونوا أحراراً ذوي أحساب، امنعوا رحلي وأهلي من طغاتكم وجهالكم"(6)، فهذا الكلام يكشف بوضوح عن انهيار منظومة القيم والأخلاق عند تلك الجماعة.

5- هدر الطاقات والعقول: إن النتيجة الطبيعية لفقدان الأمة ثقتها بذاتها هو هدر الطاقات والعقول والكفاءات والمقدرات، وتغدو هذه الطاقات والعقول عرضة للنهب أو الهجرة إلى دول أخرى. أليس هذا حالنا؟ ألا تتحدث الأرقام أن عشرات الآلاف من أصحاب العقول المبدعة والكفاءات المميزة من أبناء أمتنا لم يجدوا ملجأ آمناً أو سبيلاً للعيش الكريم في بلدانهم، ما اضطرهم إلى اللجوء إلى الغرب الذي فتح أبوابه لهم وقدم لهم كل المحفزات والإغراءات. هذه حال أمتنا اليوم، أمة يمكن لكل إنسان عاقل أن يرصد ـ وبكل سهولة – فيها الكثير من الاعراض أو الأمراض المشار إليها.

_________________________

(۱) تجدر الإشارة إلى أن غالب فقرات هذا العنوان وما يليه هي ـ في الأساس - محاضرة ألقيت في إحدى ليالي عاشوراء، في مسجد الإمامين الحسنين (عليهم السلام) - حارة حريك بيروت 2015م. وقد أعدنا صياغة المطالب وحففنا من الاستشهادات المتصلة بالثورة الحسينية.

(2) قال تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46].

(3) انظر: دلائل الإمامة للطبري ص 182، وفي تاريخ الطبري ج 4 ص290 جاءت كلمة الفرزدق كالتالي: (قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية)..

(4) انظر بشأن ذلك: تاريخ الطبري ج 4 ص 277، والإرشاد للمفيد ج 2 ص 54.

(5) انظر: حول هذا الموضوع ما سجلناه في كتاب: عاشوراء - قراءة في المفاهيم وأساليب الإحياء ص86.

(6) الكامل لابن الأثير ج 4 ص 77. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.