أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-12-2021
1916
التاريخ: 24-1-2016
1792
التاريخ: 20/10/2022
883
التاريخ: 24-1-2016
1404
|
أولاً:الكرامة: إذا توفرت للإنسان أسباب ومدارك الكرامة، وشعر بأن كرامته محظية بالاحترام، يكون ذلك سبباً في انشداده إلى تراب وطنه ويعمق إحساسه بالانتماء إليه والولاء للجماعة فيه إذ يقر لهم بالاحترام مقابل احترامهم له..، القرآن الحكيم يتحدث عن أولئك الناس الذين تصادر كرامتهم في أوطانهم، ولا يكونون قادرين على الدفاع عن حرياتهم الأساسية في بلادهم، فهم مخيرون بين العيش في الوطن أذلاء مهانين أو الهجرة عنه طلباً لأجواء الحرية والكرامة، وحينئذ فالخيار الثاني هو المطلوب يقول تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: 97] .
فالإنسان يجب أن لا يرضى لنفسه الإذلال والاستضعاف، وأن تصادر كرامته، إنما ينشد إلى وطنه، حينما تتوفر له الكرامة فيه، واحترام الآخرين له.
ثانياً: الأمن : كلما شعر الإنسان بالأمن على نفسه وماله وعرضه، كلما زاد ذلك في حبه وانشداده وتعلقه بوطنه بل وأصبح أعمق وأكثر، وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا خير.. في الوطن إلا مع الأمن والسرور).والإمام علي (عليه السلام) يؤكد ذلك بالقول: (شر الأوطان ما لم يأمن فيه القطان) فإذا لم يشعر الإنسان بالأمن في هذا الوطن ومع كل انشداده النفسي والطبيعي، سيكون مضطراً إلى الخروج منه؛ لأن عدم الأمن يحرمه نعمة الاستقرار المكفولة لإنسانيته.. فالمسلمون الأوائل لماذا اضطروا للهجرة إلى الحبشة، لأنهم افتقدوا الأمن في مكة، فإيذاء قريش بلغ حداً كبيراً جعلهم يهاجرون إلى الحبشة، ولذلك أيضاً هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة بعد أن فقد الأمن على نفسه.
إن هذا المثال في فقدان الأمن في الأوطان لا زال يتكرر في كل زمان ومكان مادام الصراع بين الحق والباطل قائماً، وكما نرى في عالمنا المعاصر كم من الناس يعيشون مشكلة اللجوء في بلدان أخرى غير بلدانهم، بسبب عدم توفر الأمن والسلامة على أنفسهم وأموالهم وأهلهم، وذلك إما لسيطرة عدو ظالم أو وجود فتن ومظالم فيضطرهم ذلك إلى ترك أوطانهم والبعد عنها. ومما يدعو إلى الأسف والحزن أن نقرأ في إحصائية المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.. بأن 60 % من اللاجئين في العالم هم من المسلمين أي ما يقارب 18 مليون لاجئ في العالم.. ، كل ذلك بسبب ماذا.. ؟ !! إنه بسبب الظلم والعدوان، وعدم الأمن في الأوطان التي للأسف تسمى إسلامية، كما استدعت الضرورة أن يلجئ الإنسان المسلم في كثير من الأحيان إلى دول أخرى غير إسلامية طلباً في الأمن والحرية على نفسه وماله وعرضه، فأي مأساة تلك التي نعيش فيها نحن المسلمين..؟! فنعمة الأمن في الوطن نعمة كبيرة يطمح إليها الإنسان ويطلبها ويحافظ عليها، ولذلك يبتهل المؤمن إلى ربه طالباً منه توفير نعمة الأمن له في وطنه كما نقرأ في دعاء سحر رمضان المبارك للإمام زين العابدين علي ابن الحسين (عليه السلام) (اللهم واعطني السعة في الرزق والأمن في الوطن).
ثالثاً: الكفاية الاقتصادية: للإنسان في حياته متطلبات واحتياجات مادية، والمفروض أن تتوفر له كفاية المعاش في بلاده لينعم بالعيش فيها وليصرف جهده وطاقته في عمرانها وتقدمها، لكنه حينما يفتقد ذلك في بلاده لأسباب مختلفة فهو إما أن يعيش الفقر والحاجة، وإما أن يغادر وطنه بحثاً عن لقمة العيش ومتطلبات الحياة..
إن توفر فرص العمل للمواطن، وقدرته على تحصيل متطلبات الحياة في بلده مظهر من مظاهر السعادة كما يقول الحديث الشريف عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام): (من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده) ، بينما حياة الفقر في الوطن فيها من القسوة والعناء، ما يوازي ألم الغربة عن الوطن يقول الإمام علي (عليه السلام): (المقل غريب في بلدته). وقال (عليه السلام): (الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة).
فإذا ما ضاق على الإنسان رزقه في بلده فسيعيش كأنه غريب، وفي المقابل إذا ما توفرت له كفاية المعاش في بلد آخر فسيكون له ذلك البلد الذي اغترب إليه وطناً بديلاً، ونحن نرى الآن كم أيدٍ عاملة وخبرات علمية تضطر إلى الاغتراب عن أوطانها بحثاً عن رزقها وكفايتها الاقتصادية انهم كأي بشر يعشقون أوطانهم ولا يرغبون في فراق ذويهم لكن الحاجة تضطرهم إلى ذلك.
من هنا كانت دعوة نبي الله إبراهيم (عليه السلام) لمكة المكرمة بعد بنائه البيت الحرام تنص على مطلبي الأمن وكفاية المعاش كما ينقلها القرآن الكريم:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}[البقرة: 126].
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|