المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



مهارات المواطنة  
  
8583   10:47 صباحاً   التاريخ: 24-1-2016
المؤلف : د. جمال عبد الفتاح
الكتاب أو المصدر : مهارات الحياة
الجزء والصفحة : ص131-135
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / الوطن والسياسة /

ـ محور المواطنة والعالمية :

أ‌. المواطنة في ظل ما يشهده العالم المعاصر من تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية نتيجة التقدم العلمي وتطور وسائل الاتصال ينبغي على المؤسسة التربوية تطوير توجهاتها وأهدافها في تنشئة الطلاب ، بحيث تأخذ في الاعتبار البعد المحلي ؛ كي ينشأ الطالب متوافقا مع مجتمعه ، مدركا لحقوقه وواجباته ، حافظا لقيمه ، ومبادئه وقوانينه ، ملتزما بعاداته ، وتقاليده ، وموروثه الحضاري ، معتزا بوطنه وقائده حاميا لترابه . كما أن عالمية المواطنة تظهر واضحة في أن الإنسان العربي مازال موجودا في هذا العالم المتسع ومنتشرا فيه ، يحمل في دواخله ثقافته  ومُثَلُه وقيمه وأخلاقه يتعايش بها مع شعوب العالم الأخرى ، ويلتقي مع ثقافات تلك الشعوب ينهل منها بالقدر الذي يتناسب وثقافاته العربية النابعة من تعاليم دينه .

إن المواطَنة يسعى بمحليتها وعالميتها لدعم عدد من المهارات منها مهارات العمل التطوعي ، ومعرفة الحقوق والواجبات ، والتفاعل الاجتماعي ، وغيرها من المهارات .

ب‌. العالمية : في ظل ما يشهده العالم المعاصر من تحولات اجتماعية ، واقتصادية ، وثقافية نتيجة التقدم العلمي وتطور وسائل الاتصال ينبغي على المؤسسة التربوية تطوير توجهاتها وأهدافها في تنشئة الطلاب ، بحيث تأخذ في الاعتبار البعد العالمي ؛ كي ينشأ الطالب مدركا للمشكلات والتحديات التي تجابهه . كما تعمل المؤسسات على تهيئة الطالب على المستوى العالمي ليصبح مدركا لكل ما يحدث في العالم من حوله ، وحتى يحدث ذلك الإحساس بالعالم لا بد من أن يتعايش الطالب مع التغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم ويؤثر على منظومة القيم وعناصر الثقافة في كل مجتمع من المجتمعات .

إن المهارات الحياتية هي : المهارات التي تساعد التلاميذ على التكيف مع المجتمع الذي يعيشون فيه ، وتركز على النمو اللغوي ، الطعام ، ارتداء الملابس ، القدرة على تحمل المسؤولية ، التوجيه الذاتي ، المهارات المنزلية ، الأنشطة الاقتصادية ، والتفاعل الاجتماعي . أو هي  مجموعة القدرات الشخصية التي تكسب المتعلم ثقة في نفسه تمكنه من تحمل المسؤولية ، وفهم النفس والآخرين والتعامل معهم بذكاء ، وإنجاز المهام الموكلة إليه بكفاءة عالية ، واتخاذ القرارات الصائبة بمنهجية علمية سليمة .

ـ تنمية قيم المواطنة :

يعد شباب أي أمة بمثابة احد المدخلات الرئيسية في دراسة مركز ثقلها الحضاري ، وهو من زاوية أخرى احد الدعائم في بنية الرصيد الستراتيجية لحركة التنمية فيها . ومن ثم فإن حسابات معدل الانطلاقة الحقيقية لأي مجتمع من المجتمعات تبنى على أساس الزيادة في هذا الرصيد وحسن توظيفه على المستوى المأمول .

لعل من اخطر العوامل التي تؤثر سلبا في الشعور الوطني وقيم المواطنة ، هو الواقع الحالي لتنامي سياسات الإعلام في عصر العولمة . فقد تأثرت بعض عناصر الهوية الوطنية ما بين رفض النمط الحضاري الغربي شكلا ومضمونا ، والحوار مع الغرب والاستفادة من تجاربه ، برزت الحاجة إلى مهام تربوية جديدة بما يعزز فكرة المواطنة التفوق العلمي مدخلا لتأكيد عوامل التضامن المجتمعي في مواجهة مشكلاته ، ذلك ان المدخل الأساس في تنمية قيم المواطنة والتفوق العلمي هو الذي يؤكد دور الجامعة في إكساب طلابها "ثقافة المواطنة Culture of Citizenship" والتي تعنى بالتكوين التجميعي والبنائي "Formrive and Summative" للحقوق والواجبات بما يحدد مسؤوليات الأفراد في مجتمعاتهم . وعلى ذلك فإن دور الجامعة في التربية من أجل المواطنة والتفوق العلمي يهدف إلى تزويد الطلبة بالمعارف المختلفة ما يمكنهم من المشاركة في لعب الدور على المستوى الوطني ، فضلا عن إكسابهم الرؤية العالمية الحاكمة لحركة الأحداث والمتغيرات في قضايا مجتمعهم أو القضايا العالمية بصورة كلية .

فالمواطنة تنظر إلى تاريخها وهويتها ومكانتها كمرجعية تحدد لها الطريقة التي يمكن أن تتفاعل بها مع أحداث التطور في العالم . لذا ينبغي التركيز على أهمية تجديد الثقافة الوطنية بأفق إنساني ديمقراطي وبتعزيز الانتماء إلى الذات والانفتاح على العصر ، وذلك بإعادة بناء الثقافة الوطنية من داخلها ، وربطها بهموم الشعب واعتمادها أداة للحوار الحضاري وفي مواجهة ظاهرة عولمة الثقافة . ولا شك ان وجود تراث حضاري وطني وعربي عريض تداخلت فيه الحضارات المختلفة ، يمثل مرجعية فكرية راسخة لدى الشباب الجامعي لتحديد نمط السلوك الاجتماعي وسلم الأولويات القيمي للفكر الوطني بأبعاده العلمية والاجتماعية والثقافية . وهذا التراث يمثل احد العناصر المكونة لـ "بنية المواطنة" بما يعزز مفهوم الأصالة والانتماء .

رابعا : دور الجامعة في تنمية قيم المواطنة والتفوق العلمي لدى طلابها تهدف التنمية الوطنية الشاملة للشباب الجامعي إلى تنمية وعي الشباب بمتطلبات المشاركة الإيجابية في بناء الوطن والتربية من اجل المواطنة والتفوق العلمي تقوم على أساس إعداد الناشئين والشباب للدخول في الحياة العلمية للمجتمع بإكسابهم المعارف والمفاهيم والاتجاهات والمهارات السلوكية اللازمة لتنمية مشاركتهم في البيئة التعليمية ، بما يمكنهم من دعم الاتجاه الوطني للتنمية ومسانداته . إنها العملية التي تستهدف إعداد الشباب الجامعي لمواجهة المشكلات واتخاذ القرارات كمواطنين بمساعدة كل منهم على تنمية قدراته على التطور والتفوق العلمي ، وعلى التعبير عن اتجاهاتهم والوصول إلى حلول للمشكلات الاجتماعية والتحديات المعاصرة التي تعوق مسيرة التنمية .

ونظرا لأهمية كفاءة الفهم Competency of Understanding في تكوين المواطنة النشطة ، وتنمية القيم يمكن تحديد ثلاثة مداخل أساسية لتنمية قيم المواطنة والتفوق العلمي لدى الشباب الجامعي ، تقوم على كفاءة التفكير المبنى على توليد البدائل ، وكفاءة الاداء ، والرغبة الحقيقية في التفوق العلمي، ومسؤولية النتائج المتحققة , وفعالية الحياة المجتمعية والجامعية على وجه الخصوص وتمايز المكانة .

وتتضح مسؤوليات الجامعة من خلال القدرة على تحويل قيم المخزون الحضاري إلى أطر حاكمة لتقديرات العقل حول غايات العلم الوطني ، ليأتي الفعل الجديد في تواصل مع عوامل القوة في تاريخه ، مع مراعاة واقع التغيرات العلمية والإنسانية المعاصرة وشروط التفاعل معها ، ومن ثم تتجه الإرادة المجتمعية في كليتها لبناء المجتمع والمحافظة على قيمه الأساسية السياسية والأمنية ، ودعم مكانته في عالم الغد .

فالجامعة بكل ما فيها من طلاب ، وهيأة تدريس ، ومناهج دراسية ، وأنشطة طلابية ، تشكل وضعا مميزا لمناخ تعمل كل موجهاته لتنمية الخصائص العلمية والإنسانية للحياة في عالم شامل . ومن المهم لمجتمع التعليم العالي Higher Education Community أن يكون هناك مجال للتفكير لتنمية مهارات الأجيال الجديدةNext Generation وإعدادها كنماذج للمواطنين القادة Citizen Leaders .

خلاصة القول هي إن الجامعة المعاصرة لم تعد مجرد مجتمع أكاديمي تعول عليه المجتمعات أهمية تعليمية وبحثية فحسب ، على الرغم من الأهمية المحورية التي ينطوي عليها ذلك ، بل هناك أدوار أخرى للجامعة اليوم يمكن إدراكها في ضوء الحقائق التالية :

1.إن الجامعات كانت وستظل إحدى الأدوات الرئيسية للنظم السياسية في انتقاء الصفوة المستقبلية وتدريبها وإعدادها .

2.إن الجامعة باعتبارها أحدى المؤسسات رائدة التحديث في المجتمع ، تمتلك من الإمكانات ما يجعلها تحتل المكانة المحورية بين أهم وسائل تقديم المعرفة العلمية وتغيير الثقافة السياسية للمجتمع وتنميتها وتجديدها .

3.إن الجامعة تضطلع بإعداد أكثر فئات المجتمع فاعلية وقدرة على الحركة ، وهم الشباب المتعلم بما يملكونه من المهارات وقدرات ، وبما لديهم من قيم واتجاهات .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.