المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



كن راضياً بالقضاء والقدر  
  
1751   01:39 صباحاً   التاريخ: 1-8-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تتمتع بحياتك وتعش سعيداً
الجزء والصفحة : ص71ــ73
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-6-2017 2840
التاريخ: 27-11-2021 1916
التاريخ: 28-4-2017 2084
التاريخ: 17-1-2022 2644

ليست الأمور كلها بيدنا، فلا أحد مثلاً يستطيع أن يختار تاريخ ميلاده، ولا العائلة التي يولد فيها، ولا مكان ولادته، ولا لون عينيه، ولا طوله، ولا لون بشرته وصفاته الجسدية.

كما لا أحد يستطيع أن يمنع وقوع بعض الحوادث المؤسفة له كموت صديق، أو حدوث زلزال، أو هبوب الرياح، أو أمور أخرى من هذا القبيل. فتلك أمور ترتبط بالقضاء والقدر.

وإذا كان البعض غير مرتاح مما هو حادث لهم - سواء فيما يرتبط بمواصفاته الجسدية أو فيما يرتبط بالحوادث الواقعة - فإن من الأفضل أن يقارن نفسه بمن هو أكثر مبتلى منه، ويرضى بالقضاء والقدر إذ ليس له خيار آخر غير هذا الخيار.

يقال: إن رجلاً وقع في بئر، فأخذ يصرخ ويطالب كل من يمر أن يخلصه، فقال له رجل سمع استغاثته: اصبر حتى آتيك بحبل وأرفعك به.

فقال الرجل: وإذا لم أصبر، فماذا أفعل؟.

إنك أحياناً لا تملك إلا ن تصبر على ما أنت عليه، إذ لا تملك إلا هذا الخيار.

ثم إن علينا أن لا نعتبر ما نحن فيه من الأمور التي لا ترضينا هي أسوأ ما يمكن أن يحدث لنا «فرب ضارة نافعة» كما يقول المثل. فكم من أمور اعتبرناها (نقمة) ثم تبين أنها كانت في حقيقة الأمر (نعمة) والعكس أيضاً ممكن.

ويذكر في هذا الموضوع أنه كان فيما كان قرية بها عجوز حكيم. وكان أهل القرية يثقون فيه، في الإجابة على أسئلتهم ومخاوفهم.

وفي أحد الأيام؛ ذهب فلاح من القرية إلى العجوز وقال بصوت محموم: «أيها الحكيم؛ ساعدني، لقد حدث لي شيء فظيع. لقد هلك ثوري وليس لدي حيوان يساعدني على حرث أرضي! أليس ذلك أسوأ شيء يمكن أن يحدث لي؟».

فأجاب الحكيم :«ربما كان ذلك صحيحاً، وربما كان غير صحيح».

فأسرع الفلاح عائداً لقريته وأخبر جيرانه أن الحكيم قد جن، وكان يظن أن ذلك أسوأ شيء يمكن أن يحدث للفلاح، فكيف لم يتسن للحكيم أن يرى ذلك؟.

إلا أنه في اليوم ذاته، شاهد الناس حصاناً صغيراً قوياً بالقرب من مزرعة الرجل. ولأن الرجل لم يعد عنده ثور ليعينه في عمله، فقد أتت الرجل فكرة اصطياد الحصان ليحل محل الثور، وهو ما قام به فعلاً.

وقد كانت سعادة الفلاح بالغة، فلم يحرث الأرض بمثل هذا اليسر من قبل. وما كان الفلاح إلا أن عاد للحكيم وقدم إليه أسفه قائلاً: «لقد كنت محقاً أيها الحكيم، إن فقداني للثور لم يكن أسوأ شيء يمكن أن يقع لي، لقد كان نعمة لم أستطع فهمها فلو لم يحدث ذلك لما تسنى لي أبداً أن أصيد حصاناً جديداً، لا بد أنك توافقني على أن ذلك هو أفضل شيء يمكن أن يحدث لي».

فأجاب الحكيم: «ربما نعم، وربما لا».

فقال الفلاح لنفسه: «لا؛ ثانية ؟!، لابد أن الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة».

لم يدرك الفلاح ما سيحدث. وبعد مرور بضعة أيام سقط ابن الفلاح من فوق صهوة الحصان، فكسرت ساقه ولم يعد بمقدوره المساعدة في حصاد المحصول.

ومرة أخرى، ذهب الفلاح إلى الحكيم وقال له: «كيف عرفت أن اصطيادي للحصان لن يكون أمراً جيداً؟ لقد كنت على صواب ثانية، فلقد جرح ابني ولن يتمكن من مساعدتي في الحصاد. هذه المرة أنا على يقين بأن هذا هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لي، لا بد أنك توافقني هذه المرة».

ولكن، كما حدث من قبل، نظر الحكيم إلى الفلاح وأجابه بصوت تعلوه الشفقة وقال: «ربما نعم، وربما لا».

استشاط الفلاح غضباً من جهل الحكيم وعاد من فوره إلى القرية.

في اليوم التالي، قدم أفراد الجيش واقتادوا جميع الرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي اندلعت للتو، وكان ابن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصطحبوه معهم. ومن هنا كتبت له الحياة في حين أصبح محتماً على الباقين أن يلقوا حتفهم.

إن المغزى الأخلاقي لهذه القصة يعد درساً نافعاً للغاية. وحقيقة الأمر، أننا لا ندري ماذا سيحدث غداً، نحن فقط نعتقد أننا نعلم ذلك، وغالباً ما نضخم من شيء ما، ونخترع أحداثاً مبالغاً فيها في عقولنا عن أشياء بشعة سوف تحدث. أما إذا احتفظنا برباطة جأشنا وفتحنا عقولنا أمام كل الاحتمالات، لتأكدنا من أن كل شيء سيصبح على ما يرام في نهاية المطاف. وتذكر: «قد يكون الأمر كذلك، وقد لا يكون». 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.