أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
3135
التاريخ: 6-4-2016
4007
التاريخ: 5-03-2015
3270
التاريخ:
3459
|
عُرِفَ معاوية بالخلاعة والمجون يقول ابن أبي الحديد : كان معاوية أيّام عثمان شديد التهتك موسوماً بكلّ قبيح وكان في أيّام عمر يستر نفسه قليلاً خوفاً منه إلاّ إنّه كان يلبس الحرير والديباج ويشرب في آنية الذهب والفضة ويركب البغلات ذوات السروج المحلات بها أي بالذهب وعليها جلال الديباج والوشي وكان حينئذ شاباً وعند نزق الصبا وآثر الشبيبة وسكر السلطان والإمرة , ونقل الناس عنه في كتب السيرة أنّه كان يشرب الخمر في أيّام عثمان في الشام , ولا خلاف في أنّه سمع الغناء وطرب عليه ووصل عليه أيضاً , وتأثر به ولده يزيد فكان مدمناً خليعاً مستهتراً وتأثر بهذا السلوك جميع خلفاء بني أُميّة.
يقول الجاحظ : وكان يزيد ـ يعني ابن معاوية ـ لا يمسي إلاّ سكراناً ولا يصبح إلاّ مخموراً وكان عبد الملك بن مروان يسكر في كلّ شهر مرّة حتّى لا يعقل في السماء هو أو في الماء وكان الوليد بن عبد الملك يشرب يوماً ويدع يوماً وكان سليمان بن عبد الملك يشرب في كلّ ثلاث ليال ليلة وكان هشام يشرب في كلّ جمعة وكان يزيد بن الوليد والوليد بن يزيد يدمنان اللهو والشراب ؛ فأمّا يزيد بن الوليد فكان دهره بين حالتي سكر وخمار ولا يوجد أبداً إلاّ ومعه إحدى هاتين وكان مروان بن محمّد يشرب ليلة الثلاثاء وليلة السبت .
وولّى هشام بن عبد الملك الوليد على الحجّ سنة 119هـ فحمل معه كلاباً في صناديق فسقط منها صندوق وفيه كلب وحمل معه قبّة عملها على قدر الكعبة ليضعها عليها وحمل معه خمراً وأراد أن ينصب القبّة على الكعبة ويجلس فيها فخوّفه أصحابه وقالوا له : لا نأمن الناس عليك وعلينا فترك ؛ ووفد علي بن عباس على الوليد بن يزيد في خلافته وقد اُتي بابن شراعة مِن الكوفة فبادره قائلاً : والله ما بعثت إليك لأسألك عن كتاب الله وسنّة رسوله.
فضحك ابن شراعة وقال : إنّك لو سألتني عنهما لوجدتني حماراً.
ـ أنا أرسلت إليك لأسالك عن القهوة ـ أي الخمر ـ أخبرني عن الشراب؟
ـ يسأل أمير المؤمنين عمّا بدا له.
ـ ما تقول في الماء؟
ـ لا بدّ منه والحمار شريكي فيه.
وأخذ يسأله عن المشروبات حتّى انتهى إلى الخمر فقال له : ما تقول في الخمر؟
ـ أو آه تلك صديق روحي.
ـ أنت والله صديق روحي .
وأرسل الوليد إلى عامله على الكوفة يطلب منه أنْ يبعث إليه الخُلعاء والشعراء الماجنين ليستمع ما يلهو به مِن الفسق والمجون وقد سخّر جميع أجهزة دولته للذاته وشهواته وكتب إلى واليه على خراسان أنْ يبعث إليه ببرابط وطنابير وقال أحد شعراء عصره ساخراً منه :
أبشر يا أمين الله أبشر بتباشيرِ
بإبل يُحمل المالُ عليها كالأنابير
بغالٌ تحمل الخمرَ حقائبْها طنابيرُ
فهذا لك في الدنيا وفي الجنّة تحبيرُ
وسادت اللذة واللهو في المجتمع العربي وتهالك الناس على الفسق والفجور , ومِن طريف ما ينقل في هذا الموضوع : أنّه اُوتي بشيخ إلى هشام بن عبد الملك وكان معه قيان وخمر وبربط فقال : اكسروا الطنبور على رأسه , فبكى الشيخ فقال له أحد الجالسين : عليك بالصبر, فقال له الشيخ : أتراني أبكي للضرب؟ إنّما أبكي لاحتقاره البربط إذ سمّاه طنبوراً! .
لقد كانت سيرة الاُمويِّين في جميع أدوارهم امتداداً لسيرة معاوية الذي أشاع حياة اللهو والخلاعة في البلاد ؛ للقضاء على أصالة الأُمّة وسلب وعيها الديني والاجتماعي.
عمد معاوية إلى إشاعة الدعارة والمجون في الحرمين ؛ للقضاء على قدسيتهما وإسقاط مكانتهما الاجتماعية في نفوس المسلمين.
يقول العلائلي : وشجّع الاُمويّون حياة المجون في مكّة والمدينة إلى حدّ الإباحة ؛ فقد استأجر طوائف مِن الشعراء والمخنّثين مِن بينهم عمر بن أبي ربيعة لأجل أنْ يمسحوا عاصمتي مكّة والمدينة بمسحة لا تليق ولا تجعلهما صالحتين للزعامة الدينية.
وقد قال الأصمعي : دخلت المدينة فما وجدت إلاّ المخنثين ورجلاً يضع الأخبار والطرف وقد شاعت في يثرب مجالس الغناء وكان الوالي يحضرها ويشارك فيها وانحسرت بذلك روح الأخلاق وانصرف الناس عن المُثل العليا التي جاء بها الإسلام.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|