المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أقم صرح نجاحك على الأفعال، لا ردود الأفعال
7-5-2022
نور وجوه شيعته يوم القيامة
30-01-2015
Polysaccharides
20-7-2018
مفهوم للتنمية المستدامة بمنظور جغرافي
28-1-2021
الحياء غير الممدوح
5-6-2022
سلطة الادارة في تعديل شروط العقد
1-4-2016


خلاعةُ ومجون معاوية  
  
3661   02:00 صباحاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص144-147.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016 3039
التاريخ: 6-4-2016 3295
التاريخ: 6-4-2016 4084
التاريخ: 7-4-2016 2848

عُرِفَ معاوية بالخلاعة والمجون يقول ابن أبي الحديد : كان معاوية أيّام عثمان شديد التهتك موسوماً بكلّ قبيح وكان في أيّام عمر يستر نفسه قليلاً خوفاً منه إلاّ إنّه كان يلبس الحرير والديباج ويشرب في آنية الذهب والفضة ويركب البغلات ذوات السروج المحلات بها أي بالذهب وعليها جلال الديباج والوشي وكان حينئذ شاباً وعند نزق الصبا وآثر الشبيبة وسكر السلطان والإمرة , ونقل الناس عنه في كتب السيرة أنّه كان يشرب الخمر في أيّام عثمان في الشام , ولا خلاف في أنّه سمع الغناء وطرب عليه ووصل عليه أيضاً , وتأثر به ولده يزيد فكان مدمناً خليعاً مستهتراً وتأثر بهذا السلوك جميع خلفاء بني أُميّة.

يقول الجاحظ : وكان يزيد ـ يعني ابن معاوية ـ لا يمسي إلاّ سكراناً ولا يصبح إلاّ مخموراً وكان عبد الملك بن مروان يسكر في كلّ شهر مرّة حتّى لا يعقل في السماء هو أو في الماء وكان الوليد بن عبد الملك يشرب يوماً ويدع يوماً وكان سليمان بن عبد الملك يشرب في كلّ ثلاث ليال ليلة وكان هشام يشرب في كلّ جمعة وكان يزيد بن الوليد والوليد بن يزيد يدمنان اللهو والشراب ؛ فأمّا يزيد بن الوليد فكان دهره بين حالتي سكر وخمار ولا يوجد أبداً إلاّ ومعه إحدى هاتين وكان مروان بن محمّد يشرب ليلة الثلاثاء وليلة السبت .

وولّى هشام بن عبد الملك الوليد على الحجّ سنة 119هـ فحمل معه كلاباً في صناديق فسقط منها صندوق وفيه كلب وحمل معه قبّة عملها على قدر الكعبة ليضعها عليها وحمل معه خمراً وأراد أن ينصب القبّة على الكعبة ويجلس فيها فخوّفه أصحابه وقالوا له : لا نأمن الناس عليك وعلينا فترك ؛ ووفد علي بن عباس على الوليد بن يزيد في خلافته وقد اُتي بابن شراعة مِن الكوفة فبادره قائلاً : والله ما بعثت إليك لأسألك عن كتاب الله وسنّة رسوله.

فضحك ابن شراعة وقال : إنّك لو سألتني عنهما لوجدتني حماراً.

ـ أنا أرسلت إليك لأسالك عن القهوة ـ أي الخمر ـ أخبرني عن الشراب؟

ـ يسأل أمير المؤمنين عمّا بدا له.

ـ ما تقول في الماء؟

ـ لا بدّ منه والحمار شريكي فيه.

وأخذ يسأله عن المشروبات حتّى انتهى إلى الخمر فقال له : ما تقول في الخمر؟

ـ أو آه تلك صديق روحي.

ـ أنت والله صديق روحي .

وأرسل الوليد إلى عامله على الكوفة يطلب منه أنْ يبعث إليه الخُلعاء والشعراء الماجنين ليستمع ما يلهو به مِن الفسق والمجون وقد سخّر جميع أجهزة دولته للذاته وشهواته وكتب إلى واليه على خراسان أنْ يبعث إليه ببرابط وطنابير وقال أحد شعراء عصره ساخراً منه :

أبشر يا أمين الله         أبشر بتباشيرِ

بإبل يُحمل المالُ        عليها كالأنابير

بغالٌ تحمل الخمرَ       حقائبْها طنابيرُ

فهذا لك في الدنيا     وفي الجنّة تحبيرُ

وسادت اللذة واللهو في المجتمع العربي وتهالك الناس على الفسق والفجور , ومِن طريف ما ينقل في هذا الموضوع : أنّه اُوتي بشيخ إلى هشام بن عبد الملك وكان معه قيان وخمر وبربط فقال : اكسروا الطنبور على رأسه , فبكى الشيخ فقال له أحد الجالسين : عليك بالصبر, فقال له الشيخ : أتراني أبكي للضرب؟ إنّما أبكي لاحتقاره البربط إذ سمّاه طنبوراً! .

لقد كانت سيرة الاُمويِّين في جميع أدوارهم امتداداً لسيرة معاوية الذي أشاع حياة اللهو والخلاعة في البلاد ؛ للقضاء على أصالة الأُمّة وسلب وعيها الديني والاجتماعي.

عمد معاوية إلى إشاعة الدعارة والمجون في الحرمين ؛ للقضاء على قدسيتهما وإسقاط مكانتهما الاجتماعية في نفوس المسلمين.

يقول العلائلي : وشجّع الاُمويّون حياة المجون في مكّة والمدينة إلى حدّ الإباحة ؛ فقد استأجر طوائف مِن الشعراء والمخنّثين مِن بينهم عمر بن أبي ربيعة لأجل أنْ يمسحوا عاصمتي مكّة والمدينة بمسحة لا تليق ولا تجعلهما صالحتين للزعامة الدينية.

وقد قال الأصمعي : دخلت المدينة فما وجدت إلاّ المخنثين ورجلاً يضع الأخبار والطرف وقد شاعت في يثرب مجالس الغناء وكان الوالي يحضرها ويشارك فيها وانحسرت بذلك روح الأخلاق وانصرف الناس عن المُثل العليا التي جاء بها الإسلام.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.